تضارب بيانات المخزون الأميركي بين معهد النفط وإدارة الطاقة
لا واردات من العراق الأسبوع الماضي.. وانخفاض كبير لواردات الخام من السعودية
انخفض مخزون النفط الخام الأميركي بمقدار 700 ألف برميل يوميًا، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، وهي بذلك تخالف بيانات معهد النفط الأميركي، التي صدرت أمس الأربعاء، وتفيد بارتفاع المخزون بمقدار 4.146 مليون برميل.
هذا الأسبوع هو الثالث على التوالي الذي تكون الفروقات متعارضة وكبيرة، وهو أمر نادر الحدوث.
الخلاف في التقدير الأسبوعي أمر معروف وشائع، لكن يتم التوازن بينهما خلال بضعة أسابيع، لهذا فإن الاختلاف المستمر والكبير على مدى 3 أسابيع مستمرة، يثير العديد من التساؤلات.
ورغم هذا الانخفاض في المخزون، إلا أن مستواه مازال الأعلى تاريخيًا بالنسبة لهذا الوقت من السنة، إذا أضفنا المخزون التجاري الموجود في الاحتياطي الإستراتيجي، وغير المتضمن 488 مليون برميل التي ذكرتها إدارة المعلومات.
فروقات كبيرة في التقديرات
أوضحت الإدارة في تقريرها اليوم الأربعاء، أن مستوى المخزون الآن أعلى من متوسطه في السنوات الـ 5 الماضية، بنسبة 7%.
وأضافت أن مخزون البنزين ارتفع بمقدار 3.5 مليون برميل، ليصبح أعلى من متوسط السنوات الـ 5 الماضية بنسبة 4%.
وارتفع مخزون المقطرات -التي تشمل الديزل ووقود التدفئة وغيرها- بمقدار 3.2 مليون برميل، ليصل إلى مستوى أعلى من متوسط السنوات الـ 5 الماضية بنسبة 8%.
الملاحظ هنا: الفروق الكبيرة مرة أخرى بين تقديرات معهد النفط وإدارة المعلومات؛ لأن المعهد ذكر أمس أن الزيادة في مخزون المقطرات كانت 334 ألف برميل فقط، والذي يبلغ نحو غُشر تقدير إدارة المعلومات.
وهذا يثير التساؤل عما إذا كانت هناك مشكلة في تقدير ما يدخل للمصافي وما يخرج منها؛ لأنه لما تم تحويل فرق تقدير الزيادة في مخزون المقطرات إلى النفط الخام، فتظهر الأرقام متقاربة ومتناسبة مع الفروق التاريخية.
سبب انخفاض المخزون
يأتي الانخفاض البسيط في مخزون النفط الخام نتيجة زيادة الصادرات بمقدار 625 ألف برميل يوميًا إلى 3.456 مليون برميل يوميًا، وزيادة الواردات بمقدار 171 ألف برميل يوميًا إلى 5.399 مليون برميل يوميًا، وانخفاض مدخلات النفط إلى المصافي بحدود 250 ألف برميل يوميًا، في الوقت الذي يوضح النموذج الرياضي الذي تستخدمه إدارة معلومات الطاقة عدم تغير تقديرها للإنتاج.
هنا يجب التأكيد على أن بيانات الإنتاج الأسبوعية تقديرية، وقد تكون خاطئة تمامًا.
أما ارتفاع مخزون المشتقات النفطية، فإنه يعود إلى انخفاض كبير في الاستهلاك، وقد يفسر ارتفاع المخزون هبوط نسبة التشغيل في المصافي من 78.7% إلى 78.2%.
بيانات الاستهلاك
انخفض استهلاك المشتقات النفطية في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بشكل ملحوظ عن الأسبوع الذي سبقه.
وقد تراجع الاستهلاك بنحو 688 ألف برميل يوميًا إلى 18.468 مليون برميل يوميًا، كان منها انخفاض في استهلاك البنزين بمقدار 156 ألف برميل يومياً إلى 7.973 مليون برميل يوميًا، والمقطرات بـ 386 ألف برميل يوميًا إلى 4.175 مليون برميل يوميًا، ووقود الطائرات بمقدار 35 ألف برميل يوميًا -رغم عطلة عيد الشكر- إلى 1.134 مليون برميل يوميًا.
وإذا نظرنا إلى متوسط بيانات الأسابيع الـ 4 الماضية وقارناها ببينات الاستهلاك في الفترة نفسها من العام الماضي، نجد أن استهلاك المشتقات النفطية بشكل عام مازال أقل بنسبة 9%، والبنزين 9.9%، والمقطرات 3.4%، ووقود الطائرات 36.2%.
ولايعتد ببيانات وقود الطائرات كدليل على تحسن وضع السفر، لأن الأسبوغ الماضي تضمن عطلة عيد الشكر التي يسافر فيها الناس عادة.
بيانات الواردات
أغلب الزيادة في الواردات جاءت من كندا ودول أميركا اللاتينية، بينما كان كل الانخفاض من السعودية والعراق.
وارتفعت الواردات من كندا بمقدار 354 ألف برميل يوميًا، وكولومبيا 191 ألف برميل يوميًا، والبرازيل 186 ألف برميل يوميًا، والإكوادور 26 ألف برميل يوميًا، والمكسيك 15 ألف برميل يوميًا، ومن نيجيريا بمقدار 82 الف برميل يوميًا.
وانخفضت الواردات من السعودية بمقدار 220 ألف برميل يوميًا إلى مستويات متدنية تاريخيًا بالنسبة للبيانات الأسبوعية 73 ألف برميل يوميًا فقط، ولم تستورد أميركا أي نفط من العراق الأسبوع الماضي.