سيارات الهيدروجين.. منافسة شرسة بين ريفرسيمبلي وهيونداي
الشركة البريطانية تشجّع المستهلكين بعروض التأجير والتقسيط والشراء
محمد فرج
تعقد شركة ريفرسيمبلي المصنّعة لسيارات الهيدروجين، آمالًا كبيرة على "الثورة الخضراء" التي وعدت بها بريطانيا في تحقيق انتعاشة بالمبيعات، تُمكّنها من احتلال المرتبة الأولى بعد حظر سيارات البنزين التقليدية، في غضون 10 سنوات.
الشركة البريطانية تسعى للاستفادة من استهداف الحكومة تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، في وقت تدّعي فيه "هيونداي" الكورية الجنوبية أنها الشركة الرائدة عالميًا، بإجمالي مبيعات بلغ 5 آلاف سيارة، عام 2019.
وتتضاءل مبيعات سيارات الهيدروجين أمام نظيرتها العاملة بالبطاريات، التي يوجد منها الآن نحو 5 ملايين على الطرق حول العالم.
طموح لا يتوقّف
تعدّ خطة ريفرسيمبلي طموحة بالمقارنة مع عمالقة السيارات الآسيوية، وهي حاليًا الشركة البريطانية الوحيدة في هذا القطاع بنموذجها الرئيس" راسا"، وفقًا لوكالة فرانس برس.
ويحرص مؤسس الشركة البريطانية "هوغو سبورز"، على مواجهة الكبار، بنموذجه المصمم ذاتيًا، والذي اشتقّ اسمه من "تابولا راسا"، ويأمل أن يمنحه البدء من نقطة الصفر ميزة على عمالقة التصنيع الذين يركّزون على تكييف النماذج التي تعمل بالبنزين، كي تعمل بوقود الهيدروجين.
ويعتقد "سبورز" أن الهيدروجين يتمتع بميزة واضحة على البطاريات الكهربائية، وهو ما عبّر عنه قائلًا: "إن السيارة قصيرة المدى يمكن أن تكون رائعة، إذ تعمل بالبطاريات، ونحن نحتاج لدورها، لكن إذا أردتم هذا النوع من المدى الذي اعتدنا عليه، أي 300 ميل (482 كلم) أو أكثر، فإن الهيدروجين متقدّم من حيث الكفاءة الشاملة".
اختبار راسا قريبًا
ستبدأ سيارات "راسا" اختبارات متقدّمة خلال الأشهر القليلة القادمة، عندما يبدأ العملاء إعادة شحن سياراتهم في بضع دقائق فقط، مقارنةً بعدّة ساعات للبطارية الكهربائية.
ووافق مجلس منطقة مونموثشاير جنوب ويلز، مؤخّرًا على إدارة محطة للتزوّد بالهيدروجين وقودًا للسيارات، وهي المحطة الوحيدة من نوعها في المنطقة.
وتعمل سيارات الهيدروجين على تحويل الهيدروجين والأكسجين إلى كهرباء ومياه، ما يوفّر مزايا عزم الدوران والتشغيل الهادئ دون انبعاث أو ملوّثات، لكن لا تزال البصمة البيئية لتلك السيارات مشكلة، خاصة مع وجود مصدر رئيس للهيدروجين من الغاز الطبيعي الذي ينبعث منه ثاني أكسيد الكربون، فضلًا عن مشكلة أخرى تكمن في تكلفة الإنتاج.
حوافز لتشجيع الشراء
تحاول ريفرسيمبلي تشجيع المستهلكين على شراء سيارات الهيدروجين، من خلال تقديم عروض التأجير والتقسيط والشراء، شاملة تكاليف الصيانة والوقود.
وفي السياق ذاته، قالت العضو في مجلس مقاطعة مونموثشاير، جين برات: "يمكنكم دفع ثمنها شهريًا عن طريق الخصم المباشر، وهي طريقة أكثر استدامة".
ويتوقّع سبورز أن تكون "راسا" قادرة على المنافسة مع سيارات فولكس فاجن وغولف، مشيرًا إلى إطلاق فئة السيارة الهيدروجينية في غضون 3 سنوات.
جدير بالذكر أن شركتي إينيوس البريطانية العملاقة للكيماويات، وهيونداي، وقّعتا شراكة لتطوير السيارات الهيدروجينية والاستفادة من ازدهارها المتوقّع.