شيفروليه بولت.. حلقة جديدة في مسلسل استدعاء السيارات الكهربائية المشتعلة
بعد إجراء تحقيقات في بلاغات وشكاوى
محمد زقدان
تواصل مسلسل استدعاء السيارات الكهربائية من قبل منتجيها؛ بسبب خلل في البطّاريات يؤدّي إلى حوادث اشتعال، بعدما أعلنت شركة جنرال موتورز الأميركية، أمس الجمعة، سحب ما يقرب من 69 ألف سيارة شيفروليه بولت كهربائية في جميع أنحاء العالم للسبب نفسه.
وقالت الشركة الأميركية إن عملية الاستدعاء تأتي بعد اشتعال 5 سيارات لسبب غير معلوم، لكن مهندسين يعكفون لكشفه ومعالجته.
وبحسب وكالة أسوشيتد برس، فقد تسببت حوادث اشتعال السيارات الكهربائية في إصابة عدد من الأشخاص بالاختناق وإضرام النيران في منازل أخرين.
ونصح منظمو السلامة في الولايات المتحدة ملاك السيارات المذكورة بإيقافها في الهواء الطلق بدلا من الجراجات لحين اجراء الإصلاحات اللازمة.
وقال كبير المهندسين التنفيذين لشركة بولت، جيس أورتيغا: "لحين الوصول لإصلاح دائم لهذا الخلل، سيقوم تجار السيارات بتركيب برنامج بالسيارة يحول دون وصول الشحن لـ 90% من سعة البطارية".
وأضاف أورتيغا أن السلامة هي الأولوية القصوى لجنرال موتورز، وأن الشركة تتعاون مع الجهات الفيدرالية المختصة أثناء إجراء تحقيقاتها الخاصة.
ويغطي استدعاء السيارة بولت -التي صنعت ما بين 2017-2019- ما يقرب من 51 ألف سيارة في أميركا.
استدعاءات متكررة وتحقيقات
يأتي الاستدعاء الأخير بعد قرابة شهر من إعلان إدارة السلامة الوطنية على الطرق العامة التابعة لوزارة النقل الأميركية، إجراء تحقيقات في بلاغات وشكاوى بأن السيارة الكهربائية "الطراز المذكور" يمكن أن تشتعل فيها النيران.
وقالت إدارة السلامة -وقتها- إن تحقيقاتها تغطي نحو 78 ألف سيارة بولت انتجتها شركة جنرال موتورز من 2017 حتى 2020.
كما يأتي الاستدعاء بعد أسبوعين من إعلان شركة هيونداي أستراليا، رسميًا، استدعاء السيّارة الكهربائية كونا؛ بسبب خلل في بطّاريات السيّارة يؤدّي إلى حوادث اشتعال، حتّى في حالة توقّف السيّارة.
وغطّى الاستدعاء سيّارة كونا الكهربائية التي تستخدم بطّاريات شركة "إل.جي شيم" الكوريّة الجنوبية، والتي نفت -بدورها - وجود أيّ عيوب في منتجها.
وفى وقت سابق، نفّذت شركات صناعة السيّارات الكهربائية الأخرى -مثل تيسلا، وبورشه، وإن آي أو، وأودي- عمليات استدعاء لسيّاراتها الكهربائية؛ بسبب حوادث اشتعال النار.
البطاريات
تكتسب البطاريات أهمية متزايدة لصناعة السيارات، وأنفقت الشركات عشرات المليارات لضمان الحصول على بطاريات عالية الجودة.
ووفقاً لشركة بنشمارك مينيرال إنتليجنس لأبحاث سوق البطاريات، فإنه بسبب النمو المتسارع في تصنيع البطاريات، هناك 175 مصنعاً جاهزا -أو قيد الإنشاء- على مستوى العالم لتلبية الطلب.
لكن بعض عمليات الإنتاج تعطلت بسبب الحرائق التي شملت بطاريات الليثيوم أيون للمركبة.
وفى وثائق نشرتها الشهر الماضي على موقعها الإلكتروني، أشارت إدارة السلامة الوطنية على الطرق العامة إلى أن لديها 3 تقارير عن اندلاع حرائق تحت المقعد الخلفي للسيارة المذكورة بينما كانت متوقفة.
وأضافت أنه يبدو أن أضرار الحريق تتركز في منطقة حجرة البطارية، وتمتد لتنتشر في منطقة الركاب.
وفي هذا الإطار، علق أورتيغا بالقول إن مهندسي جنرال موتورز تتبعوا حوادث الاشتعال في بولت التي تستخدم بطّاريات "إل.جي شيم" الكوريّة الجنوبية من مايو/أيار 2016 إلى مايو/أيار 2019، وأكدوا أن الحرائق حدثت عندما أوشكت البطارية على الشحن الكامل (أي 100% من سعتها).
وأضاف أن البطاريات المستخدمة في طرازات بولت التي تم استدعاؤها هي من صنع أل جي الكورية بين عامي 2016 و2019.
لكن هناك طرازات مزودة ببطاريات من مصنع شركة أل جي في ميشيغان وهي طراز 2019 لم تتأثر بعملية الاستدعاء.
وفى مؤتمر صحفي قال أورتيغا: "جنرال موتورز تأمل التوصل لسبب اشتعال الحرائق وتنفيذ اصلاح دائم لهذا العطل في أسرع وقت بعد بداية العام الجديد".
وأشار إلى أن مهندسي الشركة يبحثون عن أسباب أخرى محتملة.
ولفت إلى أن جنرال موتورز لاحظت حوادث اشتعال سياراتها، وبدأت في إجراء تحقيقات منذ يوليو/تموز، وتتعاون مع إدارة السلامة الوطنية.
وأكد أن جنرال موتورز سوف تبدأ في إخطار التجار والعملاء بالاستدعاء المؤقت على الفور.