كابوس البيئة يطارد شركة إنبريدج الكندية لنقل النفط في أميركا
ميشيغان تغلق الخط 5 بسبب البحيرات العظمى
مينيسوتا توافق على خط 3 بعد 6 سنوات تَقاضي
أحمد صقر
تعيش شركة إنبريدج إنيرجي الكندية لنقل النفط -العاملة بالولايات المتحدة- فترة من الشد والجذب مع الحكومات المحلية؛ بسبب معايير وقواعد الحفاظ على البيئة.
ففي الوقت الذي وافقت فيه ولاية مينيسوتا الأميركية على تصاريح استبدال خط أنابيب نقل النفط بشمال الولاية لصالح الشركة، قررت ولاية ميشيغان إغلاق خط الأنابيب الناقل للنفط أسفل قناة تربط اثنتين من البحيرات العظمى.
موافقة مينيسوتا رغم المعارضة
رغم المعارضة الشعبية من الجماعات البيئية، إلا أن حاكم مينيسوتا وافق على طلب الشركة لاستبدال خط أنابيب نقل النفط رقم 3 للمرور عبر شمال الولاية؛ ما يضع المشروع الذي تأخر طويلًا بقيمة 2.6 مليار دولار على طريق بدء التنفيذ قريبًا.
وقالت المفوضة لورا بيشوب في بيان: "إن وكالة مكافحة التلوث في مينيسوتا (أم بي سي أيه)، شددت على ضرورة توفير الشركة الحماية اللازمة لمياه مينيسوتا".
معارضة بيئية
تعارض الجماعات البيئية والقبلية المشروع منذ سنوات، وتؤكد هذه الجماعات أن المشروع الذي يحمل الخام الكندي يهدد المياه النقية ومحصول الأرز، بالإضافة إلى تفاقم أزمة تغير المناخ.
وقالت مارجريت ليفين، مديرة فرع مينيسوتا في سييرا كلوب، المجموعة المهتمة بحماية البيئة، في بيان، إن الخط 3 سيهدد المياه النظيفة في مينيسوتا ويعيق تقدم الولاية في قضايا المناخ.
ورحبت الشركة بالموافقات، وقالت في بيان إنها تدرك أن شروط التصريح المطلوبة من قبل الولاية "ضرورية لحماية البيئة في مينيسوتا".
وقالت جولي كيلنر المتحدثة باسم إنبريدج، إن الشركة تخطط لبدء البناء بمجرد حصولها على التفويض النهائي، حيث سيستغرق البناء من 6-9 أشهر.
ويمتد الخط رقم 3 من ألبرتا في كندا عبر نورث داكوتا ومينيسوتا إلى محطة إنبريدج بمدينة سوبريور في ويسكونسن، ويعمل الخط الذي أُنشئ في الستينيات بنصف سعته الأصلية فقط.
وتقول إنبريدج إن استبدال الخط سيسمح لها بنقل النفط بأمان أكبر، مشيرة إلى أنها حدثت أجزاء من الخط في ألبرتا وداكوتا الشمالية وويسكونسن. فيما عطل النزاع القضائي تحديث خط مينيسوتا لأكثر من 6 سنوات.
هجوم من الجميع
ولسنوات طويلة تعرضت إدارة حاكم ولاية مينيسوتا، تيم ولز، لانتقادات شديدة من أنصار الخط 3 لمتابعتها إجراءات التقاضي منذ 6 سنوات، وهي تواجه الآن انتقادات من المعارضين للخط لموافقتها يوم الخميس.
وقال آندي بيرسون، منسق ميدويست تار ساندز لمجموعة تغير المناخ إم إن 350: "هذا الخط لا يحظى بشعبية كبيرة ويشكّل كارثة على مناخنا، وسوف تتم مكافحته في كل خطوة على الطريق".
رفض رسمي في ميشيغان
ومن ناحية أخرى، قررت غريتشن ويتمر، حاكمة ولاية ميشيغان، إغلاق خط أنابيب للشركة لنقل النفط أسفل قناة تربط اثنتين من البحيرات العظمى.
وأبلغ مكتب الحاكم، الشركة الكندية بإلغاء اتفاق حق المرور الممنوح لها عام 1953 لتمديد طول الخط الأنابيب بإضافة 4 أميال (6.4 كيلومتر) عبر مضيق ماكيناك.
وقالت ويتمر في بيان: "رفضت إنبريدج اتخاذ إجراءات لحماية البحيرات العظمى التي يعتمد عليها ملايين الأميركيين للحصول على مياه شرب نظيفة، لقد انتهكوا بشكل متكرر اتفاق المرور الممنوح لهم عام 1953 بتجاهل المشاكل الهيكلية التي تُعرض بحيراتنا العظمى وعائلاتنا للخطر".
تسرب نفطي
وأضاف البيان: "عرّضت الشركة الكندية ولاية ميشيغان للخطر بحدوث تسرب نفطي كارثي بمنطقة البحيرات العظمى يمكن أن يدمر اقتصادنا وطريقة حياتنا".
ورفعت المدعية العامة للولاية، دانا نيسيل، دعوى قضائية لتنفيذ قرار ويتمير وإغلاق الخط، قائلة إن الإجراءات تظهر أن "الخط 5 يشكل خطرًا كبيرًا على ولايتنا، ويجب إغلاقه من الممرات المائية العامة لدينا".
معركة طويلة
الخط 5 هو جزء من شبكة أنابيب ليك هيد التابعة لشركة إنبريدج، والتي تنقل النفط من غرب كندا إلى مصافي التكرير في الولايات المتحدة وأونتاريو.
ينقل خط الأنابيب حوالي 23 مليون جالون (87 مليون لتر) من سوائل النفط والغاز الطبيعي يوميًا بين سوبريور، ويسكونسن وسارنيا، أونتاريو.
وتقول الشركة إن الجزء من الخط الموجود تحت الماء في حالة جيدة لم يتسرب منه نفط على الإطلاق، وتزعم المجموعات البيئية أنها عرضة للتسرب الذي من شأنه أن يدمر أجزاء من بحيرة هِرون وبحيرة ميشيغان.
وفي 2018، توصلت إنبريدج إلى اتفاق مع الحاكم الجمهوري وقتها ريك سنايدر، لاستبدال الجزء تحت الماء بأنبوب جديد سيتم وضعه في نفق ليتم حفره تحت مضيق ماكيناك.
وتسعى الشركة للحصول على تصاريح حكومية واتحادية للمشروع، والتي لا تتأثر بأمر إغلاق ويتمير فيما يتعلق بخط الأنابيب الحالي.