دراسة: 4 مزايا ترجّح كفة شاحنات الغاز على نظيرتها الكهربائية
550 شاحنة تعمل بالغاز تخدم 16 مقاطعة في نيوجيرسي
ترجمة وتحرير: كريم الدسوقي
ما الدافع لمواصلة الاستثمار في تكنولوجيا الغاز الطبيعي بصناعة الشاحنات رغم الصعود الكبير لنظيرتها الكهربائية؟ قدمت دراسة، عرضتها مؤسسة مركبات الغاز الطبيعي بأميركا (NGVAmerica) في قمتها السنوية، إجابة عن هذا السؤال في صيغة 4 مزايا أساسية.
تناولت الدراسة ولاية نيوجيرسي كحالة، وحللت تكاليف وتأثير تحول الوقود المستخدم في أسطول شاحنات النفايات بالولاية، البالغ عدده 10 آلاف شاحنة، من الديزل إلى كلٍ من شاحنات الغاز الطبيعي والشاحنات التي تعمل بالبطارية الكهربائية.
وأظهرت الدراسة أن أداء شاحنات النفايات التي تعمل بالغاز الطبيعي أو الحيوي يتفوق على نظيراتها من الشاحنات الكهربائية في قدرتها على تخفيض انبعاثات أكسيد النيتروجين، وفقا لما أورده موقع "هيفي داتي تراكينغ".
تلويث البيئة
لا يقتصر الفارق على ذلك، فشاحنات الغاز تسهم -أيضاً- في الحد من إجمالي انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون – أحد غازات الاحتباس الحراري – أكثر من بدائلها الكهربائية، بحسب الدراسة.
وفيما يتعلق بمعايير الغازات الملوثة، يقلل أسطول شاحنات الغاز 14 ألف طن من انبعاثات أكسيد النيتروجين مقابل 9700 طن -فقط- لأسطول الشاحنات الكهربائية.
وعن حساب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، تشير الدراسة إلى أن شاحنات الغاز تقلل 10.6 ملايين طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بينما تحقق الشاحنات الكهربائية تخفيضًا لانبعاثات الاحتباس الحراري قدره 9.2 ملايين طن -فقط-.
فارق التكلفة
بالإضافة إلى ذلك، فإن فرق التكلفة اللازمة لترقية أسطول شاحنات نيوجيرسي من وقود الديزل إلى تقنيات وقود أنقى يمثل رقمًا ضخمًا؛ إذ تبلغ الزيادة في التكاليف الإضافية التصاعدية لاستخدام شاحنات الغاز الطبيعي 350 مليون دولار، في حين أن التحول الكامل للأسطول إلى الشاحنات الكهربائية تتراوح تكلفته بين 3.5 و4.2 مليار دولار.
ومن المهم -أيضًا- ملاحظة أن شاحنات النفايات التي تعمل بوقود الغاز الطبيعي المتجدد أكثر تكلفة قليلاً من نظيراتها التي تعمل بالديزل، إلا أن خيارات التحول إلى الشاحنات الكهربائية قد تكون أعلى كلفة بمرتين إلى 3 مرات.
الحمولة والطوارئ
من جانبٍ آخر، فإن الشاحنات الكهربائية توفر سعة حمولة أقل من بدائلها التي تعمل بالديزل والغاز الطبيعي، ويرجع ذلك إلى احتياجها مساحة واسعة لتخزين بطارياتها ثقيلة الوزن وضخمة الحجم، الأمر الذي ينتج عنه انخفاض قدرة شاحنات النفايات الكهربائية على جمع النفايات في الحمولة الواحدة، ما يطرح -بالضرورة- خيارات ثلاثة، فإما تشغيل المزيد من الشاحنات، أو قطع الشاحنات مسافات أكبر لتعويض الفارق، أو خفض حجم الخدمات المقدمة للمجتمعات.
كما أن افتقار الشاحنات الكهربائية لإمكانية الشحن والتشغيل في أوقات طوارئ الطقس أو ما بعد العواصف، حيث تكون شبكة المرافق الكهربائية معطلة، يزيد من تعقيدات الاستخدام العملي لها على المدى الطويل.
ولذا، يقول رئيس مؤسسة مركبات الغاز الطبيعي بأميركا، دان غايج: "ينبغي للقادة وواضعي السياسات في نيوجيرسي أن ينظروا بعين الاعتبار إلى عدة عوامل: الأمر لا يقتصر على تفوق مركبات الغاز الطبيعي المتجدد على البدائل الكهربائية التي تعمل بالبطارية فيما يتعلق بقدرة كلٍ منها على خفض الانبعاثات المؤثرة لأكسيد النيتروجين وغازات الاحتبارس الحراري، بل يمتد -أيضًا- إلى أنها أكثر فاعلية من حيث التكلفة وتحقق استثمارات أفضل لأموال الضرائب".
وأضاف: "الانتقال إلى شاحنات نفايات الغاز الطبيعي الأنظف قيد التنفيذ في غالبية مقاطعات نيوجيرسي التي بدأت بالفعل في توظيف تلك الفئة من شاحنات النفايات في الخدمة".
وتابع دان غايج: "الفرصة سانحة أمام مجتمعات نيوجيرسي لتحصل على المزيد من الهواء النظيف، وتحد من حصتها في توليد المزيد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بتكلفة بسيطة نسبيًا من خلال نشر استخدام شاحنات الغاز مقابل نظيراتها الكهربائية التي تمثل تكنولوجيا قاصرة باهظة التكلفة".
ويوجد -حالياً- أكثر من 550 شاحنة تعمل بالغاز الطبيعي في نيوجيرسي، تخدم 16 من أصل 21 مقاطعة في الولاية، التي استثمرت الشركات فيها أكثر من 200 مليون دولار لتشغيل هذه الشاحنات ودعم البنية التحتية لخدمات الوقود.