شركات وتجّار يتسابقون على تخزين الديزل في ناقلات النفط العملاقة
تراجع متوقّع للطلب بسبب كورونا
ترجمة: حياة حسين
تستغلّ شركات نفط وتجّار، ناقلات النفط العملاقة والكبيرة جدًا، التي بُنيت في الآونة الأخيرة، في زيادة تخزين الديزل، حيث من المتوقّع تراجع الطلب على الوقود بعد الإغلاق مجدّدًا، في عدد من دول العالم، بسبب الموجة الثانية من فيروس كورونا (كوفيد -19).
تقول مصادر -وفق رويترز-، إن تجّار النفط يسعون إلى تخزين كمّيات من الديزل خلال الشهور المقبلة، مستعينين بناقلات النفط العملاقة حديثة البناء، في وقت يستعدّون فيه لانخفاض الطلب الأوروبّي، بسبب الموجة الثانية من كورونا.
وتضيف المصادر أن شركات تجارة النفط -بما فيها العملاقة- تجمع بيانات عن حاملات النفط الكبيرة جدًّا، لتخزين الديزل لمدّة ٦ أشهر ، ما يشير إلى أن تخزين الديزل في مراكب عائمة سيرتفع مجدّدًا.
وتصل سعة تلك الناقلات إلى مليوني برميل من النفط للناقلة الواحدة، وبدأ التجّار حجزها، في الربع الثاني من العام الجاري، لنقل الديزل من آسيا إلى الغرب، وبعضها استُخدم لتخزين الديزل، في بداية العام، تزامنًا مع ضعف الطلب.
- أوّل زيادة لمبيعات الديزل الهندية على أساس سنوي منذ فبراير
-
تخزين النفط والغاز المسال.. فرصة كورونا السانحة لتطوير ميناء الفجيرة (فيديو)
ويخشى التجّار تراجع استهلاك الديزل في التدفئة والنقل، مع إعادة الإغلاقات في أوروبّا، ويعدّ تخزين الديزل لشهور، خلال موسم ذروة الاستهلاك في الشتاء، أمرًا غير اعتيادي للتجّار.
ويقول تجّار ديزل في سنغافورة، إنّه مع توقّعات بموجات جديدة لفيروس كورونا، وانعكاساتها السلبية على النقل، قد يُخزّن الديزل.
"طالما تستطيع تلك الناقلات الجديدة أن تبحر لتلبية مراكز الطلب، والتي عادةً ما تكون في غرب أفريقيا أو أوروبّا أو حتّى في أميركا، فيمكن استخدامها في التخزين ترقّبًا لصعود الطلب على النفط مرّة أخرى".. هكذا يرى أحد تجّار سنغافورة.
وسيلة منخفضة التكلفة
ويعدّ استخدام تلك الناقلات العائمة للتخزين، وسيلة منخفضة التكلفة لبعض التجّار، في هذا الوقت الذي تقلّ فيه معدّلات الأسعار، وأيضًا لا يزال سعر زيت الغاز ذي مواصفات (الكبريت 10 أجزاء في المليون)، والمخزّن في سنغافورة، منذ نهاية يوليو/تمّوز، يحتمل تحقيق زيادة مستقبلية.
ويعني ذلك أن توقّعات ارتفاع السعر مستقبلًا، تشجّع التجّار على التخزين والبيع عند الزيادة.
ويتراوح سعر التخزين في الناقلات العملاقة بين 38 ألفًا و 40 ألف دولار لليوم، حسب عاملين في الشحن.
ويقول تاجر آخر، إن الشركات المالكة للناقلات الجديدة والكبيرة جدًّا، تُقدّم أسعارًا منخفضة للتجّار في أوّل تعاقداتهم.
خطوة صينية
كانت الصين من أولى الدول التي أعلنت الاتّجاه لبناء قواعد عملاقة لتخزين الطاقة، في خطوة للدفع باتّجاه تطوير مناطق التجارة الحرّة في البلاد.
ودعت توجيهات حكومية، صدرت في 21 سبتمبر/أيلول الماضي، سلطات مقاطعة تشجيانغ (شرق)، إلى النظر في بناء منشآت فوق الأرض وتحتها، لتخزين النفط والغاز والموادّ الكيميائية في مناطق التجارة الحرّة، التي تبلغ مساحتها 120 كيلومترًا مربّعًا.
وقال مجلس الدولة الصيني (الحكومة): إن “الحكومة ستدعم تجارب لبناء احتياطيات النفط والغاز، للقيام بمهامّ أكبر للتخزين الحكومي، وكذلك تعزيز تخزين الشركات”.