مسؤول جزائري: انتعاش قطاع النفط يتحقّق بالحفاظ على استقرار السوق
"عطار" يشيد بدور أوبك في عملية التحوّل الجارية بقطاع الطاقة
محمد فرج
أكّد وزير الطاقة الجزائري، رئيس مؤتمر أوبك 2020، عبدالمجيد عطار، أن العديد من التوقّعات تُظهر أن النفط سيظلّ مكوّنًا مهمًّا في مزيج الطاقة على المدى الطويل، متوقّعًا انخفاض المعروض من خارج منظّمة البلدان المصدّرة للنفط "أوبك"، نهاية العقد الحالي، "ومن هنا، فإن أهمّية المعروض من أوبك ستزداد وفقًا لذلك".
وعزّزت الجزائر مكانتها بصفتها دولة منتجة ومصدّرة للنفط، حيث انضمّت إلى منظّمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك"، في يوليو/تمّوز عام 1969، وعلى مدى 5 عقود، شهدت البلاد تطوّرًا اجتماعيًا واقتصاديًا هائلًا في قطاع الطاقة، من بينها وصول التغطية الكهربائية إلى 100 %، كما تخدم شبكة الغاز الطبيعي أكثر من 60 % من السّكّان.
يقول "عطار" في مقابلة مع الموقع الرسمي لأوبك، بمناسبة مرور 60 عامًا على تأسيس المنظّمة: إن مبدأ "أوبك" هو ضمان إمدادات فعّالة واقتصادية ومنتظمة من النفط إلى الدول المستهلكة، وعلى الرغم من الأزمة الصحّية والاقتصادية الحاليّة (جائحة كورونا) التي أدّت إلى تراجع كبير في الطلب على الطاقة والنفط، عام 2020، فإن الانتعاش في السنوات المقبلة سيتطلّب المزيد من استقرار سوق النفط، الذي لا يمكن توفيره إلّا من خلال إشراك المنتجين والمستهلكين، مع العلم الكامل بأهمّية العرض، فضلًا عن أمن الطلب.
وشدّد على ضرورة الاعتراف بدور أوبك في عملية التحوّل الجارية بقطاع الطاقة، قائلًا: "لا يعني هذا التغيير الانتقال من مصدر طاقة إلى آخر، لكنّه يعني أن هناك حاجة إلى جميع مصادر الطاقة لتلبية الطلب المتزايد".
وتابع: "لكلّ مصدر طاقة دور مهمّ في مزيج الطاقة الإجمالي، وسيظلّ النفط مصدرًا مهمًّا لضمان الحصول على الطاقة، لا سيّما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من فقر حادّ في الطاقة".
-
أوبك: نسعى لتحقيق النموّ في المستقبل.. ولا يوجد حلّ قصير المدى
-
10.5 مليار دولار تراجعًا متوقّعًا في صادرات النفط والغاز الجزائري
وأضاف عطار: "لا يزال دور النفط مهمًّا، ومع ذلك، يلزم بذل المزيد من الجهود من جانب أصحاب المصلحة، لمواصلة توحيد الإستراتيجيات وتعزيز التكنولوجيا لزيادة تشجيع استخدام النفط الأنظف الخالي من الكربون".
الحفاظ على استقرار السوق
وأوضح أن أوبك أنشأت مجلس التعاون، عام 2019، وهو التزام رفيع المستوى لتسهيل الحوار بين البلدان المشاركة، يهدف إلى تعزيز استقرار السوق، فضلًا عن التعاون في مجال التكنولوجيا وغيرها من القطاعات، لصالح منتجي النفط والمستهلكين والمستثمرين والاقتصاد العالمي، بمثابة وسيلة لتمكين استخدام النفط على المدى الطويل، بوصفه عنصرًا رئيسًا في مزيج الطاقة العالمي المتطوّر، فضلًا عن تحسين مؤهّلات النفط في مجال البيئة والكفاءة.
ويعالج مجلس التعاون القضايا طويلة الأجل المتعلّقة بالنفط كونه مصدرًا للطاقة، ويمكن أن يكون بمثابة منصّة لزيادة تشديد الروابط بين أوبك والدول المنتجة للنفط من خارجها.
وأوضح الوزير الجزائري، أن مبدأ الحفاظ على استقرار سوق النفط هو النظام الأساس لأوبك، وإذا ركّزت المنظّمة فقط على السعر، فإنّها لن تدير سوى قدرتها الإنتاجية لتلبية الطلب على خام أوبك، ومع ذلك، تحتفظ الدول الأعضاء في أوبك بقدرة إضافية على نفقتها الخاصّة، حتّى تتمكّن من الاستجابة لزيادة الطلب الدولي، ونتيجة لذلك، أدّى الحفاظ على القدرة الاحتياطية إلى انخفاض كبير في تقلّبات سوق النفط.
لقراءة المزيد..
- وزير الطاقة الجزائري: التحدّيات الراهنة تتطلّب التحرّر من التبعية للنفط
- مسؤول جزائري يتوقّع ارتفاع الطلب على الطاقة بنسبة 25%