خطة روسية لزيادة إنتاج الغاز إلى تريليون متر مكعب
نوفاك: موسكو تسعى لتكون لاعبًا رئيسيًا في قطاع الهيدروجين
حياة حسين
- نوفاك: حصة الغاز الطبيعي في مزيج الطاقة سترتفع في أوروبا والعالم
- موسكو تخطط لزيادة إنتاج الغاز بنسبة 50% خلال 10 سنوات
- توقعات دولية بانخفاض الطلب الأوروبي على الغاز الروسي بنسبة 8%
تعتزم روسيا زيادة إنتاجها من الغاز ليصل إلى تريليون متر مكعب عام 2035، مقابل أقل من 680 مليار متر مكعب العام الماضي، حيث يدعم خطتها للتوسع الكبير، احتياطي ضخم ورخيص من الغاز.
يقول وزير الطاقة ألكسندر نوفاك -وفق صحيفة الغارديان البريطانية- إن الخطة المرتقبة تشمل رفع صادرات بلاده من الغاز عبر ناقلات الغاز المسال بمقدار 4 أضعاف من 29 مليون طن إلى ما بين 120 و140 مليون طن سنويًا.
وتواصل روسيا، تصدير نحو 200 مليار متر مكعب إلى أوروبا عبر خطوط نقل الغاز الطبيعي، بما فيها خط نوردستريم المحفوف بالمخاطر السياسية.
وأضاف نوفاك: "أعتقد أن الغاز الطبيعي مصدر طاقة صديق للبيئة.. وأعتقد أيضًا أن حصة الغاز الطبيعي في مزيج الطاقة العالمي سترتفع في أوروبا والعالم".
وأشارت آخر بيانات صادرة عن وكالة الطاقة الدولية، إلى أنه من المتوقع انخفاض الطلب الأوروبي على الغاز الروسي بنسبة 8% نهاية هذا العقد، ليصل إلى أقل من مستويات عام 2019، وتغطي حاليا شركة غازبروم المملوكة للدولة الروسية 30% من احتياجات أوروبا من الغاز.
وأكد نوفاك، أن روسيا تخطط لزيادة إنتاج الغاز بنسبة 50% خلال 10 سنوات، لدعم مخطط يضعها في مقدمة دول العالم لإنتاج الطاقة الهيدروجينية النظيفة، وتكنولوجيا السيطرة على انبعاثات الكربون المتطورة، في وقت يحارب فيه العالم زيادة الاحتباس الحراري.
وقال، إن بلاده لا تعتزم خفض إنتاجها من الوقود الأحفوري خلال العقود المقبلة، رغم الجهود الدولية للتحول نحو إنتاج طاقة منخفضة من انبعاثات الكربون.
وأضاف: "لا أعتقد أننا سنصل إلى ذروة إنتاج الغاز قريبًا، لأن شهية العالم لاستهلاكه ستواصل نموها خلال العقود المقبلة رغم زيادة أهداف حماية المناخ.
وأوضح أن بلاده خططت لتصبح لاعبًا دوليًا أساسيًا في قطاع الطاقة الهيدروجينية، عبر إنتاج ونقل بدائل حرق نظيفة لانبعاثات الغاز من الوقود الأحفوري.
- روسيا تسعى لتقليل انبعاثات الكربون والاعتماد على الهيدروجين
-
هل وصلت الانبعاثات الكربونية إلى ذروتها؟.. تقرير بحثي يجيب
ويمكن إنتاج الطاقة الهيدروجينية باستخدام الطاقة المتجددة لفصل جزيئات الماء في عملية تسمى "التحليل الكهربائي"، أو بفصل ثاني أكسيد الكربون من الغاز بالتحلل الحراري.
وتابع نوفاك: تستطيع روسيا تنفيذ الطريقتين، وعلاوة على ذلك هي قادرة على تطوير تكنولوجيا للسيطرة على انبعاثات الكربون الناجمة عن إنتاج الطاقة الهيدروجينية لتوفير الغاز "الأخضر" لعملائها الراغبين عند الاستيراد عبر القنوات المختلفة.
وقال: "كل هذه الأساليب لا تزال مرتفعة السعر، لكن أعتقد أنه مع توفر مصادر الطاقة الجديدة ستنخفض الأسعار تدريجيًا، ما يدعم استخدام الطاقة الهيدروجينية".
وأضاف الوزير الروسي: "باختصار نستطيع أن ننتج ونستهلك الطاقة الهيدروجينية، وأيضًا نوفر تكنولوجيا إنتاجها لعملائنا".
مستوى قياسي لارتفاع الانبعاثات
ووفقًا لاتفاقية باريس للمناخ، فإنه من المستهدف خفض إنبعاثات الكربون لمستويات عام 1990، لكن روسيا حققت مستوى قياسي لارتفاع تلك الإنبعاثات.
ويساعد إنتاج الطاقة الهيدروجينية روسيا على حماية وقودها الأحفوري، كما يخفض انبعاثات الكربون في العالم، غير أن منظمات حماية البيئة ترى أن خطط موسكو لحماية المناخ غير كافية على الإطلاق.
وكان تفكك الاتحاد السوفيتي قد أدى إلى تراجع الإنبعاثات إلى النصف في التسعينات، ما يعني أن روسيا تحتاج إلى بذل قليل من المجهود لخفضها بنسبة تتراوح بين 25% و30% عن مستويات 1990 بحلول عام 2030.
في هذا السياق يقول نوفاك: "إننا نعمل جاهدين على التكيف مع أجندة أهداف حماية المناخ، بخفض الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ونحن نعمل بناء على أسس ممنهجة".
تحسين كفاءة الطاقة
كانت روسيا كشفت عن قدرتها على الحدّ من نموّ انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتحسين كفاءة الطاقة، مشيرةً إلى إمكاناتها الضخمة في الاعتماد على الهيدروجين، للحفاظ على البيئة.
وقال مستشار الرئيس الروسي لشؤون المناخ، رسلان إيدلجيرييف، في مقابلة مع “إنرجي إنتليجينس”، خلال أغسطس/آب الماضي: “من الضروري أن نفهم أن قيود تخفيض الانبعاثات هي حافز لتطوير قطاعات جديدة من الاقتصاد، وخلق فرص العمل، وزيادة القدرة التنافسية للمنتجات الروسيّة في السوق العالمية”.
تمتلك روسيا إمكانات هائلة لتوليد الطاقة من الهيدروجين، حسبما قاله مستشار الرئيس لشؤون المناخ، مضيفًا: “نحن نشهد بالفعل مناقشات مستمرّة حول آفاق تطوير تلك الصناعة”.
وتلفت إستراتيجية الطاقة الروسيّة 2035 -التي نُشِرت أوائل شهر يونيو/حزيران الماضي- الانتباه إلى تطوير طاقة الهيدروجين، وتشدّد على ضرورة زيادة صادرات الهيدروجين إلى 2 مليون طنّ سنويًا، بحلول سنة 2035، وفقًا لتصريحات إيدلجيرييف.