انحسار أزمة الوقود في سوريا مع تسليم إيران إمدادات نفط جديدة
ارتفاع أسعار البنزين في السوق السوداء إلى أربعة أضعاف السعر الرسمي
أحمد صقر
سلّمت إيران عدة شحنات من الوقود تشمل البنزين والنفط الخام إلى سوريا، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء رويترز عن مسؤولين بقطاع الشحن.
ووفقا لما ذكرته رويترز، فإن ذلك أسهم في التخفيف من حادة أزمة الوقود التي تضرب المدن والمحافظات السورية منذ أكثر من شهرين تقريباً، فاقمته عقوبات أميركية أكثر صرامة.
وتشهد المدن السورية أزمة محروقات -وخاصة في مادة البنزين- وتمثلت في وقوف المواطنين في طوابير محطات الوقود لساعات طويلة.
ونتيجة لذلك؛ وصل سعر لتر البنزين في السوق السوداء إلى ألف ليرة سورية، في حين يبلغ سعره المدعوم في المحطات 250 ليرة.
ونقلت رويترز عن 3 مسؤولين بقطاع الشحن ورجل أعمال يقيم بدمشق مطلع على الشحنة، أن سفينة بدأت تفريغ 38 ألف طن من البنزين في مرفأ بانياس النفطي يوم الإثنين الماضي.
يأتي ذلك بعد أن قامت سفينة إيرانية تقدر حمولتها بنحو مليون برميل أخرى بتفريغ شحنتها في البحر المتوسط إلى سفينتين صغيرتين لتسليمها إلى سوريا، وفقا لما نقلته رويترز عن شركة شحن مقرها بيروت وشاحن إقليمي في عمان، وقالوا إن تلك الشحنات سُلمت قبل أسبوعين.
قانون قيصر
وأرجع وزير النفط، بسام طعمة، سبب أزمة الوقود في بلاده إلى قانون قيصر الذي يعد أشد عقوبات أميركية تدخل حيز النفاذ في يونيو/حزيران الماضي، ويحظر حركة التجارة والتداول بين الشركات الأجنبية ودمشق؛ وهو ما عطل عدة شحنات مستوردة من موردين لم يفصح عنهم.
وقال ثلاثة مسؤولي شحن آخرين، إن خفض التسليمات الإيرانية بواقع النصف في الأشهر الأربعة الماضية -والتي اشترتها دمشق بموجب خطوط ائتمان وصفقات مقايضة مع طهران- فاقم النقص المزمن.
-
الحرب في سوريا: من يجني أرباح النفط السوري بعد تصريح ترامب بحصول بلاده على “ملايين الدولارات شهريا”؟
وأضافوا أن تفضيل إيران زيادة المبيعات نقداً إلى العملاء الآسيويين بدلاً من تزويد حليفتها دمشق على أساس الائتمان كان عاملاً وراء خفض الإمدادات. ويكابد اقتصاد إيران بسبب العقوبات الأميركية وجائحة فيروس كورونا.
وتُظهر بيانات من تانكرز تراكرز، التي تتتبع شحنات النفط ومخزوناته، ارتفاعاً في الصادرات الإيرانية الشهر الماضي في تحدٍّ للعقوبات الأمريكية.
انهيار إنتاج سوريا النفطي
وانهار إنتاج سوريا النفطي بعد أن فقدت دمشق معظم الحقول المنتجة للنفط في الجزء الشرقي من البلاد، شرق نهر الفرات في دير الزور.
وخلال الصراع المستمر منذ ما يقرب من 10 سنوات، اعتمدت سوريا على حليفتها إيران للحصول على نحو 70 ألف برميل يومياً في المتوسط -نحو نصف احتياجاتها- لكن الإمدادات انخفضت العام الماضي مع تشديد العقوبات، وسعي إيران للصادرات النقدية بحسب خبراء في القطاع.
ووفقا لما قاله خبراء، فإن نحو نصف صادرات الخام الإيراني حملتها سفن أجنبية عبر النقل من سفينة لأخرى؛ ما يجعل من الصعب تحديد الوجهات النهائية.
فيما قال اثنين من تجار النفط في دمشق، ومصرفي مقيم في بيروت على دراية بتجارة النفط السورية، إن الحكومة قامت -أيضًا- بتأمين شحنات جديدة يتم استيرادها عبر لبنان وتنقل عن طريق البر، ويتم تأمين الإمدادات عبر معبر القائم الحدودي مع العراق.