التقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

الأسعار واللقاح.. سوق النفط تترقّب "بصيص أمل" لتجاوز أزمة كورونا

إمكان اكتشاف علاج للفيروس يؤدّي لانتعاشة في 2021

سالي إسماعيل

اقرأ في هذا المقال

  • شركات الأدوية العالمية تتسابق على سرعة التوصل إلى لقاح فعال لفيروس كورونا
  • ترتبط معظم توقعات تعافي سوق النفط بعملية التوصل إلى لقاح من عدمه
  • في حالة ظهور موجة ثانية لكورونا، سيعود الإغلاق مرة أخرى وبالتالي تراجع الطلب على الطاقة
  • صندوق النقد يتوقع انكماش الناتج المحلّي العالمي بنحو 4.4% هذا العام

"تزايد التفاؤل بشأن لقاح لفيروس كورونا، يُترجَم إلى زيادة في أسعار النفط، والعكس صحيح تمامًا".. هكذا يمكن اختصار العلاقة بين اللقاح والأسعار في سوق الخام، لكن تسارع إصابات (كوفيد-19) يُشكّل مخاطر سلبية كذلك على الأسواق.

وفي حين تداولت أسعار النفط داخل النطاق الأحمر، في أولى جلسات هذا الأسبوع (أمس الإثنين)، لكنّها حقّقت مكاسب لمدّة أسبوعين متتاليين، مدعومة بآمال التوصّل إلى لقاح ضدّ الوباء، بالإضافة إلى عوامل أخرى، مثل السحب من المخزونات الأميركية، وترقّب صفقة التحفيز المالي الأميركي.

العالم يترقّب اللقاح

تسعى شركات مثل "فايزر"، "جونسون آند جونسون"، و"مودرنا" إلى تطوير لقاح فعّال للسيطرة على الفيروس، مع حقيقة أن جميعها حاليًا في المرحلة الأخيرة من التجارب السريرية، لكن لا يزال هناك تراخيص السلامة التي يجب الحصول عليها قبل استخدام اللقاح علاجًا فعّالًا في مواجهة الوباء.

وبحسب بيانات منظّمة الصحّة العالمية، كان هناك 193 لقاحًا للفيروس قيد تقييم التجارب السريرية وما قبل السريرية، حتّى 2 أكتوبر/تشرين الأوّل الجاري.

وعلى صعيد آخر، قال المستشار العلمي للحكومة البريطانيّة، جيريمي فارار، في تصريحات لشبكة "سكاي نيوز"، إن أكثر من لقاح للفيروس سيكون متاحًا في بداية عام 2021.

وأضاف: "بريطانيا لديها إمكان الوصول إلى عدد من اللقاحات المختلفة عبر مجموعة من الأساليب المختلفة"، مؤكّدًا أن أكثر من لقاح سيتوفّر خلال الربع الأوّل من العام المقبل.

وفي حين تعهّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتوفير اللقاح قبل موعد الانتخابات الرئاسية، 2020 يوم 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، إلّا أن شركة "فايزر" أشارت إلى أن انتهاء التجارب، والتأكّد من بيانات السلامة، والحصول على التراخيص، قد لا تحدث قبل نهاية الشهر المقبل.

على صعيد آخر، هناك شكوك حول مدى الاستجابة للّقاح، حيث يشير مسح أجرته "ستات" و"هاريس بول"، في وقت سابق من هذا الشهر، إلى أن 58% من الأميركيّين قالوا، إنّهم من المحتمل لن يحصلوا على لقاح الفيروس بمجرّد توفّره، وهو انخفاض كبير مقارنةً مع 69% قالوا نفس الشيء، في منتصف أغسطس/آب.

دعم أم ضغوط الأسعار

يمكن للقاح (كوفيد-19) المسجّل رسميًا، والمتوفّر بسهولة في هذا التوقيت، أن يدفع أسعار النفط قرب مستوى 45 دولارًا للبرميل، حسبما يشير تقرير نشره موقع "إف إكس إمبير".

ومن شأن توفّر اللقاح أن يؤدّي إلى تحسّن الطلب على النفط بشكل غير مباشر، عن طريق تحسّن حركة السفر والسير، ما يعزّز الطلب على وقود الطائرات ووقود السيّارات.

معظم التوقعات بشأن تعافي سوق النفط، تربط ذلك بمسألة التوصل قريبًا إلى لقاح لفيروس كورونا المُستجد، خاصة مع إعلان العديد من الدول وشركات الأدوية، التوصل إلى علاج في فترة ليست بعيدة

ولا يزال بنك "غولدمان ساكس" متفائلًا بشأن توقّعات الطلب على الخام، في العام المقبل، بسبب التعافي المتوقّع في استهلاك وقود الطائرات، خاصّةً إذا تحقّق لقاح فعّال ضدّ (كوفيد-19)، في الربع الثاني، وشجّع الناس على السفر مرّة أخرى.

وقال محلّلون في المصرف، خلال مذكّرة بحثية نقلها موقع "بيزنس إنسايدر"، إنّه على الرغم من أن التحدّيات التي تواجهها الطائرات في المدى القريب، لكنّنا متفائلون بشأن أسعار الخام، في عام 2021، مع تحسّن الاقتصاد العالمي، خاصّةً الطلب على الطائرات مع توفّر اللقاحات.

ويتوقّع "غولدمان ساكس"، وصول سعر خام برنت إلى 65 دولارًا للبرميل، بحلول الربع الثالث من عام 2021، مقارنةً مع سعره في الوقت الحالي، الذي يُتداول أعلى قليلًا من 42 دولارًا.

لكن، على الجانب الآخر، يتسبّب تسارع معدّل الإصابات في دول متفرّقة حول العالم، في إثارة مخاوف العودة لقيود الإغلاق مجدّدًا، وهو ما قد ينعكس على النشاط الاقتصادي بالسلب، وبالتبعية على الطلب على النفط وأسعار الخام.

وبالفعل، شهد عدد محدود من الدول الأوروبّية، مثل فرنسا وإسبانيا وهولندا والمملكة المتّحدة، إعلان إعادة فرض قيود الإغلاق، وإن كان بشكل جزئي.

وتوقّع، مؤخّرًا، صندوق النقد الدولي، أن يشهد الناتج المحلّي الإجمالي العالمي انكماشًا بنحو 4.4%، خلال هذا العام، وهي مراجعة أفضل من تلك المتوقّعة في يونيو/حزيران الماضي، مع انكماش قدره 5.2%، لكن عودة الإغلاق مجدّدًا، قد يكون مصدراً للضغوط على الأداء الاقتصادي، وبالتبعية الطلب على الخام.

وبحسب الأرقام التي تجمعها جامعة "جونز هوبكينز"، تجاوز عدد حالات الإصابة بالوباء على الصعيد العالمي 40 مليون شخص، في بداية هذا الأسبوع، وسط طفرة جديدة في انتقال العدوى في عدد من الدول الأوروبّية تحديدًا، وكذلك الولايات المتّحدة.

حذر شديد يسود توقعات المؤسسات المعنية بشؤون الطاقة، خاصة مع عودة إصابات كورونا للزيادة مرة أخرى، وإمكان ظهور موجة ثانية أشد شراسة في الشتاء

وظهرت ملامح الموجة الثانية من انتشار الفيروس مجدّدًا، في شهر أغسطس/آب الماضي، وذلك في أعقاب تخفيف تدابير الإغلاق التي طُبِّقَت في فصل الربيع.

ومن جانبها، حذّرت منظّمة الصحّة العالمية، يوم الجمعة الماضي، من أن تفشّي الفيروس في أوروبّا مسألة مقلقة، خاصّةً مع استمرار عدد الأسرّة المتاحة للرعاية المشدّدة في الانخفاض والوصول إلى مستويات قريبة من اكتمال السعة في بعض المناطق.

وعند التعديل وفق عدد السكّان، فإن عدد حالات الإصابة الجديدة بالوباء في أوروبّا تجاوز الآن الولايات المتّحدة، مع حقيقة أن أوروبّا تبلغ عن 187 إصابة جديدة من بين كلّ مليون شخص، حسب متوسّط الـ7 أيّام، مقارنةً مع 162 حالة لكلّ مليون مصاب في الولايات المتّحدة.

ويعتقد كبير المحلّلين في "أواندا" للتداول "كريج إرلام" أن مشهد "كوفيد" المتطوّر يمثّل مخاطر هبوطية هائلة على أسعار النفط الخام، حسب وكالة "رويترز".

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق