"وكالة الطاقة" تتوقع تأجيل الانتعاش الكامل للطلب على الطاقة إلى 2025
و75 دولارًا للنفط بحلول 2030.. وضغوط من أجل تخفيضات شديدة في الكربون
- تقرير الوكالة الدولية يستعرض 4 سيناريوهات مستقبلية مختلفة للطاقة العالمية
- الطلب العالمي على النفط يتجه للانخفاض 8%
- الوكالة تتوقع انتعاش صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة
- تقرير الوكالة: الطاقة الشمسية "ملِك الكهرباء" الجديد
واصلت وكالة الطاقة الدولية، توقعاتها المتشائمة بشأن مستقبل الطلب العالمي على الطاقة، في ظل تداعيات تفشي فيروس كورونا المُستجد (كوفيد -19)، مؤكدة أن التعافي الاقتصادي البطيء من الجائحة يهدد بتأجيل الانتعاش الكامل للطلب العالمي على الطاقة إلى عام 2025.
وتوقعت الوكالة، تراجع الطلب العالمي على الطاقة 5% في 2020، بينما ستشهد الطاقة المتجددة ارتفاعًا طفيفًا لم تحدد نسبته، متوقعة عودة الطلب على الطاقة في 2023، بعد تعافي الاقتصاد العالمي من كورونا، والتوصل للقاح في 2021.
غير أن الوكالة المعنية بأمن الطاقة/ أشارت في تقرير "آفاق الطاقة العالمية السنوي" الذي صدر اليوم الثلاثاء، إلى أن الطلب العالمي على النفط يتجه للانخفاض 8% وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون 7% والفحم 7%، والاستثمارات 18%.
وتوقعت الوكالة التي تأخذ من باريس مقراً لها، زيادة سعر النفط إلى 75 دولارًا للبرميل بحلول 2030، ما يُشجع "على زيادة الاستثمارات في أنشطة المنبع من مستواها المنخفض في 2020".
وقالت: "مع زيادة الطلب على السيارات الكهربائية وتباطؤ النمو الإجمالي لمبيعات السيارات، تقترب فترة النمو المرتكز على الوقود ببطء من نهايتها".
وأضافت أن الإطار الزمني لتوقعاتها سيتأخر عامين في حالة "سيناريو مؤجل للتعافي"، وفي هذه الحالة، تتوقع "تراجعاً أعمق على المدى القصير يقوض النمو المحتمل للاقتصاد ومعدل بطالة مرتفع يستنفد رأس المال البشري، وحالات إفلاس وتغيرات اقتصادية هيكلية تقود لتوقف الإنتاج من بعض الأصول الحاضرة".
وقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، في التقرير: "حقبة نمو الطلب العالمي على النفط ستنتهي في العقد المقبل".
ونبرة بيرول هنا أقوى من تقرير العام الماضي، الذي أكد أنه لا توجد "ذروة نهائية" في الأفق. وقال التقرير، إنه إذا كان التعافي من الوباء أبطأ وكان هناك ضرر اقتصادي دائم، فقد يتبقى للطلب على النفط عامان فقط لينمو.
وتتنافى هذه التوقعات -رغم شدة تشاؤمها- مع توقعات الوكالة في التقرير نفسه التي تشير إلى انتعاش في صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة، والتي قالت إنها وفرت الكثير من إمدادات النفط الجديدة للعالم في العقد الماضي.
ورغم أن الوكالة قالت إنه من المقرر أن تظل أميركا أكبر منتج للنفط حتى عام 2040. إلا أنها قالت أيضًا -على استحياء- إن فشل قطاع النفط الصخري في مكافأة المستثمرين والاعتماد على الديون يعني "وجود درجة عالية من عدم اليقين" بشأن أدائها في المستقبل.
الوكالة تحذر من أن "أسواق رأس المال ليست في مزاج للتدخل والاستثمار وتمويل الموجة التالية من المشروعات".
وجدت وكالة الطاقة الدولية أن العالم يتجه نحو الاحترار العالمي أعلى من الحد الأقصى لاتفاقية باريس والذي يبلغ 1.5 درجة مئوية.
وقال فاتح بيرول: "نحن مصممون جدًا -أنا شخصيًا مصمم جدًا- على جعل وكالة الطاقة الدولية وكالة للتحول العالمي إلى الطاقة النظيفة".
وتنظر الوكالة في 4 سيناريوهات مستقبلية مختلفة للطاقة العالمية في تقريرها: "استمرار الاتجاهات الحالية، ووباء أطول من المتوقع"، و"سيناريو التنمية المستدامة"، و"حالة أكثر خطورة". و"القضاء على الانبعاثات" أي قضية الحياد الكربوني.
وقالت الوكالة إنه بحلول عام 2030، يجب أن يأتي 75٪ من الكهرباء العالمية من مصادر منخفضة الكربون، ارتفاعًا من 40٪ في عام 2019. وبينما بلغت نسبة السيارات الكهربائية الجديدة المباعة العام الماضي 2.5٪، فإن هذا الرقم يجب أن يرتفع إلى أكثر من 50٪ بحلول عام 2030.
ويتطلب الوصول إلى الحياد الكربوني تغييرات سلوكية غير مسبوقة من قبل 7 مليارات شخص يتمتعون -على الأقل- بإمكانية الوصول الجزئي إلى الطاقة الحديثة. وهذا يعني أن القطارات، أو المركبات منخفضة ثاني أكسيد الكربون، يجب أن تحل محل الرحلات القصيرة.
يُعني "الحياد الكربوني"، أن يكون صافي الانبعاثات صفرًا، أو أن أيّ انبعاثات ناجمة عن حرق الوقود الأحفوري تقابلها إجراءات، مثل زراعة الأشجار التي تمتصّ ثاني أكسيد الكربون.
تفسح رحلات السيارات المحلية التي تبلغ 3 كيلومترات (حوالي 1.9 ميل) أو أقصر، الطريق للمشي أو ركوب الدراجات، وسيتعين على الجميع الحفاظ على مكيفات الهواء الخاصة بهم أكثر دفئًا بمقدار 3 درجات مئوية في حرارة الصيف. وفق التقرير.
وقال بيرول: لا تقتصر هذه التغييرات السلوكية على الأغنياء.. "ليس فقط في لندن أو باريس أو نيويورك.. يجب أن يحدث هذا في كل مكان".
وتقدر وكالة الطاقة الدولية أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المتعلقة بالطاقة في العالم ستنخفض بنسبة 7٪ هذا العام؛ بسبب انخفاض الطلب الناجم عن الوباء. مشيرة إلى أن الانبعاثات ستعود من جديد إلى الاتجاه الذي كانت عليه في عام 2010 دون تغيير؛ ما يدعو الحكومات والقطاع الخاص إلى إنفاق حوالي تريليون دولار لكل عام من السنوات الثلاث المقبلة.
الطاقة الشمسية
اعتبرت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها، أن الطاقة الشمسية "ملِك الكهرباء" الجديد، وذلك مقارنة بمصادر الطاقة المتجددة الأخرى.
وقالت الوكالة إنه من المتوقع أن يؤدي إنتاج الطاقة الشمسية إلى زيادة كبيرة في إمدادات الطاقة المتجددة في السنوات العشر المقبلة؛ حيث يُنظر إلى مصادر الطاقة المتجددة على أنها تمثل 80% من النمو في توليد الكهرباء العالمية في ظل الظروف الحالية.