"غلوبال داتا": لا نموَّ قريبًا في صادرات الغاز الأميركي المسال
انخفاض الأسعار وتخمة الإمدادات أجّلت مشروعات بمليارات الدولارات
حازم العمدة
- شل تخرج من مشروع ليك تشارلز لتصدير الغاز المسال في لويزيانا
- سيمبرا إنرجي تحجم عن قرارات مالية تتعلق بمحطة بورت آرثر
- صادرات الغاز الأميركي المسال تشهد اتجاها هبوطيا من يناير إلى يونيو
- إلغاء 46 شحنة في يونيو و50 في يوليو أثر سلبا على طاقة التسييل
توقّعت شركة "غلوبال داتا" لتحليل البيانات أن تظلّ صادرات الغاز المسال الأميركي منخفضة في المستقبل القريب، نتيجة للتباطؤ الاقتصادي العالمي الذي أدّى إلى انخفاض الطلب على الغاز المنتج في الولايات المتّحدة.
وقال حسيب أحمد، محلّل النفط والغاز في غلوبال داتا: "دفع انخفاض أسعار الغاز بشكل كبير، إلى جانب تخمة إمدادات الغاز الطبيعي المسال، الشركات، إلى إعادة النظر في إنفاق رأس المال على مشروعات الغاز المقبلة، التي تُقدَّر تكلفتها بمليارات الدولارات.
في مارس/آذار 2020، خرجت شركة شل العملاقة من مشروع ليك تشارلز لتصدير الغاز الطبيعي المسال المقترح في ولاية لويزيانا، وفقًا لغلوبال داتا.
ولا ترغب شركة سيمبرا إنرجي في اتّخاذ قرارات ماليّة تتعلّق بمحطّة بورت آرثر للغاز الطبيعي المسال، بسبب تحدّيات السوق الحاليّة، والتي من المرجّح أن تؤجّل بداية المشروع إلى عام 2024، وفقًا لما ذكره أحمد.
طاقة التسييل
شهدت صادرات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتّحدة اتّجاهًا هبوطيًا عامًّا خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى يونيو/حزيران 2020، في أعقاب جائحة كوفيد-19. وتشير تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى إلغاء ما يقرب من 46 شحنة في يونيو/حزيران 2020، ونحو 50 شحنة في يوليو/تمّوز، ما أثّر بشكل كبير بطاقة تسييل الغاز في الولايات المتّحدة.
وخلص أحمد إلى أنّه "بالرغم من أن التوقّعات الاقتصادية أظهرت مؤشّرات على التعافي، فإن الطبيعية المتقطّعة للوباء تنعكس سلبًا على آفاق النموّ بقطاع الغاز الطبيعي المسال في البلاد".
- للشهر الثاني.. اليابان أكبر مستورد للغاز الأميركي المسال
-
تباطؤ وتيرة إلغاء شحنات الغاز الأميركي المسال
وأردف قائلًا: " علاوة على ذلك، تتوقّع إدارة معلومات الطاقة أن استخدام مرافق تسييل الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتّحدة، سيبلغ متوسّطه نحو 35%، في الأشهر المقبلة، عندما يميل الطلب الموسمي على الغاز الطبيعي المسال إلى الانخفاض".
رحلة هبوط
كانت إدارة معلومات الطاقة قد أصدرت تقريرًا، منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، رصدت فيه رحلة هبوط صادرات الغاز الأميركي.
وقال التقرير: "في عام 2017، صدّرت الولايات المتّحدة غازًا طبيعيًا أكثر ممّا تستورده على أساس سنوي، للمرّة الأولى منذ ما يقرب من 60 عامًا، ما يجعلها مصدرًا صافيًا للغاز الطبيعي. ومنذ ذلك الحين، تضاعف صافي صادرات الولايات المتّحدة من الغاز الطبيعي سنويًا، من 0.3 مليار قدم مكعّبة يوميًا، في 2017، إلى ملياري قدم مكعّبة في 2018، و 5.2 مليار قدم مكعّبة في 2019.
وبالرغم من نموّ صافي صادرات الغاز الطبيعي، في الأشهر الستّة الأولى من عام 2020، (مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2019)، فإن صافي الصادرات تراجع، في ربيع 2020، نتيجة التباطؤ الاقتصادي العالمي، وسط انتشار جائحة فيروس كورونا المستجدّ، والتدابير التي اتّخذتها حكومات العالم لاحتوائه، مثل تقييد حركة المواطنين والسفر وإغلاق المدن، وفقًا للتقرير.
صافي الصادرات
صافي الصادرات هو مقياس إجمالي التجارة للدولة، وتعني معادلة صافي الصادرات: قيمة إجمالي السلع والخدمات التصديرية للدولة ناقص قيمة جميع السلع والخدمات التي تستوردها، تساوي صافي صادراتها. وتتمتّع الدولة التي لديها صافي صادرات إيجابية بفائض تجاري، في حين إن صافي الصادرات السلبية تعني أن البلاد لديها عجز تجاري.
بدءًا من أبريل/نيسان، انخفضت صادرات الغاز المسال الأميركي، وكذلك صادرات الغاز الطبيعي من خلال خطوط الأنابيب بشكل كبير، حسبما أفاد التقرير الذي تضمّن بيانات، حتّى نهاية يونيو/حزيران.
يشار إلى أن إنتاج الغاز وصادراته، من المعايير التي يستخدمها المحلّلون لمعرفة اتّجاهات إنتاج النفط الأميركي، خاصّةً الصخري، بسبب الغاز المصاحب له.
صناعة الغاز
لا يتوقّع قطاع الغاز أيّ تغيّر في الآفاق القويّة بعيدة المدى للطلب، بعد أزمة كوفيد-19، لكنّه يتوقّع نقصًا في الإمدادات خلال السنوات الأربع المقبلة، بسبب تأجيل مشروعات للغاز، جراء إجراءات العزل العامّ التي تهدف لمواجهة الجائحة، وانهيار أسعار النفط.
وقال منتجون ومشترون للغاز ومطوّرون في مجال الغاز الطبيعي المسال، إن الوقود سيكون مطلوبًا على المدى البعيد، لدعم طاقة الرياح والطاقة الشمسية، ويحلّ محلّ توليد الطاقة باستخدام الفحم وإنتاج الهيدروجين عالميًا.
وقال ناثان فاي -رئيس مجلس إدارة شركة إكسون موبيل في أستراليا- خلال مؤتمر سنوي أسترالي للطاقة لكريدي سويس: “نرى الحاجة لاستثمار كبير في مشروعات جديدة وتسييل جديد”.
لكن منتجين كبارًا قالوا، إن حالة عدم اليقين المستمرّة بعد انهيار في أسعار الغاز الطبيعي المسال إلى مستويات متدنّية قياسية هذا العام، دون الدولارين لكلّ مليون وحدة حراريّة بريطانيّة، يعني أن مشروعات الغاز المسال الأقلّ تكلفة فقط ستمضي قدمًا.
تأجيل مشروعات
تقرّر تأجيل مشروعات لأكثر من 140 مليون طنّ على مستوى العالم. وفي أستراليا وبابوا غينيا الجديدة وحدهما، هناك خمسة مشروعات معلّقة.
وقالت تشيودا اليابانية -وهي مقاول كبير في مشروعات الغاز الطبيعي المسال- إن العمل توقّف بشكل كبير، وإنّه يتعيّن أن يحدث استقرار بالسوق أوّلًا، قبل أن يمضي المطوّرون قدمًا في مشروعاتهم.
وقال آندرو تان -رئيس تشيودا أوشينيا-: “حتّى أكون صادقًا تمامًا، أقول، إنّنا لا نرى أيّ مؤشّرات واعدة حاليًا”. وترى رويال داتش شل مخاوف في المدى القصير، تضغط على قرارات الجميع، بخصوص المشروعات الجديدة.
في السياق ذاته، قال توني نونان -رئيس شل في أستراليا-: “أنا واثق بأن جميع الشركات والمشغّلين والمنتجين في أنحاء العالم، سيركّزون على التساؤل الخاصّ بالقدرة على تحمّل التكاليف فقط، بسبب الضبابية التي يرونها في الأسواق الكلّية”.