"إن تي بي سي" الهندية تتّجه للطاقة المتجدّدة
الشركة ستتوقّف عن الاستحواذ على أراضٍ لإقامة محطّات حراريّة
تتّجه العديد من الشركات لتقليل الاعتماد على الفحم، ضمن مسؤوليتها للحفاظ على المناخ، والحدّ من انبعاثات الكربون.
وغيّرت عدد من الشركات إستراتيجيات عملها وبوصلة استثماراتها، في الفترة الأخيرة، نحو الطاقة النظيفة، حيث اقترحت "إن تي بي سي" أكبر شركة هندية منتجة للطاقة العاملة بالفحم، أن تتوقّف تمامًا عن الاستحواذ على الأراضي لإقامة محطّات حراريّة، وتبحث الحدّ من بصمتها الكربونية من خلال الاتّجاه للطاقة الجديدة والمتجدّدة.
وقال رئيس الشركة، جورديب سينغ، في بيان للمساهمين، خلال اجتماع الجمعية العمومية: "لقد اتّخذنا قرارًا بعدم الحصول على أيّ أراضٍ أخرى للمشروعات الحراريّة، في المستقبل القريب، وسنركّز على خفض بصمة الكربون".
تدشين شركة للطاقة المتجدّدة
أضاف سينغ، أن "إن تي بي سي" تسعى للتحوّل نحو الطاقة المتجدّدة، لذا قرّرت إنشاء شركة فرعية منفصلة، تركّز على المشروعات الخضراء.
كما تخطّط لإضافة 32 غيغاواط من الطاقة المتجدّدة إلى محفظتها، بحلول عام 2032، وستشكّل القدرة على توليد الوقود غير الأحفوري نحو 30% من المحفظة، التي تقلّ حاليًا عن 10%، والهدف على المدى القصير هو الوصول إلى 10 غيغاواط من الطاقة المتجدّدة، حتّى عام 2022.
مناقشات مع عدد من الولايات للحصول على أراضٍ
أبلغ رئيس مجلس الإدارة، المساهمين، بأنّه يُجري مناقشات مع حكومات ولايات غوجارات، وراجستان، وماديا براديش، وماهاراشترا، وأندرا براديش، لتخصيص قطع الأراضي لإقامة مشاريع متجدّدة.
وتخطّط "إن تي بي سي" للوصول بقدراتها الإنتاجية نحو 130 غيغاواط، بحلول عام 2032، وتنوي تنفيذ مشروعات باستثمارات 14 مليار دولار، بحلول عام 2024.
تتضمّن هذه القدرة مزيجًا متنوّعًا من الوقود، بنسبة 65.4% من الفحم، و4.6% من الغاز، و1.5% للطاقة النووية، و28.5%من الطاقة المتجدّدة، بما في ذلك قدرة توليد الطاقة الكهرومائية.
وتبلغ قدرة توليد الطاقة الحرارية الإجمالية للشركات قرابة 57 غيغاواط، والتحوّل في التركيز هو ضمان الاستدامة على المدى الطويل.
-
استثمارات الطاقة المتجدّدة في عام 2018 تصل إلى 288.9 مليار دولار
-
فيديوغرافيك.. ترتيب أكبر 15 دولة في نسبة الطاقة المتجدّدة بتوليد الكهرباء
تسعى الهند لتقليل اعتمادها على الفحم في توليد الطاقة، والاتّجاه إلى تنويع مزيج الطاقة من مصادر أخرى، كـ”المتجدّدة”.
يعدّ الفحم أحد أهمّ 5 سلع أوّلية تستوردها الهند، ثانية أكبر مستهلك ومستورد ومنتج لهذا الوقود بعد الصين، في العالم. ويُستخدم الفحم فيما يقرب من ثلاثة أرباع توليد الكهرباء في الهند، ونصف إجمالي الطاقة المستهلكة.
وتقدّر الحكومة، حاجة البلاد إلى 892 مليون طنّ من الوقود، الفترة المقبلة، أي أكثر بقرابة 40% من المستويات الحاليّة لتوليد الطاقة.
وقال وزير الفحم أنيل كومار جاين: "حان الوقت لتنويع مصادر الطاقة، خاصّةً مع ظهور التكنولوجيا الجديدة في هذا الإطار، يمكن أن يكون للفحم عدد من الاستخدامات البديلة في المستقبل، بخلاف توليد الطاقة".
وحدّد ثالث أكبر اقتصاد في آسيا، هدفًا لأن يكون لديه سعة للطاقة المتجدّدة، قدرها 175 غيغاواط، بحلول عام 2022، وسيشمل ذلك 100 غيغاواط من الطاقة الشمسية، ارتفاعًا من قرابة 35 غيغاواط حاليًا.
جدير بالذكر أن الطلب على الفحم الحراري في الهند، تراجع هذا العام، بسبب الانكماش الاقتصادي الناتج عن إجراءات العزل العامّ، لمنع تفشّي فيروس كورونا.