توقّعات بانخفاض التنقيب عن النفط والغاز في أميركا لأدنى مستوى منذ 80 عامًا
تراجع كبير في الربع الثاني من 2020
رجّح موقع "وورلد أويل"، انخفاض إجمالي أعمال الحفر للتنقيب عن النفط والغاز في أميركا، خلال العام الجاري، إلى أدنى مستوى لها، منذ ما قبل عام 1940.
جاء هذا الترجيح من قبل الموقع المتخصّص في شؤون النفط، استنادًا إلى آخر تحديثات لتوقّعات منتصف 2020، المتعلّقة بعمليات الحفر والإنتاج.
ووفق الموقع، من الممكن -في واقع الأمر- أن يصل الانخفاض إلى ما هو أبعد من الثلاثينات، كما يوضّح الرسم البياني أدناه، والذي يوثّق تاريخ الحفر في الولايات المتّحدة، منذ عام 1859، وصولًا إلى 2020.
وللوصول إلى الأرقام السابقة، سيتعيّن -أوّلًا- على المشغّلين، الحفر بوتيرة أقلّ من تلك التي حدثت، عامي 1931 و1933، عندما جرى إحصاء إجمالي حفر لـ12 ألفًا و170 بئرًا، و11 ألفًا و716 بئرًا، على التوالي.
ورأى الموقع أن حقيقة كوننا أمام مستوى يُحتمَل أن يكون أقلّ من هذين العامين – تحت 11 ألف بئر – هو تاريخي تمامًا، وإن كان سلبيًّا بشكل ملحوظ.
ووفق تقديرات "وورلد أويل"، سجّل العام الماضي حفر أكثر من 22 ألف بئر، مقابل 25 ألف بئر، في 2018.
وعلى المنوال نفسه، لم يكن الوضع كذلك قبل 6 سنوات فقط، فقد بلغ إجمالي الآبار، عام 2014، نحو 45 ألفًا و535 بئرًا، ومنذ ذلك الحين، لم يكن هناك إجمالي سنوي يزيد عن 30 ألف بئر.
الاتّجاهات وراء الأداء
يرى الموقع أنّه لا ينبغي أن يكون اتّجاه هذا العام نحو إجمالي قد يكون أقلّ من 11 ألف بئر "مفاجئًا لأيّ شخص يتابع اتّجاهات سوق النفط، منذ أوائل فبراير/شباط".
- ألاسكا تقاضي إدارة ترمب لمنع التنقيب عن النفط في القطب الشمالي
- ترمب يرفض إعفاءات الوقود الحيوي الأميركية المعلّقة بأثر رجعي
ففي الأشهر السبعة التي تلت ذلك، تضرّرت السوق الأميركية بانخفاض قياسي وسريع في الطلب على النفط، بسبب جائحة فيروس كورونا، والخلاف السعودي الروسي حول حصص الإنتاج، ما أدّى إلى تفاقم تأثير خفض الطلب، واستجابة المشغّلين السريعة للأسعار المنخفضة التي تلت ذلك، بما فيها إغلاق الآبار، وتقليل، أو وقف، أعمال الحفر، وانتعاش أبطأ من المتوقّع في الاقتصاد الأميركي.
وقال "وورلد أويل"، إنّه لكي يكون أكثر دقّة بشأن نشاط المشغّلين، تلقّى الموقع عشرات الردود على الاستطلاعات من المنتجين الذين خفضوا عمليات التنقيب عن مستويات الربع الأوّل للعام الجاري، بشكل كبير جدًّا.
وأفادت عدد من الشركات، بأنّها تقوم، في النصف الثاني من العام، بحفر نصف، أو أقلّ من نصف، عدد الآبار التي حفرتها في النصف الأوّل.
وإضافةً إلى ذلك، ينبغي تذكُّر أن 2019 لم يكن أكبر عام حفر في بدايته، وأن العمليات في الربع الأوّل، من قبل معظم المشغّلين، كانت -تقريبًا- على قدم المساواة مع وتيرة ذلك العام، لكن منذ ذلك، انطتلق أعمال الحفر بشكل مفاجئ.
وبحسب "وورلد أويل"، سجّل الربع الثاني من العام الجاري، عمليات تخفيض كبيرة، بما في ذلك توقّف بعض الشركات عن الحفر، وتمّ تنفيذ هذه التخفيضات حتّى الربع الثالث، كان القليل منها أعمق ممّا كان عليه الحال في الربع الثاني.
وتوقّع "وورلد أويل"، انتعاشًا طفيفًا في عمليات التنقيب داخل الولايات المتّحدة، خلال الربع الرابع، وإذا لم يحدث ذلك، فسيكون الرقم النهائي، لعام 2020، أقلّ بالتبعية.