"إدارة معلومات الطاقة" ترصد رحلة هبوط صادرات الغاز الأميركي
تراجع الصادرات بشكل كبير منذ أبريل بسبب كورونا
حازم العمدة
- إنتاج الغاز وصادراته معيار أساسي لمعرفة اتجاهات إنتاج النفط الأميركي
- صادرات الغاز بلغت 7.3 مليار قدم مكعبة يوميا في النصف الأول من 2020
- توقعات باستمرار انخفاض الصادرات في سبتمبر جراء أضرار في البنية التحتية
- عودة صادرات الغاز المسال إلى مستويات ما قبل كوفيد 19 في نوفمبر
- متوسط الصادرات يبلغ 9 مليار قدم مكعبة يوميا خلال شتاء 2020-2021
في عام 2017، صدّرت الولايات المتّحدة غازًا طبيعيًا أكثر ممّا تستورده على أساس سنوي، للمرّة الأولى منذ ما يقرب من 60 عامًا، ما يجعلها مصدرًا صافيًا للغاز الطبيعي. منذ ذلك الحين، تضاعف صافي صادرات الولايات المتّحدة من الغاز الطبيعي سنويًا، من 0.3 مليار قدم مكعّبة يوميًا، في 2017، إلى ملياري قدم مكعّبة في 2018، و 5.2 مليار قدم مكعّبة في 2019.
وبالرغم من نموّ صافي صادرات الغاز الطبيعي، في الأشهر الستّة الأولى من عام 2020، (مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2019)، فإن صافي الصادرات تراجع، في ربيع 2020، نتيجة التباطؤ الاقتصادي العالمي، وسط انتشار جائحة فيروس كورونا المستجدّ، والتدابير التي اتّخذتها حكومات العالم لاحتوائه، مثل تقييد حركة المواطنين والسفر وإغلاق المدن، وفقًا لتقرير أصدرته إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وصافي الصادرات هو مقياس إجمالي التجارة للدولة. وتعني معادلة صافي الصادرات :
قيمة إجمالي السلع والخدمات التصديرية للدولة ناقص قيمة جميع السلع والخدمات التي تستوردها تساوي صافي صادراتها. وتتمتع الدولة التي لديها صافي صادرات إيجابية بفائض تجاري، في حين أن صافي الصادرات السلبية تعني أن البلاد لديها عجز تجاري.
بدءًا من أبريل/نيسان، انخفضت صادرات الغاز المسال الأميركي، وكذلك صادرات الغاز الطبيعي من خلال خطوط الأنابيب بشكل كبير، حسبما أفاد التقرير الذي تضمّن بيانات، حتّى نهاية يونيو/حزيران.
يشار إلى أن إنتاج الغاز وصادراته، من المعايير التي يستخدمها المحلّلون لمعرفة اتّجاهات إنتاج النفط الأميركي، خاصّةً الصخري، بسبب الغاز المصاحب له.
توقّعات سبتمبر
وفقًا للتوقّعات قصيرة الأجل، لشهر سبتمبر/أيلول 2020، تتوقّع إدارة معلومات الطاقة استمرار زيادة صافي صادرات الغاز الطبيعي، في الأشهر المقبلة، بسبب زيادة صادرات الغاز الطبيعي المسال الأميركية.
ومن المتوقّع أن تظلّ صادرات الغاز الطبيعي المسال منخفضة نسبيًا، في سبتمبر/أيلول، ويرجع ذلك -جزئيًا- إلى الأضرار التي لحقت بالبُنية التحتيّة لنقل الكهرباء بالقرب من مرفق كاميرون للغاز المسال، والذي يمكن أن يؤخّر استئناف الصادرات من المحطّة لعدّة أسابيع.
ومع ذلك، تتوقّع الإدارة أن تعود صادرات الغاز الطبيعي المسال إلى مستويات ما قبل كوفيد 19، بحلول نوفمبر/تشرين الثاني 2020، ومتوسّط أكثر من 9 مليار قدم مكعّبة يوميًا، خلال شتاء 2020-2021.
والولايات المتّحدة هي مصدر صافٍ للغاز الطبيعي المسال، وكذلك الغاز الطبيعي عبر خطّ الأنابيب إلى المكسيك، ومستورد صافٍ للغاز الطبيعي عبر خطّ الأنابيب من كندا.
- “ريستاد إنرجي” تتوقّع تراجع إنتاج الغاز الأميركي لأدنى مستوى في نوفمبر
-
هل يضمّد الشتاء جراح الغاز الطبيعي الأميركي؟
-
ترمب يفشل في إيجاد سوق للغاز الأميركي المسال
في النصف الأوّل من عام 2020، بلغ متوسّط صافي صادرات الغاز الطبيعي 7.3 مليار قدم مكعّبة يوميًا، أو ما يقرب من 80%، (3.2 مليار قدم مكعّبة يوميًا) أكثر من الفترة نفسها من العام الماضي. في الأشهر الستّة الأولى من عام 2020، ارتفع صافي صادرات الغاز الطبيعي المسال بنسبة 60% تقريبًا، (2.4 مليار قدم مكعّبة يوميًا)، وزاد صافي صادرات خطوط الأنابيب إلى المكسيك بنسبة 4%، (0.2 مليار قدم مكعّبة يوميًا)، وانخفض صافي الواردات عبر خطوط الأنابيب من كندا بنسبة 12%، (0.6 مليار قدم مكعّبة يوميًا)، مقارنةً بالأشهر الستّة الأولى من عام 2019.
بين عامي 2017 و 2019، أدّى نموّ صادرات الغاز الطبيعي المسال إلى زيادة صافي صادرات الغاز الطبيعي.
ومنذ تصدير أوّل شحنة من الغاز الطبيعي المسال من الولايات الـ 48 السفلى، في فبراير/شباط 2016، نمت كلّ من طاقة تصدير الغاز الطبيعي المسال وكمياته، بشكل كبير.
وفي عام 2020، واصلت الطاقة التصديرية للغاز المسال في الولايات المتّحدة النموّ على أساس سنوي، حيث جرى تشغيل ثلاثة خطوط إنتاج للغاز المسال في مرفقي فريبورت للغاز المسال وكاميرون للغاز المسال.
طاقة التسييل
تشير تقديرات إدارة معلومات الطاقة إلى أن طاقة التسييل للغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة تبلغ حاليًا 8.9 مليار قدم مكعبة يوميا (10.1 مليار قدم مكعبة في أيام الذروة) عبر ستة مرافق للغاز الطبيعي المسال مع 14 قطارًا بالحجم الكامل و 10 قطارات متحركة صغير الحجم.
واصلت صادرات الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتّحدة، النموّ، في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2020، بمتوسّط 7.9 مليار قدم مكعّبة يوميًا، بزيادة قدرها 3.9 مليار قدم مكعّبة يوميًّا، 98%، مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي.
غير أن صادرات الغاز الطبيعي المسال بدأت الانخفاض، في أبريل/نيسان، وسط انخفاض عالمي في استهلاك الغاز الطبيعي، وانخفاض أسعار الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال العالمية.
وفي يونيو/حزيران 2020، بلغ متوسّط صادرات الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتّحدة 3.6 مليار قدم مكعّبة يوميًا، أو أقلّ من نصف صادرات الغاز الطبيعي المسال لشهر يناير/كانون الثاني، واستمرّت في الانخفاض، في يوليو/تمّوز، إلى 3.1 مليار قدم مكعّبة يوميًا.
وكانت واردات الولايات المتّحدة من الغاز الطبيعي المسال، في النصف الأوّل من عام 2020، مماثلة للواردات، في النصف الأول من عام 2019، بمتوسّط 0.2 مليار قدم مكعّبة يوميًا.
وذهب قرابة نصف 56% من الغاز الطبيعي المسال المستورد، في الأشهر الستّة الأولى من عام 2020، إلى محطّة إفريت للغاز المسال Everett LNG (الواقعة قبالة سواحل بوسطن بولاية ماساتشوستس)، وذلك لتلبية الطلب على تدفئة المساحات الشتويّة في نيو إنغلاند.
وجرى استيراد العديد من شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى محطّة كوف بوينت في ماريلاند ومحطّة جزيرة إلبا في جورجيا.
الصادرات للمكسيك
زادت صادرات الغاز الطبيعي الأميركية عن طريق خطّ الأنابيب إلى المكسيك تدريجيًا، بعد التوسّع في طاقة خطّ الأنابيب عبر الحدود من الولايات المتّحدة إلى المكسيك.
في النصف الأوّل من عام 2020، بلغ متوسّط صادرات خطوط الأنابيب الأميركية إلى المكسيك 5.1 مليار قدم مكعّبة يوميًا، بزيادة قدرها 4%، (0.2 مليار قدم مكعّبة يوميًا)، مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي.
في يونيو/حزيران الماضي، أُدخِل جزء من نظام خطّ أنابيب Wahalajara إلى الخدمة. ويربط نظام خطوط الأنابيب إمدادات الغاز الطبيعي من حوض بيرميان الأميركي في Waha Hub إلى المناطق الوسطى والغربية في المكسيك.
ومنذ ذلك الحين، زادت صادرات خطوط الأنابيب الأميركية إلى المكسيك إلى 5.4 مليار قدم مكعّبة يوميًا، وتتوقّع إدارة معلومات الطاقة أن تواصل صادرات خطوط الأنابيب الأميركية إلى المكسيك، النموّ، في الأشهر المقبلة.
وبلغ متوسّط صادرات خطوط الأنابيب الأميركية إلى كندا 2.6 مليار قدم مكعّبة في اليوم، وظلّت دون تغيير، في الأشهر الستة الأولى من عام 2020، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، والمتوسّط السنوي لعام 2019.
ومع ذلك، انخفضت واردات خطوط أنابيب الغاز الطبيعي الأميركية من كندا، بمقدار 0.7 مليار قدم مكعّبة يوميًا، 9% في النصف الأوّل من عام 2020، مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي.
جاء الانخفاض -بشكل أساس- بسبب ارتفاع الطلب الطبيعي في كندا، في نهاية فصل الشتاء، بسبب انخفاض مخزونات التخزين، وارتفاع أسعار الغاز الطبيعي الفورية في كندا في مركز التداول NOVA / AECO-C (AECO)، مقارنةً بالأسعار الفوريّة لمركز هنري في الولايات المتّحدة.