التقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

40 دولارًا لبرميل النفط تضمّد جراح ماراثون أويل

وتوقعات بأرباح كبيرة في 2021

حازم العمدة

اقرأ في هذا المقال

  • خسائر ماراثون أويل بلغت 477 مليون دولار في الربع الثاني
  • انخفاض التدفق النقدي بنسبة 86% بعد تراجع الخام الأميركي إلى أقل من 28 دولارا للبرميل
  • أسعار النفط وليس الإنتاج ستصعد بأرباح الشركة خلال الفترة المقبلة

عانت شركة ماراثون أويل الأميركية للنفط والغاز، كثيرًا، في الربع الثاني من العام الجاري، لكنّها تبدو الآن مستعدّة لزيادة الأرباح، وتقديم تدفّقات نقديّة حرّة، بفضل التحسّن في أسعار النفط، الذي ارتفع فوق 40 دولارًا للبرميل.

ومن المرجّح أن يتراجع إنتاج ماراثون أويل، في الربع الثالث أيضًا، لكنّه سيبدأ التعافي في الأشهر اللاحقة، لتنهي الشركة العام الجاري بشكل قويّ، وتدخل عام 2021 بزخم أكبر، وفقًا لتوقّعات موقع "سيكينغ ألفا" المعني بشؤون الطاقة.

ومع اقتراب أسعار النفط من 45 دولارًا للبرميل، في عام 2021-وفق توقّعات عدد من المؤسّسات الدولية- من المرجّح أن تواصل الشركة -التي يقع مقرّها في هيوستن بولاية تكساس -توليد تدفّقات نقديّة حرّة، ومن ثمّ تبدو في وضع جيّد وأجواء تفاؤلية حاليًا.

الربع الثاني

مثل كثير من شركات الطاقة، شهدت ماراثون أويل انخفاضًا كبيرًا في الأرباح والتدفّقات النقديّة للربع الثاني، جراء انهيار أسعار النفط، فبعد إجراء تعديلات تتعلّق بمبيعات الأصول، تراجع إجمالي إنتاجها بنسبة 7.6%، إلى 390 ألف برميل يوميًا، مقارنةً بالربع الأوّل من العام.

وأعلنت الشركة انخفاضًا بنسبة 84% في التدفّق النقدي من العمليات، إلى 86 مليون دولار فقط، وزادت الخسائر من 125 مليون دولار، في الربع الأوّل، إلى 477 مليون دولار، في الربع الثاني.

ومع ذلك، تشير التوقّعات إلى أن مستقبل ماراثون أويل يتّجه للأفضل، حيث تحسّنت أسعار النفط بشكل كبير، منذ الربع الثاني، الذي هوى فيه ​​سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى أقلّ من 28 دولارًا للبرميل، وانزلقت العقود الآجلة إلى المنطقة السلبية، للمرّة الأولى في التاريخ الأميركي.

لكن، منذ أوائل يونيو/حزيران الماضي، كان المؤشّر الأميركي يحوم بالقرب من 40 دولارًا، وفي هذه البيئة يُعدّ متوسّط 40 دولارًا للبرميل، كافيًا، لكي يدفع أرباح ماراثون أويل إلى أعلى.

الأسعار لا الإنتاج

سيكون نموّ الأرباح مدفوعًا -بشكل أساس- بارتفاع أسعار النفط، وليس نموّ الإنتاج.

وفي ظلّ أجواء التفاؤل الراهنة، قامت العديد من شركات تشغيل حفّارات النفط الصخري -بدءًا من (إي أو جي ريسورسيز) العملاقة، وحتّى "لاريدو بتروليوم" الصغيرة- بزيادة نشاط الحفر بشكل طفيف، استجابةً للتحسّن في أسعار النفط، كما ستكثّف ماراثون أويل نشاطها ببطء، في حوضي إيغل فورد وباكين للنفط الصخري.

ويتوقّع خبراء أن ينخفض إنتاج ماراثون أويل أكثر في الربع الثالث، قبل أن يتعافى في الربع الرابع، بالرغم من أن إنتاجها، في النصف الثاني من عام 2020، سيظلّ -على الأرجح- أقلّ من الحجم القوي المعلن عنه، في النصف الأوّل من العام.

أوقفت شركة ماراثون أويل نشاطها مؤقّتًا، في الربع الثاني، لكن نظرًا لتوقيت إنجاز العمليات والمشروعات التي تدفّقت من الأوّل إلى الربع الثاني، خصّصت 32 بئرًا للبيع، في أبريل/نيسان، على أساس إجمالي.

ومع استقرار النفط بالقرب من 40 دولارًا للبرميل، في يوليو/تمّوز، استأنفت الشركة الأميركية نشاطها في حوضي إيغل فورد وباكين، وأبقت عملياتها معلّقة إلى حدّ كبير، في مناطق أخرى (شمال ديلاوير، وأوكلاهوما، وبرنامج استكشاف الموارد).

قرار منطقي

يعدّ هذا قرارًا منطقيًا، نظرًا لأن شركة ماراثون أويل تمتلك الآبار الأعلى عائدًا، والأقلّ تكلفة، في إيغل فورد وباكين.

ومن المحتمل أن تعمل الشركة في 3 منصّات وفريقي تكسيرهيدروليكي، خلال النصف الثاني من 2020، وسوف تعرض 25 بئرًا للمبيعات في هذه الفترة، حسب موقع (سيكينغ ألفا).

قالت ماراثون أويل: إن هذا النشاط سيميل نحو الربع الرابع، حيث سيجري بيع الغالبية العظمى من الآبار، في النصف الثاني من العام.

لم تقدّم الشركة أيّ توجيه ربع سنوي، لكن بالنسبة للعام بأكمله، تتوقّع إنتاج ما يتراوح بين 370 ألفًا و 384 ألف برميل مكافئ نفط يوميًا، بما في ذلك نحو 194 ألف برميل نفط يوميًا.

ويُتوقّع انخفاض ​​إنتاج الشركة من النفط، في الربع الثالث، إلى قرابة 169 ألف برميل يوميًا، قبل أن يتعافى إلى 173 ألف برميل يوميًا، في الربع الرابع، مع بدء تشغيل المزيد من الآبار.

تدفّقات نقديّة

كما يُتوقّع أن تحقّق ماراثون أويل تدفّقات نقديّة حرّة، في الأرباع المقبلة، لاسيّما مع ارتفاع أسعار برميل خام غرب تكساس الوسيطـ، إلى متوسّط 40 دولارًا.

وفي مواجهة الأزمة النفطية جراء كورونا، قامت الشركة بعمل جدير بالثناء، يتمثّل في خفض تكاليفها، ما ساعدها على تقليل نقطة التعادل للتدفّق النقدي.

ونقطة التعادل هي النقطة التي تكون عندها التكلفة والإيرادات متساوية، حيث لا يوجد أيّ مكسب أو خسارة صافية.

وتستهدف ماراثون أويل، توفير 260 مليون دولار من التكاليف النقديّة، على أساس سنوي، فقد خفضت متوسّط ​​تكاليف الآبار الناضبة أو المغلقة بنسبة 10%، مقارنةً بعام 2019، وتتوقّع المزيد من التخفيضات، في النصف الثاني من عام 2020.

ونجحت الشركة في خفض تكاليف الآبار باستمرار، في حوضين أساسيّين للنفط الصخري، منذ عام 2019، وتسير على الطريق الصحيح لخفض تكاليف الآبار الناضبة والمغلقة.

الأمر الرائع هو أن هذه التخفيضات في التكاليف مرتبطة -بشكل أساس- بإجراءات المساعدة الذاتية لـ"ماراثون أويل"، مثل التحسينات في تصميم البئر، ومن ثمّ ستكون مستدامة على المدى الطويل.

وساعد ذلك في تحسين هيكل تكلفة ماراثون أويل إلى درجة يمكن فيها موازنة التدفّقات النقديّة عند بيئة أسعار منخفضة، تصل إلى 30 دولارًا للبرميل، في النصف الثاني من عام 2020.

وهذا يعني أنّه في المستوى المنخفض الحالي -40 دولارًا للبرميل- من المحتمل أن تولّد الشركة مستويات قويّة من التدفّقات النقديّة الحرّة.

تحوّل إيجابي

يمثّل هذا تحولًّا إيجابيًا لماراثون، التي تكبّدت خسائر كبيرة في التدفّقات النقديّة، خلال الربع السابق.

كما هو موضّح سابقًا، حقّقت الشركة 86 مليون دولار من التدفّقات النقديّة من العمليات، في الربع الثاني، والتي لم تستطع تغطية النفقات الرأسمالية، البالغة 137 مليون دولار.

ومن هذا المنطلق، تشير التقديرات إلى أن ماراثون أويل واجهت عجزًا في التدفّق النقدي، قدره 51 مليون دولار، في الربع الثاني من عام 2020 (86 مليون دولار - 137 مليون دولار).

و تبدو توقّعات التدفّقات النقديّة للشركة، في عام 2021، جيّدة أيضًا، لأن الشركة قالت، إنّها تحتاج إلى 35 دولارًا لكلّ برميل نفط، لموازنة التدفّقات النقدية في العام المقبل، مع ميزانية صيانة رأسمالية، والتي ستبقي إنتاجها ثابتًا عند مستويات الربع الرابع من عام 2020.

من ناحية أخرى، يمكن أن ترتفع أسعار النفط إلى 45 دولارًا للبرميل، ​عام 2021، كما يتّضح من العقود الآجلة الحاليّة. ويتماشى هذا أيضًا مع توقّعات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، التي تضع متوسّط ​​السعر، في 2021، عند 45.53 دولارًا للبرميل.

وفي نهاية المطاف، يساعد سيناريو سعر النفط الحالي، الشركة الأميركية، على تحقيق تدفّقات نقديّة حرّة كبيرة، العام المقبل.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق