توربينات الرياح والألواح الشمسية تنتج رقمًا قياسيًا من الكهرباء في العالم
8.3٪ انخفاضًا في الإنتاج من محطّات الفحم
ترجمة - محمد فرج
ارتفع توليد الطاقة من الرياح والطاقة الشمسية بنسبة 14%، في النصف الأوّل من العام الجاري، مقارنةً بالفترة نفسها من 2019، في حين انخفض الإنتاج من محطّات الفحم بنسبة 8.3%، وفقًا لتقرير صادر عن مؤسّسة أبحاث المناخ المستقلّة "إمبر".
وأنتجت توربينات الرياح والألواح الشمسية رقمًا قياسيًا بنسبة 10% من الكهرباء على مستوى العالم، في النصف الأوّل من 2020، مع انخفاض طاقة الفحم، لكن هناك حاجة إلى تغيير أكثر حدّة، لتحقيق الأهداف المحدّدة، بموجب اتّفاقية باريس للمناخ لعام 2015، حسب تقرير إمبر.
وأوضح التقرير أن الطلب العامّ على الكهرباء، انخفض بنسبة 3%، خلال الأشهر الستّة الأولى من العام الجاري، بسبب الإغلاق لتفشّي فيروس كورونا في جميع الدول.
وعلى الرغم من هذا الانخفاض، لا تزال محطّات الفحم تنتج 33% من الكهرباء في العالم، خلال تلك الفترة.
وقال ديف جونز كبير محلّلي "إمبر"، في بيان مع التقرير: "للحفاظ على فرصة للحدّ من تغيّر المناخ إلى 1.5 درجة، يجب أن ينخفض توليد الفحم بنسبة 13%، كلّ عام، هذا العقد".
وذكر التقرير أن أوروبّا والمملكة المتّحدة شهدتا أكبر المساهمات من الرياح والطاقة الشمسية، حيث بلغت 21% و33%، على التوالي، خلال النصف الأوّل من العام، بينما الولايات المتّحدة 12%، والصين 10%.
وأفاد التقرير، بانخفاض توليد الطاقة من الفحم في الولايات المتّحدة وأوروبّا، بنسبة 31% و 32%، على التوالي، في حين هبطت طاقة الفحم في الصين بنسبة 2% فقط.
والجدير بالذكر أن تقرير إمبر شمل 48 دولة تشكّل 83% من إنتاج الكهرباء في العالم.
مصادر الطاقة المتجدّدة
كشف تقرير الوكالة الدولية للطاقة المتجدّدة "آيرينا"، أن تكاليف توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجدّدة، تواصل انخفاضها، لتصبح أقلّ من أيّ محطّات توليد جديدة، تعمل باستخدام الوقود الأحفوري.
ووفقًا لتقرير "تكاليف توليد الطاقة المتجدّدة، في عام 2019"، فإن أكثر من نصف سعة توليد الطاقة المتجدّدة، المضافة في عام 2019، يجري توفيرها بأسعار أرخص من الطاقة التي تنتجها محطّات التوليد الجديدة العاملة بالفحم.
وأوضح التقرير أن مشاريع الطاقة المتجدّدة الجديدة باتت -حاليًا- توفّر الكهرباء بتكلفة أقلّ من محطّات التوليد العاملة بالفحم.
وكمعدّل وسطي، أصبح توليد الكهرباء من المحطّات الجديدة للطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح البرّية، أقلّ تكلفة من الإبقاء على تشغيل العديد من المصانع العاملة بالفحم.
وأشار التقرير إلى أن استبدال 500 غيغاواط من محطّات توليد الطاقة الحاليّة العاملة بالفحم بالطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح البرّية، من شأنه أن يخفض تكاليف توليد الطاقة بما يصل إلى 23 مليار دولار سنويًا، فضلًا عن تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 1.8 غيغا طنّ سنويًا، ما يعادل 5% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، في 2019، ومن شأن ذلك أيضًا أن يحفّز على إطلاق استثمارات بقيمة 940 مليار دولار، تعادل ما يقارب 1% من إجمالي الناتج المحلّي العالمي.
وشهدت تكاليف توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجدّدة، انخفاضًا كبيرًا على مدار العقد الماضي، نتيجة عوامل عدّة، منها تطوّر التقنيات، وزيادة تنافسية سلاسل التوريد، وتنامي خبرة المطوّرين.
أستراليا يمكن أن تصبح قوّة عظمى للطاقة المتجدّدة
فى يوليو/تمّوز، أطلقت الحكومة الأستراليّة لقب "المشروع الرئيس" على مشروع شركة "صن كابل" للطاقة الشمسية، بقيمة 16 مليار دولار في الإقليم الشمالي، وهي منطقة نائية، تُعرف بأنّها مصدر للغاز الطبيعي المسال.
وقال ديفيد جريفين، الرئيس التنفيذي لـ صن كابل: "نحن نخلق صناعة جديدة عبر بناء شبكات الكابلات البحريّة، ذات التيار الكهربائي عالي الجهد، والتى تتيح تطوير الطاقة المتجدّدة على نطاق واسع، حيثما يكون المورد أكثر وفرة"، مشيرًا إلى أن شركته تبحث في النهاية عن شبكة بحريّة تمتدّ من الهند إلى نيوزيلندا.
ورغم الجدل السياسي الذى دام لعقد من الزمن في أستراليا، حول مستقبل الوقود الأحفورى، بدأت الحكومة الليبرالية الوطنية الاستعداد لمستقبل دون صناعة الفحم، والبالغ قيمته 55 مليار دولار أسترالي سنويًا، وفقًا لصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانيّة.
وتُعرف "صن كابل" بأنّها أحد مشاريع تصدير الطاقة الخضراء العديدة المخطّط لها في أستراليا، والتي تنشر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بمعدّل أربع إلى خمس مرّات أسرع من الاتّحاد الأوروبّي والولايات المتّحدة واليابان والصين، استنادًا إلى نصيب الفرد، وفقًا لتقرير صادر عن جامعة أستراليا الوطنية.