غايانا تعلن موعد حسم مصير مشروع بييرا.. وتوقّعات بخسارة 1.5 مليار دولار
قال فيكرام بهارات، وزير الموارد الطبيعية في غايانا -تقع على الساحل الشمالي لأميركا الجنوبية-: إن الحكومة الجديدة -للدولة ذات الاقتصاد الأسرع نموًّا في العالم، بفضل الثروة النفطية الهائلة التي تمتلكها- ستقرّر، نهاية أغسطس/ آب الجاري، الموافقة من عدمها، على تطوير شركة إكسون موبيل لمشروع بييرا، الذي يبلغ إنتاجه 220 ألف برميل يوميًا.
"بييرا" هو مشروع التطوير الثالث من مربّع ستابروك لإنتاج النفط من المياه العميقة، لكن إقراره تأخّر، بسبب أزمة سياسية استمرّت لمدّة خمسة أشهر، انتهت الأسبوع الماضي، بتنصيب رئيس جديد للبلاد، هو عرفان علي (40 عامًا).
وتسلّم "علي" منصبه رسميًا، بداية الشهر الجاري، بعد رفض الرئيس السابق التنازل عن الحكم، إثر خسارته في انتخابات مارس /آذار الماضي، إلّا أن ضغوطًا أميركية ودولية أجبرته على الانسحاب، إثر قرار من المحكمة العليا يقضي بخسارته الانتخابات.
حسم مشروع بييرا
قال بهارات، في تصريحات لراديو غايانا، إن مشروع بييرا يأتي على رأس أولويّات الحكومة لأن هناك موعدًا نهائيًا يجب الالتزام به، "ونأمل حلّ تلك المسألة بنهاية الشهر الجاري".
وفى 31 يوليو/ تمّوز الماضي، أكّد نيل تشابمان، نائب رئيس إكسون موبيل، أن الشركة تأمل اتّخاذ القرار النهائي المتعلّق بالاستثمار في مشروع بييرا، بحلول سبتمبر/ أيلول المقبل.
وقال: "نحتاج أن نبقى على أهبة الاستعداد للتحرّك بمجرّد أن تكون الحكومة جاهزة.. نحن جاهزون لكنّنا بحاجة إلى خطّة تطوير معتمدة، وأن يكون ذلك صادرًا من الحكومة".
وفي إشارة إلى تعهّد الإدارة الجديدة خلال حملتها الانتخابية بتحسين مشاركة الدولة في صفقات النفط، قال "بهارات" الذي تسلّم منصبه السبت الماضي: إن الحكومة وإدارة قسم الطاقة (تابعة للرئاسة) في غايانا، تدرسان مشروع بييرا، لأنّنا نودّ أن نشعر بالرضى الذاتي، بأن عقد بييرا جيّد، وسيعود بالفائدة على الشعب.
وردًّا على سؤال حول إذا ما كانت غايانا ستمنح الضوء الأخضر لشركة إكسون موبيل في نهاية المطاف، بالاستثمار، قال بهارات: إن هذا الأمر قرار سياسي، يخضع لتوجيهات مجلس الوزراء.
وأشار إلى مخاطبة إدارة قسم الطاقة، بتقديم وثائق من الاستشاريين الذين كانوا يعملون على المشروع، موضّحًا أنّه جرى تقديم هذا الطلب الأسبوع الماضي.
وقال بهارات: إن مجلس الوزراء بدأ مناقشة ما إذا كانت إدارة قسم الطاقة ستبقى تابعة لمكتب الرئيس، أو ستُعاد مسؤولياتها إلى وزارة الموارد الطبيعية.
ويعدّ مشروع بييرا، جزءًا من خطّة إكسون موبيل لزيادة إنتاج مربّع ستابروك إلى 750 ألف برميل يوميًا بحلول عام 2025، وترأس الشركة كونسورتيوم يضمّ شركة النفط الأميركية هيس (مستقلّة)، وسينوك نيكسن.
وأمس الثلاثاء، أكّدت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، تصنيف شركة هيس عند BBB- مع نظرة مستقبلية مستقرّة.
ويلقى تصنيف هيس -وفق فيتش- دعمًا من السيولة الجيّدة للشركة، وتحوّطًا قويًّا في 2020، وملفّ استحقاق للديون يمكن إدارته، وتدفّقًا إيجابيًا للسيولة النقديّة من غايانا، عندما تدخل مراحل التطوير المتتالية منخفضة التكلفة هناك حيّز التنفيذ.
ووفق وكالة فيتش، فإن تأجيل الانتخابات ونقص التصاريح الحكومية، أدّى إلي تأخير من 6 إلي 12 شهرًا، في خطّة تطوير مشروع بييرا (220 ألف برميل/ يوميًا)، لكن مع حلّ أزمة الانتخابات، من المتوقّع استئناف إصدار التصاريح قريبًا، وأن تنتج غايانا 750 ألف برميل يوميًا، بحلول 2026 .
وفى ديسمبر/كانون الأوّل 2019، بدأت إكسون موبيل الإنتاج من مشروع ليزا 1، ويعمل الكونسورتيوم بالفعل لتطوير مشروع ليزا 2، وفق الجدول الزمني المحدّد له، في منتصف 2022.
وكان من المقرّر بدء تشغيل بييرا، عام 2023، لكنّه قد يتأخّر لمدّة، ربّما تصل إلى 12 شهرًا، حسبما قالت إكسون موبيل في أبريل/نيسان، بعد انهيار أسعار النفط وانتشار فيروس كورونا المستجدّ (كوفيد-19).
وتشير التقارير إلى أن غايانا ستخسر 1.5 مليار دولار من إيرادات النفط سنويًا، إذا قرّرت "إكسون" تأخير تطوير مشروع بييرا.
ووفقًا لشركة ريستاد الاستشارية، فإن تأخير مشروع بييرا لمدّة عام، يعني تأخير المشاريع الستّة التي تليه، الأمر الذي يعني تأخير الإنتاج عمّا كان مخطّطًا له.