التقاريرتقارير الغازرئيسيةعاجلغاز

ريستاد إنرجي: إنتاج الغاز في حوض برميان سيرتفع.. ويحتاج أنابيب إضافية

تزداد أهمّية أنابيب الغاز إذا خسر ترمب وربح بايدن

أحمد صقر

مع الزيادة الكبيرة في إنتاج النفط في حقل برميان غرب تكساس، والذي جاءت منه أغلب الزيادة في إنتاج الولايات المتّحدة من النفط، جرى إنتاج كمّيات كبيرة من الغاز، الأمر الذي أسهم في الفائض الكبير في الغاز في الولايات المتّحدة، وأسهم في انهيار أسعاره. ونظرًا لأن المنتجين يحاولون إنتاج أكبر كمّية من النفط، فإن عدم تمكّنهم من تصدير الغاز عبر أنابيب إلى مكان ما، يجبرهم على حرق الغاز. لهذا جرى حرق كمّيات هائلة من الغاز في السنوات الأخيرة. وبما أن هناك ضغوطًا من القوانين البيئيّة على المنتجين لوقف حرق الغاز، فمن الواضح أن مستقبل إنتاج النفط في حوض برميان، ومن ثمّ عائدات الشركات وأرباحها، يرتبط بالبُنية التحتيّة وأنابيب الغاز الجديدة. لهذا السبب يهتمّ المحلّلون بمشاريع الأنابيب التي تُبنى أو يخطَّط لها الآن. وقد تزيد أهمّية هذه الأنابيب الجديدة في حالة خسارة الرئيس ترمب وفوز سيناتور بايدن بالرئاسة في الانتخابات القادمة، وذلك لأن إدارة بايدن ستضغط -بشكل كبير- للحدّ من حرق الغاز.

تقرير ريستاد

توقّعت ريستاد إنرجي انتعاش إنتاج الغاز من حوض برميان في الولايات المتّحدة، بشكل سريع خلال النصف الثاني من عام 2020، على أن يظلّ تسارع الإنتاج قويًا لسنوات قادمة، لكن ذلك سيكون مرهونًا بارتفاع أسعار النفط عن المستويات الحاليّة.

وحذّر التقرير من التداعيات السلبية لفيروس كورونا، التي قد تؤجّل خطط إنشاء خطوط الأنابيب الرئيسة لاستيعاب زيادة الإنتاج، وهو ما قد يزيد حرق الغاز بدايةً من 2023.

وبحسب تقرير شركة ريستاد إنرجي، فإن إنتاج الغاز من حوض برميان، خلال النصف الثاني من 2020، وحتّى 2021-2023، سيشهد نموًّا كبيرًا، في ظلّ بقاء أسعار خام غرب تكساس بين 45 - 50 دولارًا. إلّا أن الأسعار حاليًا أقلّ بكثير، حيث بلغت أسعار خام غرب تكساس، خلال تعاملات اليوم الخميس، 40.19 دولارًا للبرميل.

وقال التقرير، إن إعادة فتح الآبار التي أُغلِقت في أثناء انهيار أسعار النفط، سيرفع إنتاج الغاز في الحوض إلى 11.4 مليار قدم مكعّبة يوميًا، في سبتمبر/أيلول المقبل، إلّا أن جزءًا من النموّ قد يتأخّر قليلًا إلى منتصف 2021، حيث يُتوقّع أن تزداد الأنشطة بشكل كبير، وقتها.

وبحسب التقرير، سيرتفع الإنتاج إلى مستويات قياسية، حيث سيصل إلى 16 مليار قدم مكعّبة في اليوم، بحلول نهاية عام 2023. إلّا أن هذا المستوى القياسي يبقى أقلّ ممّا كان متوقّعًا قبل تفشّي فيروس كورونا ب 2 مليار قدم مكعّبة يوميًا.

خطوط نقل الغاز

قال التقرير، إن هناك تقدّمًا مستمرًّا في عمليات تطوير خطوط أنابيب الغاز الجديدة، رغم ضآلة المعلومات عن بعضها. وكان من المخطّط أن يبدأ تشغيل خطّ أنابيب برميان السريع "PHP" بحلول الربع الأوّل من 2021، بالإضافة لتشغيل خطّ أنابيب ويسلر خلال الربع الثالث من 2021، بعد تلقّيه تمويلًا جديدًا.

وكان خطّ "PHP" قد تأخّر عن موعده، بسبب مشكلات قانونية، عانت منها شركة كيندار مورغان المالكة له. وواقع العرض والطلب الحالي يشير إلى أن هناك أنابيب كافية، وليس هناك حاجة ماسّة لأنابيب جديدة. وحتّى لو تأخّرت الأنابيب إلى آخر 2021، فلن يكون هناك مشكلة.

إلّا أن الأنابيب الأخرى في خطر، فلا تزال هناك مخاوف جدّية بشأن جدواها، حيث تأجّل العديد من هذه المشاريع، وعُلِّق بعضها الآخر. فهناك ثلاثة أنابيب لا يُعرف مستقبلها حتّى الآن، وهي Pecos Trail و بيرميان- كاتي (P2K) و Permian Global Access pipeline.

فقد عًلِّق تقييم مشروع Pecos Trail، خلال شهر أبريل/نيسان الماضي، كما توقّف الحديث عن خطّ أنابيب برميان- كاتي (P2K). ورغم أن شركة تالوريان للغاز المسال مازالت تسّوق لمشروع درفتوود للغاز المسال عالميًا، إلّا أن هناك شكوكًا كبيرة حول بناء الأنبوب، Permian Global، الذي يُفترض أن يجلب الغاز للمشروع، ومن الواضح الآن أن احتمالات اتّخاذ أيّ قرار بشأنه في المدى القصير ضئيل جدًّا.

وبحسب توقّعات ريستاد إنرجي، فإن سعة خطوط الأنابيب العاملة حاليًا بالإضافة إلى خطّي ويسلر و PHP، حال دخولهما للخدمة في مواعيدهما، عام 2021، تصل إلى 17.5 مليار قدم مكعّبة، عام 2022. وهي سعة يمكنها استيعاب أيّ زيادة في إنتاج الغاز من حوض برميان، حتّى منتصف العشرينيات. إلّا أن نسبة التشغيل في الأنابيب الثلاثة التي تصدّر الغاز من تكساس إلى المكسيك، مشكوك في أمرها. (رود رنر، كمانشي تريل، و ترانس-بيكوس). وسبب الشكّ هو عدم وجود أنابيب كافية على الجانب المكسيكي لنقل الغاز إلى المراكز السكّانية الكبيرة. فرغم أنه تمّ بناء خطّ أنابيب (VAG) في يونيو/حزيران الماضي، الممتدّ من شمال المكسيك إلى مدينة حوادا لاهارا، إلّا أنّه يُتوقع أن تبقى الصادرات قليلة لفترة طويلة، قد تمتدّ سنوات،، ومن ثمّ، فإن نسبة التشغيل ستبقى منخفضة، مقارنةً بسعة هذه الأنابيب.

صادرات الغاز من غرب تكساس

تقلّبت صادرات الغاز من غرب تكساس إلى المكسيك، خلال الفترة من مايو/أيّار 2019، حتّى أبريل/نيسان 2020، في نطاق ضيق بين 0.58 مليار - 0.67 مليار قدم مكعبة يوميًا، حيث تدفّق الغاز عبر خط أنابيب ترانس-بيكوس بنحو 170 مليون قدم مكعّبة يوميًا، في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2020، لكن التدفّقات اليومية من الغاز نحو مدينة إلإنشينو تضاعفت خلال الأيّام الأخيرة، لتصل إلى 300 مليون قدم مكعّبة يوميًا.

وحسب التوقّعات الأكثر تفاؤلًا في التقرير، فإنّ صادرات غرب تكساس إلى المكسيك يمكن أن ترتفع إلى 1.5 مليار قدم مكعّبة يوميًا خلال النصف الثاني من عام 2020 و 2021. إلّا أن الغالب أن الصادرات ستظلّ ثابتة عند 0.7 مليار قدم مكعّبة يوميًا.

الأسعار المناسبة للاستثمار

واستنتج التقرير أنّه سيكون هناك حاجة ماسّة لمزيد من أنابيب الغاز من حقل برميان، بحلول 2023-2024، إذا كانت أسعار خام غرب تكساس بين 45-50 دولارًا. وحذّر التقرير من أنّه إذا لم تجرِ الموافقة على مشروعات جديدة في وقت مبكّر بما فيه الكفاية، فقد ينتهي الحوض بفترة أخرى من التدهور وزيادة الفروق السعريّة، الأمر الذي سيؤدي إلى حرق المزيد من الغاز.

ونظرًا لسياسة الاستثمار المحافظة لشركات الأنابيب والتخزين، وكون أسعار خام غرب تكساس المستقبلية تحوم حول 40 دولارًا للبرميل، فإنّه من المتوقّع أن تتأخّر الشركات في اتّخاذ قرارات بشأن الأنابيب، الأمر الذي يؤدّي -مرّةً أخرى- إلى عدم كفاية البُنية التحتيّة، ومن ثمّ انخفاض أسعار الغاز في منطقة الحوض، مقارنةً بالأسعار خارجه.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق