انخفضت مستويات المخزون التجاري في الولايات المتّحدة بقرابة 7.5 مليون برميل، إلى 531.7 مليون برميل، وهو أعلى مستوى له تاريخيًا في هذا الوقت من السنة، وقريب من أعلى مستوى في تاريخ الصناعة. وهذا المستوى أعلى من متوسّط السنوات الخمس الماضية بقرابة 17%، وأعلى من المستوى المطلوب لتوازن السوق بحدود 130 مليون برميل.
وأشارت إدارة معلومات الطاقة إلى انخفاض مخزون البنزين 3.1 مليون برميل، وانخفاض مخزون المقطّرات، التي تشمل الديزل ووقود التدفئة وغيرها، بمقدار 453 ألف برميل.
وارتفع مخزون النفط الإستراتيجي بمقدار 100 ألف برميل إلى 656.1 مليون برميل، وهي كمّية كافية لأن تستمرّ الولايات المتّحدة باستهلاكها الحالي، دون أيّ واردات على الإطلاق، لمدّة ثلاثة شهور تقريبًا. ويأتي هذا الارتفاع بعد أن سمحت إدارة ترمب للشركات بتخزين فائض النفط لديها في الاحتياطي الإستراتيجي، والذي هو في الحقيقة مخزون نفط تجاري. هذا يعني أنّه يجب إضافة 100 ألف برميل إلى المخزون التجاري، الأمر الذي يجعل الانخفاض الحقيقي 7.4 مليون برميل، وليس 7.5 مليون برميل.
والسبب الرئيس لانخفاض مخزون الخام هو الانخفاض الكبير في الواردات، حيث انخفضت بقرابة 14 مليون برميل في الأسبوع الماضي، لتصل إلى 5.567 مليون برميل يوميًا، وهذا يؤكّد على دور السعودية وأوبك+ في تخفيض الإنتاج. بينما ارتفعت الصادرات قليلًا بقرابة مليون برميل تقريبًا للأسبوع كلّه. أمّا انخفاض مخزون البنزين، فسببه تحوّل المصافي لإنتاج وقود الطائرات والديزل، بعد ازدياد حركة الطيران والشحن في الولايات المتّحدة، حيث زاد استهلاك وقود الطائرات بمقدار 345 ألف برميل يوميًا، بينما ارتفع استهلاك الديزل بمقدار 673 ألف برميل يوميًا، في الوقت الذي بقيت فيه كمّية مدخلات النفط للمصافي نفسها تقريبًا. إلّا إن استهلاك البنزين انخفض، في الأسبوع الماضي، بسبب الانتشار الكبير لفيروس كورونا في أكبر الولايات الأميركية، مثل كاليفورنيا وتكساس وفلوريدا.
ويتّضح دور السعودية في تخفيض المخزون الأميركي، بانخفاض واردات الولايات المتّحدة من السعودية، في الأسبوع الماضي، بمقدار 549 ألف برميل يوميًا، إلى 872 ألف برميل يوميًا، في الوقت الذي رفعت فيه كندا صادراتها للولايات المتّحدة بمقدار 252 ألف برميل يوميًا إلى 3.170 مليون برميل يوميًا. كما ارتفعت صادرات العراق بمقدار 17 الف برميل يوميًا إلى 191 ألف برميل يوميًا، والإكوادور بمقدار 22 ألف برميل يوميًا إلى 146 ألف برميل يوميًا.
وشهدت واردات النفط الأميركية من المكسيك وأميركا اللاتينية انخفاضًا حادًّا في الأسبوع الماضي، إلّا أن هذا الانخفاض أسبوعي، ويُتوقّع ارتفاعه في الأسبوع القادم، ويتعلّق بحركة السفن مقارنةً بوقت بثّ بيانات الواردات. فقد انخفضت الواردات من المكسيك بمقدار 842 ألف برميل يوميًا، إلى 490 ألف برميل يوميًا، ومن كولومبيا بمقدار 193 ألف برميل يوميًا، إلى 143 ألف برميل يوميًا، والبرازيل بمقدار 171 ألف برميل يوميًا، إلى 57 ألف برميل يوميًا.
ويُتوقّع أن تبقى صادرات السعودية إلى الولايات المتّحدة منخفضة خلال الشهور القادمة، بينما ستتقلّب الواردات من المكسيك ودول أميركا اللاتينية.