التقاريرتقارير النفطرئيسيةسلايدر الرئيسيةنفط

الفلبين.. أحدث حلقة في حوادث التسرّب النفطي حول العالم

إجلاء المئات بعد تسرّب نفطي وسط الفلبين

اقرأ في هذا المقال

  • أسوأ 10 حوادث تسرب نفطي في العالم
  • تحذيرات من كارثة بيئية جراء تسرب في شمال ميناء الحديدة اليمني
  • حادث نوريلسك يحول نهر في روسيا إلى اللون الأحمر

حازم العمدة

في حلقة هي الأحدث في سلسلة حوادث التسرّب النفطي التي وقعت حول العالم مؤخّرًا، أعلن مسؤول فلبيني، اليوم الإثنين، إجلاء أكثر من 400 شخص من قرية ساحلية بوسط الفلبين، بعد تسرّب نحو 250 ألف لتر (66 ألف غالون) من الوقود من بارجة في البحر.

وقال جيري تريناس -رئيس بلدية إيلويلو- للأسوشيتد برس، عبر الهاتف: "كانت الرائحة كريهة وسيّئة للغاية، ما استدعى نقل الناس إلى مدرستين، وفي الليلة الماضية صدر أمر بإخلاء موقع ثالث".

بدأ التسرّب الجمعة، عندما أدّى انفجار عرضي على البارجة إلى إحداث ثقب وفجوة في هيكل السفينة، ولم ترد أيّ تفاصيل أو أنباء عن إصابات.

وقال تريناس، إن الحادث لم يؤثّر في إمدادات الطاقة للمدينة التجارية، التي يبلغ عدد سكّانها نحو نصف مليون شخص، لأن لديها مصادر طاقة أخرى.

وقال خفر السواحل، إنّه يحقّق في الأمر، وقد يواجه أصحاب البارجة اتّهامات، إذا لزم الأمر.

ميناء الحديدة

وتكرّرت حوادث التسرّب النفطي حول العالم، في الآونة الأخيرة. فقبل نحو عشرة أيّام، حذّر الأمين العامّ للهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن، زياد بن حمزة أبو غرارة، من كارثة بيئيّة قد تنتج بسبب حدوث تسرّب نفطي من ناقلة النفط / الخزّان العائم "صافر"، الموجود أمام منصّة رأس عيسى إلى الشمال من ميناء الحديدة، الذي يقع في منتصف الساحل الغربي لليمن، على البحر الأحمر.

وأكّد أبو غرارة حدوث تآكل في هيكل الخزّان، الذي يحتوي على أكثر من مليون برميل من النفط الخام، جراء منع ميليشيا الحوثي للجهات المختصّة وفرق الأمم المتّحدة من معاينته، وصيانة أنظمة تشغيله، حسبما نشرت وكالة الأنباء السعوديّة.

وبيّن أبو غرارة أن استمرار التآكل في هيكل ناقلة النفط / الخزّان "صافر"، قد ينتج عنه تسرّب أكثر من مليون برميل نفطي، الأمر الذي سيتسبّب في كارثة بيئيّة غير مسبوقة، مشيرًا إلى أن وقوع مثل هذا الحادث سيكون له تأثير كبير، خصوصًا على الجزر اليمنية الغنيّة بتنوّعها البيولوجي، مثل "جزيرة كمران". وقد ينتج عنه توقّف العمل في مينائي الحديدة والصليف لعدّة أشهر، إضافة إلى تأثير هذا الحادث على بيئة البحر الأحمر عمومًا، وعلى حركة الملاحة الدولية.

وأكّد أن الهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن، قامت من جانبها بالتنسيق المسبق، وبعقد الاجتماعات التشاورية مع الدول الأعضاء، وقامت بالتواصل مع المنظّمات الدولية ذات الصلة، وإعداد التصوّرات ووضع السيناريوهات المحتملة، للتعامل مع هذه المشكلة من جانبها البيئي.

تسرّب نوريلسك الروسيّة

وفي يونيو/حزيران، أُعلنت حالة طوارئ على المستوى الوطني في روسيا، بعد تسرّب 21 ألف طنّ من الديزل، جراء انهيار خزّان خارج مدينة نوريلسك، ما تسبّب بتلوّث نهر، غطّته بقع حمراء فاتحة، أمكن رؤيتها من الفضاء.

وحاولت شركة المعادن العملاقة "نوريلسك نيكل"، التي تملك الخزّان، من خلال شركة أخرى تابعة لها، احتواء الأضرار بمفردها ليومين، قبل أن تلجأ إلى خبراء من كلّ أنحاء روسيا، وقد أثار هذا التأخير غضب بوتين.

وأكّدت المتحدّثة باسم وزارة الطوارئ الروسيّة نجاحها في احتواء البقعة النفطية، ووقف توسّعها.

وتشير التقديرات إلى أن عمليات التنظيف ستكلّف نحو 10 مليارات روبل (146 مليون دولار).

ورأى خبراء بيئيّون أن هذا التسرّب النفطي هو أسوأ حادث من نوعه في منطقة القطب الشمالي، وثاني أسوأ تسرّب في تاريخ روسيا.

ونهر أمبارنايا، الذي تأثّر بالتسرّب، يغذّي بحيرة بياسينو بالمياه، التي تعدّ مصدرًا مائيًا رئيسًا لنهر بياسينا الحيوي، بالنسبة إلى منطقة شبه جزيرة تايمير.

وأظهرت صور بالأقمار الاصطناعية لوكالة الفضاء الأوروبّية ووكالة روسكوزموس الروسيّة، بقعًا كبيرة من الوقود، يميل لونها إلى الاحمرار، وقد تحرّكت نحو 20 كيلومترًا باتّجاه البحيرة، وحتّى النهر، حيث تنصبّ جهود التنظيف الرئيسة.

وتمكّن أوائل المستجيبين لهذه الكارثة من احتواء انتشار التسرّب، عبر استخدام عوائق عائمة، لمنع البقعة النفطية من الوصول الى البحيرة، وسحبوا السوائل التي سيجري تخزينها في خزّانات مغلقة، إلى أن تتجمّد الأرض في الشتاء، وفق وزير الطوارئ، يفغيني زينيتشيف.

وتسبّبت البقعة النفطية بتلويث 180 ألف متر مربّع من الأرض، قبل أن تصل إلى النهر، وفق النائب العامّ الإقليمي.

وتتعرّض منطقة نوريلسك، منذ عقود، لتلوّث ناجم عن إنتاج المعادن وأنشطة صناعية أخرى، وقال خبير الصندوق العالمي للحياة البرّية، أليكسي كنيجنيكوف، إن السكّان المحلّيين -بمن فيهم مجموعات السكّان الأصليّين، مثل شعب الـ"نينيتس"- توقّفوا، منذ فترة طويلة، عن الصيد في النهر.

وفي مناسبات عدّة سابقة، تحوّلت مياه الأنهار حول نوريلسك -وهي المدينة الأكثر تلوّثًا في روسيا- إلى اللون الأحمر، بسبب موادّ من مخلّفات من المصنع الرئيس لشركة نوريلسك نيكل.

تعدّ حوادث التسرّب النفطي في البحار والمحيطات، من أخطر الكوارث التي تضرّ البيئة والحياة البحريّة، فبسبب وقوع مثل هذه الحوادث، أصبحت مياه المحيطات ملوّثة بالهيدروكربون النفطي السائل، والذي تسبّب، وسيتسبّب، في أضرار بيئيّة، لعقود مقبلة.

ومن بين الأضرار البيئيّة التي تتسبّب بها التسرّبات النفطية، نفوق الأسماك والثدييات البحريّة والطيور، وإتلاف الشواطئ. وفي حين تحظى حوادث التسرّب النفطي الكبيرة بالاهتمام الأكبر، إلّا أن هناك العديد من حوادث التسرّب النفطي الصغيرة، التي تحدث بانتظام، والتي تستغرق عمليات تنظيف النفط المتسرّب منها شهرًا، من أجل إعادة المناطق المحيطة بالحادث إلى طبيعتها.

وشهد العالم العديد من حوادث التسرّب النفطي الكبيرة، وفيما يلي أسوأ 10 حوادث:

1." أوديسي"

كانت ناقلة النفط الليبيريّة "أوديسي" تحمل نحو مليون برميل من النفط، حين وقع انفجار بها، أدّى إلى غرقها قبالة ساحل كندا، في نوفمبر/تشرين الثاني 1988، ممّا تسبّب في تسرّب حمولتها من النفط في المحيط الأطلسي. كما أسفر الحادث عن مقتل جميع أفراد طاقم السفينة، البالغ عددهم 27 شخصًا.

2."إم تي هيفن"

كانت ناقلة النفط الضخمة "إم تي هيفن" تحمل مليون برميل من النفط، حين انفجرت قبالة ساحل جنوة في إيطاليا، عام 1991، ممّا تسبّب في غرق السفينة، ومقتل ستّة أشخاص كانوا على متنها، وتسرّب النفط في مياه البحر المتوسّط. وقد ظلّ تأثير هذا التسرّب النفطي ممتدًا على مدى 12 عامًا بعد الحادثة.

3."أموكوكاديز"

تسبّبت عاصفة في غرق ناقلة النفط "أموكوكاديز" قبالة سواحل بريتاني في فرنسا، وتسرّبت شحنتها التي كانت تبلغ 246 ألف طنّ (مليون و795.8 ألف برميل) من النفط الخام الخفيف، في القنال الإنجليزي. وقد امتدّ التسرّب النفطي الناجم عن هذه الحادثة على مساحة بلغت نحو 29 كيلومترًا، وعانى 76 شاطئًا آثار التسرّب النفطي.

4."كاستيلو دي بيلفر"

اشتعلت النيران في الناقلة الإسبانيّة "كاستيلو دي بيلفر"، في شهر أغسطس/آب عام 1983، وذلك عندما كانت في طريقها إلى إسبانيا من الخليج العربي، وقد وقع الحادث على بعد نحو 113 كيلومترًا شمال غرب كيب تاون، في جنوب إفريقيا.

وكانت هذه الناقلة تحمل 250 ألف طنّ (مليون و825 ألف برميل) من النفط الخام الخفيف، وقد انقسمت إلى نصفين، وغرقت مؤخّرة السفينة، بحمولة بلغت 110 آلاف طنّ (803 آلاف برميل) من النفط.

5."آي بي تي سمر"

في 28 مايو/أيّار، عام 1991، انفجرت ناقلة النفط "آي بي تي سمر" على بعد يبلغ نحو 1127 كيلومترًا، قبالة ساحل أنغولا، ممّا تسبّب في اشتعال النيران بالناقلة، وتسرّب مليون و300 ألف برميل من النفط في البحر. وقد امتدّ التسرّب النفطي الناتج عن هذه الحادثة، على مساحة بلغت نحو 207 كيلومترات مربّعة، وأسفر الحادث عن مقتل خمسة أفراد من طاقم السفينة، البالغ عددهم 32 شخصًا، وظلّت النيران مشتعلة في السفينة لمدّة ثلاثة أيّام، حتّى غرقت في النهاية.

6.منصّة حقل نوروز النفطي

اصطدمت ناقلة نفط بمنصّة حقل نوروز النفطي في الخليج العربي، في أثناء الحرب العراقية الإيرانية، عام 1983، ممّا تسبّب في تسرّب ما يقرب من مليوني برميل نفط في مياه الخليج العربي، على مدار سبعة أشهر بعد وقوع الحادث، كما أسفر الحادث عن مقتل 11 شخصًا.

7."أتلانتيك إمبريس"

في شهر يوليو/تمّوز عام 1979، تصادمت ناقلتا النفط "أتلانتيك إمبريس" و"أيجيان كابتن" في البحر الكاريبي، في أثناء عاصفة استوائية، ما تسبّب في اشتعال النيران بهما، وتسرّب النفط منهما، ونتج عن هذا الحادث تسرّب نفطي في البح، قُدِّر بأكثر من مليوني برميل من النفط ، وقد أودى الحادث أيضًا بحياة 26 شخصًا من أفراد طاقم سفينة "أتلانتيك إمبريس"، بسبب وقوع انفجارات بها في وقت لاحق.

8.بئر "Ixtoc 1"

شهد خليج كامبيتشي في خليج المكسيك، في شهر يونيو/حزيران عام 1979، انهيار بئر النفط "Ixtoc 1"، التي تديرها شركة النفط المكسيكية "بيمكس"، وقد نتج عن هذا الحادث تسرّب نفطي في البحر، يُقدّر بثلاثة ملايين و250 ألف برميل، على مدار عشرة أشهر. وقد امتدّ التسرّب النفطي على مساحة بلغت نحو 2849 كيلومترًا مربّعًا، ومن أجل الحدّ من تأثير الحادث على السلاحف البحريّة، جرى نقل آلاف السلاحف البحريّة الصغيرة إلى جزء أنظف في المحيط.

9.التسرّب النفطي في خليج المكسيك

تعدّ هذه الحادثة، التي وقعت في أبريل/نيسان عام 2010، أكبر حادثة تسرّب نفطي في تاريخ صناعة النفط، وقد وقعت بسبب تسرّب غازي، نتج عنه انفجار منصّة "ديب ووتر هوريزون"، التابعة لشركة "بريتش بيتروليوم"، ما أسفر عن مقتل 11 شخصًا يعملون على متن المنصّة، كما تسبّب الحادث في تسرّب نفطي، استمرّ لأكثر من ثلاثة أشهر، وقد قُدِّر حجم التسرّب النفطي في خليج المكسيك الناجم عن هذه الحادثة، بـ 53 ألف برميل يوميًا.

ووفقًا لمركز التنوّع البيولوجي، فقد أسفر الحادث عن مقتل أكثر من 82 ألف طائر، و25 ألف و900 من الثدييّات البحريّة، و6 آلاف من السلاحف البحريّة، وعشرات الآلاف من الأسماك.

10.التسرّب النفطي في حرب الخليج الثانية

وقعت هذه الكارثة بسبب الحرب، إذ قامت القوّات العراقية -عند انسحابها من الكويت، خلال حرب الخليج- عام 1991، بفتح خطوط أنابيب النفط، وصمّامات آبار النفط، وأشعلت النيران بها، لمنع القوّات الأميركية من الهبوط في المنطقة.

وقد بدأت الحرائق بفتح أوّل بئر في شهر يناير/كانون الثاني 1991، واستمرّت حتّى جرى إغلاق البئر الأخيرة، في شهر أبريل/نيسان ذلك العام. وبسبب ذلك، فقد تسرّب ما يُقدَّر بأكثر من خمسة ملايين برميل نفط في الخليج العربي، ما تسبّب في قتل مئات الأسماك والثدييّات البحريّة.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق