مصر تدرس الربط الكهربائي مع إثيوبيا رغم خلافات "سدّ النهضة"

قالت مصادرحكومية رفيعة المستوى، في تصريحات خاصة لـ"الطاقة"، إن وزارة الكهرباء المصرية تتعاون مع إحدى الشركات الاستشارية العالمية، لإجراء دراسة جدوى مشروع للربط الكهربائي مع الدول الإفريقيّة، وتتضمّن "السودان و"جيبوتي" و"إثيوبيا".

وأضافت المصادر، إن الربط الكهربائي بين مصر والسودان، الذى جرى تشغيله في المرحلة الأولى بنحو 70 ميغاواط، قد تصل قدرته إلى 300ميغاواط في الربع الأوّل من العام المقبل، وسيجري توسعة الخطّ، ليصل إلى 3000 ميغاواط، حتّى تُصدَّر الطاقة لإثيوبيا وجيبوتي.

وأوضحت المصادر أن مصر ليس لديها أيّ مشكلة في توفير الكهرباء اللازمة، واحتياجات الطاقة، لدولة إثيوبيا،ولكن تكلفة تنفيذ مشروعات الربط الكهربائي باهظة، وهو ما يستلزم إجراء دراسة متكاملة الأركان من الناحية الفنّية والماليّة والفانونية.

مصر تفتح أذرعها للتعاون

بذلت مصر جهدًا هائلًا، خلال السنوات الستّ الماضية، للتغلّب على أزمات قطاع الكهرباء، ممّا أدّى إلى القضاء نهائيًا على أزمات الانقطاع المتكرّر للتيّار الكهربائي، وقد بلغت القدرات الكهربائية التي أضيفت إلى الشبكة الكهربائية الموحّدة، ما يزيد على 28 ألف ميغاواط، أي ما يقارب 14 ضعف قدرة السدّ العالي، ممّا جعل الكهرباء كافية للوفاء باحتياجات المواطنين، ومتطلّبات التنمية والتصدير إلى الدول الشقيقة، ليبيا والسودان والأردن.

مغالطات تصدرها إثيوبيا للمجتمع الدولي

مصر لا تمانع أبدًا فى نقل خبراتها إلى الأشقّاء الإثيوبيّين، في مجال توليد الكهرباء والطاقة ـ إن هي أرادت - لكن بعيدًا عن المغالطات و خلط الأوراق، وإذا أرادت إثيوبيا تغطية العجز الكهربائي لديها، فهناك طرق كثيرة، بعيدًا عن مياه النيل، كما فعلت مصر، وحتّى توليد الطاقة من خلال سدّ النهضة، فالموقف المصري واضح تمامًا في مساندة إثيوبيا لذلك، ودعم حقّ التنمية بها، لكن دون أن يؤثّر ذلك في حياة المصريّين ووجودهم، كما تريد أن تفعل إثيوبيا.

الكهرباء التي ينتجها السدّ العالى في مصر، لاتتجاوز 7٫3% من إجمالي الطاقة الكهربائية في مصر، وطبقًا للمعلومات التي أكّدها وزير الكهرباء والطاقة المتجدّدة المصري، فإن إجمالي ما تنتجه مصر من الطاقة الكهربائية يبلغ 200٫4 مليار ك.و.س سنويًّا، موزّعة كالآتي: الطاقة الكهرومائية التي تُنتَج من السدّ العالي، هي 14.6 مليار ك.و.س سنويًا، بنسبة 7.3%، والطاقة الحرارية التي تُنتَج من المحطّات التي تعمل بالوقود أو الغاز الطبيعي، تبلغ 179.4 مليار ك، و.س سنويًا، بنسبة 89٫5%.

وكذلك طاقة الرياح تبلغ 3٫5 مليار ك.و.س سنويًا، بنسبة 1٫7%، والطاقة الشمسية وتبلغ 2.9 مليار ك.و.س سنويًا، بنسبة 1.5%.

استئناف المفاوضات بشأن سدّ النهضة

عادت كلّ من مصر وإثيوبيا والسودان، الجمعة، إلى طاولة المفاوضات بشأن ملفّ سدّ النهضة، حسب ما أعلنته وزارة الريّ والموارد المائيّة السودانية، واختتمت جولة في 17 يونيو/حزيران، دون التوصّل إلى اتّفاق، ما دفع جنوب إفريقيا -التي تتولّى رئاسة الدورة الحاليّة للاتّحاد الإفريقي- إلى التدخّل بصفة وسيط حيادي، لحلّ الأزمة.

وقال المهندس محمد السباعي -المتحدّث باسم وزارة الريّ المصرية- لـ"الطاقة"، إنّه جرى الاتّفاق على الاجتماع بشكل يومي، للوصول إلى اتّفاق، وهناك نقاط خلاف جوهرية تتحدّث عنها مصر، مازالت قائمة حتّى اللحظة، وهي طريقة ملء السدّ وقت الجفاف.

وذكر أن الاجتماعات تشهد حضور أعضاء مكتب الاتّحاد الإفريقي، وممثّلي مفوّضية الاتّحاد الإفريقي، فضلًا عن وجود وفد قانوني ومراقبين.

محاولات للوصول إلى اتّفاق

واتّفقت إثيوبيا ومصر والسودان، خلال قمّة إفريقيّة مصغّرة، عُقدت عبر الفيديو، قبل أسبوع على تأجيل البدء بملء خزّان سدّ النهضة الكهرومائي، الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق.

وعُقدت القمّة بدعوة من رئيس جنوب إفريقيا، سيريل راموفوزا، وشارك فيها كلّ من الرئيس المصري، عبد الفتّاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، ورئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، والرئيس الكيني، أوهورو كينياتا، ورئيس الكونغو الديمقراطية، فيليكس تشيسيكيدي، ورئيس مالي، إبراهيم أبو بكر كيتا، ورئيس مفوّضية الاتّحاد الإفريقي، موسى فكي.

واختتمت جولة في 17 حزيران/يونيو، دون التوصّل إلى اتّفاق، ما دفع الاتّحاد الإفريقي إلى التدخّل. وسدّ النهضة -الذي بدأت أديس أبابا ببنائه في 2011- سيصبح عند إنجازه أكبر سدّ كهرومائي في إفريقيا، لكن أثار هذا المشروع الحيوي لإثيوبيا خلافات حادّة مع كلّ من السودان ومصر، اللتين تتقاسمان معها مياه النيل.

وعلى الرغم من أن الدول الثلاث دخلت في مفاوضات حول هذا السدّ، إلّا أنّها لم تتمكّن -حتّى اليوم- من التوصّل لاتّفاق، ولا سيّما على قواعد ملء خزّان السدّ وتشغيله.

ووسط عزم إثيوبيا البدء بملء السدّ، أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي، بداية الأسبوع، عن دعمهم للجهود التي يبذلها الاتّحاد الإفريقي لحلّ الأزمة.

 

مجلس الأمن الدولي.. الفرصة الأخيرة لنزع فتيل خلاف سدّ النهضة

ماذا حدث في اجتماع مجلس الأمن بشأن “سدّ النهضة”؟..إثيوبيا تواصل العناد