توقّعات بإلغاء 25 شحنة غاز أميركي مسال تسليم يونيو
بعد تراجع الأسعار الفورية في أوروبا وآسيا لأدنى مستوياتها
- 14 شركة أوروبية وآسيوية تعلن موقفها برفض تسلم الشحنات
- عقود شركة تشينيير إنرجي تسمح بإلغاء استلام الشحنات مع دفع رسوم التسييل
توقّعت وكالة آرغوس ميديا -وهي مؤسّسة ماليّة مستقلّة معنيّة بأسعار الطاقة الدولية- إلغاء ما يصل إلى 25 شحنة غاز طبيعي مسال تحميل يونيو / حزيران من مرافق التسييل الأميركية، حيث انخفضت الأسعار الفورية في أوروبا وشمال شرق آسيا إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق.
دفع تراجع الأسعار وهوامش الأرباح، فضلًا عن الخصومات التي يقدّمها محور هنري- وهو مركز توزيع لأنابيب الغاز في ولاية لويزيانا- شركات متعاقدة على الغاز الأميركي إلى إلغاء استلام الشحنات، ما قد يؤدّي إلى تقليص الإمدادات في أوروبّا، ودعم أسعار عمليات التسليم إلى المنطقة وشمال شرق آسيا.
وقالت آرغوس ميديا، إنه من المرجّح أن تلغي نحو 10 شركات آسيوية وأوروبّية تحميل 16 شحنة من محطّة سابين باس للغاز الطبيعي المسال، التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 25 مليون طنّ سنويًا، والتابعة لشركة تشينيير إنرجي في لويزيانا، ومحطّة كوربوس كريستي في تكساس، والتي تبلغ طاقتها 10 مليون طنّ سنويًا.
ونقلت الوكالة عن خبراء قولهم، إن أربع شركات أخرى ستلغي -على الأرجح- تسلّم خمس شحنات من شركة فريبورت لتصدير الغاز الطبيعي المسال في تكساس، والتي تبلغ طاقتها 10 ملايين طنّ سنويًا.
التسليم على متن السفينة
كان لدى عملاء التسليم على متن السفينة مهلة حتّى 20 أبريل / نيسان، لإخطار شركة تشينيير إنرجي بموقفهم من الشحنات، وإذا ما كانوا قد قرّروا عدم تحميل الكمّيات المتعاقد عليها لشهر يونيو / حزيران. وأكّدت الشركات الـ 14- بينها أربع شركات من آسيا، لاسيّما من إندونيسيا واليابان وسنغافورة – موقفها برفض تسلّم الشحنات.
ويُقصد بمصطلح البيع بشرط التسليم على متن السفينة أن السلعة توضع بمعرفة البائع على ظهر السفينة الناقلة لها في ميناء الشحن المحدّد في عقد البيع، وتنتقل مخاطر هلاك أو تلف البضاعة إلى المشتري من اللحظة التي تعبر فيها السلع حاجز السفينة الناقلة.
وقال أحد المتعاقدين على شحنات الغاز مع تشينيير إنرجي: "أبلغنا الشركة بقرارنا إلغاء تحميلات يونيو قبل الموعد النهائي في 20 أبريل.. وما دام هناك شرط إلغاء في العقد، فيجب أن تجري الموافقة تلقائيًا على طلب أيّ شركة إلغاء الشحنات".
تمنح العقود مع تشينيير -بشكل عامّ- المشترين خيار عدم رفع الشحنات، لكنّهم مطالبون بإخطار الشركة المصدّرة قبل 45-60 يومًا من تاريخ التسليم، ودفع رسوم التسييل.
فروق أسعار الغاز البسيطة بين محاور الغاز الأوروبّية ومنطقة شمال شرق آسيا للغاز الطبيعي المسال في الأسابيع الأخيرة، وسط انخفاض في الأسعار، انعكس سلبًا على نظام المراجحة المربحة بين الأحواض، وهذا يعني أن شحن الشحنات الأطلسية إلى أوروبّا سيكون -نسبيًا- أكثر جدوى اقتصادية (ربحية) من شمال شرق آسيا.
والمراجحة أو التحكيم هو مصطلح اقتصادي مبني على نظرية توازنية، تحكم العلاقة بين عوائد الأوراق المالية والمتغيّرات المؤثّرة على العائد.
يقلّل إلغاء الشحنات الأميركية من ضغوط الإمداد المحتملة على أوروبّا، وهي السوق التي كان من المحتمل أن يرسل البائعون والتجّار الشحنات إليها لو لم يجرِ إلغاؤها. ومن ثمّ يقدّم انخفاض الواردات بعض الدعم لأسعار الغاز الأوروبّية، مع تأثير كبير على الأسعار الفورية لشمال شرق آسيا.
محور الغاز الأوروبّي
عادةً ما يعتمد التجّار في السوق على أسعار محور الغاز الأوروبّي بصفته قاعدة للأسعار الفورية في شمال شرق آسيا، بالرغم من أن الفروق بين الأحواض ضاقت في الأسابيع الأخيرة.
تعرّضت أسعار محور الغاز الأوروبّي لضغوط شديدة الشهر الماضي، وانخفضت إلى مستويات قياسية، متأثّرة بتراجع الطلب على الغاز، بسبب تفشّي فيروس كورونا المستجدّ، الذي شلّ النشاط الاقتصادي في مختلف أرجاء العالم. فقد بلغت الإثنين أسعار عقود تحميل شهر يونيو / حزيران لشركة (إن بي بي) البريطانية 1.758 دولارًا لكلّ مليون وحدة بريطانيّة، مقابل1.994 دولارًا لعقود شركة (تي تي إف) الهولندية، وبالتالي يتراوح الخصم على مؤشّر آرغوس لتقييم أسعار التسليم الفوري إلى شمال شرق آسيا في يوليو / تمّوز بين 19.6 سنتًا و43.2 سنتًا لكلّ مليون وحدة بريطانيّة، وهو غير كافٍ لتغطية الفرق في تكاليف الشحن بين سوقي التسليم. ويقول خبراء، إن الفرق المناسب لا يجب أن يقلّ عن 0.90 دولارًا لكلّ مليون وحدة حرارية بريطانية.
وكان نظام المراجحة مفتوحًا آخر مرّة في منتصف مارس / آذار، ما أدّى إلى تسليم فورى لشحنة واحدة -على الأقلّ- من الولايات المتّحدة إلى الصين في أبريل / نيسان، في أعقاب إلغاء الصين الرسوم الجمركية على الغاز الأميركي المسال.
ومن المتوقّع أن تحصل الصين على نحو خمس شحنات من الغاز الأميركي المسال هذا الشهر. وبلغت عقود (إن بي بي) و(تي تي إف) لشهر أبريل خصمًا قدره 93 و 89 سنتًا لكلّ مليون وحدة حرارية بريطانية، على التوالي، عن مؤشّر أسعار آرغوس في 17 مارس / آذار، وهو ما يكفي لتحفيز تدفّق الشحنات الأميركية إلى شمال شرق آسيا.
أدنى مستوى أسعار
بيد أن أسعار تسليم الغاز الطبيعي المسال إلى آسيا انهارت وتراجعت إلى مستويات جديدة يوميًا، منذ الأسبوع الماضي. وأضاف تفشّي كورونا مزيدًا من الضغوط على الإمدادات العالمية التي تشهد وفرة كبيرة بالفعل، حيث طلب المشترون من اليابان والهند وكوريا الجنوبية تأجيل عمليات التسليم وسط ضعف الطلب.
بلغ سعر آرغوس لشمال شرق آسيا ،الإثنين، أدنى مستوى له على الإطلاق، عند 1.810 و 1.925 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية للنصف الأوّل والثاني من يونيو / حزيران، بعد أن فقد 27.5-28.5 سنتًا/ مليون وحدة حرارية بريطانيّة، أو 10-15 % منذ بداية الأسبوع الماضي. وكانت أسعار النصف الأوّل من يونيو / حزيران قد قُدّرت في 16 مارس / آذار بنحو 3.505 دولار/ مليون وحدة حرارية بريطانيّة، بينما بلغت أسعار النصف الثاني من يونيو / حزيران في 1 أبريل / نيسان 2.345 دولارًا / مليون وحدة حرارية بريطانيّة.