أسعار النفط تواصل التراجع المؤلم
واصلت أسعار النفط تراجعها المؤلم في أسواق الطاقة، التي ألحق بها وباء كوفيد-19 ضررًا كبيرًا.
وفي غياب شبه كامل للطلب، بسبب إجراءات الإغلاق، وارتفاع الإنتاج، على الرغم من تخمة المخزونات، تراجع سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط تسليم أيّار / مايو إلى -40 في جلسة الإثنين.
وانتقل الاهتمام إلى عقود حزيران / يونيو، التي بدأت الأربعاء بشكل جيّد، بعد أنباء تفيد أن الدول المنتجة الكبرى أجرت محادثات، لكنه سجّل تراجعًا كبيرًا بعد ذلك.
فقد خسر سعر برميل برنت نفط بحر الشمال في أسواق آسيا الأربعاء أكثر من 12% من قيمته، وتراجع سعره إلى أقلّ من 17 دولارًا للبرميل، بينما فقدَ النفط الأميركي كلّ المكاسب التي حقّقها -تقريبًا- ليبلغ سعره 11 دولارًا، مع توقّف النشاط الاقتصادي في العالم.
وانخفض سعر برميل برنت الأوروبي المرجعي 12,13% ليبلغ 16,98 دولارًا في التعاملات الآسيوية، مواصلًا بذلك الخسائر الفادحة التي تكبّدها الثلاثاء.
أمّا سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط المرجعي تسليم حزيران / يونيو، الذي ارتفع سعره نحو 20% عند بدء الجلسة، فقد انخفض نحو 5% وبلغ 11 دولارًا بعد ظهر اليوم الأربعاء.
وكانت أسعار النفط الأميركي انهارت في مطلع الأسبوع إلى مستوى غير مسبوق، ناهز 40 دولارًا تحت الصفر للبرميل، بسبب تراجع الطلب، وتخمة المخزونات الناجمَين عن تفشّي وباء كوفيد-19. وأدّى التباطؤ في اقتصادات العالم بسبب الوباء إلى فائض في النفط، أجبر وسطاء الخام على دفع أموال للتخلّص من البراميل التي تعهّدوا بشرائها.
وقال محلّلون، إن ارتفاع الأسعار في بداية الجلسة نجم عن أنباء تفيد بأن الدول الأعضاء في منظّمة البلدان المصدّرة للنفط (أوبك) وعددًا من حلفائها في مجموعة "أوبك+"، أجرت مؤتمرًا هاتفيًا، الثلاثاء. لكن الأسواق عادت إلى الواقع بسرعة.
وكان سعر خام غرب تكساس الوسيط تسليم شهر أيّار / مايو قد انهار يوم الإثنين، للمرّة الأولى في التاريخ، إلى ما دون الصفر، (-40،32 دولارًا للبرميل)، بعدما اضطرّ البائعون لأن يدفعوا للمشترين ليتسلّموا النفط الخام منهم، في ظلّ امتلاء منشآت التخزين عن آخرها، ولأن مهلة إبرام عقود أيّار / مايو انقضت الثلاثاء، ممّا أجبر المتعاملين على البحث عن مشترين، قبل انقضاء هذه المهلة.
وأتى هذا التدهور غير المسبوق نتيجة لتداعيات فيروس كورونا المستجدّ، الذي دمّر الاقتصاد العالمي، عبر إجبار مليارات الأشخاص على ملازمة منازلهم لوقف التفشّي، وجراء حرب أسعار بين روسيا والسعودية. وأدّت حرب الأسعار إلى تخمة في المخزونات الأميركية، وهو ما أثّر سلبًا على منتجي النفط الصخري في الولايات المتّحدة.
والثلاثاء، أعلنت منظّمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك)، أنّ العديد من دولها الأعضاء، إضافة إلى دول أخرى منتجة لا تنتمي إلى المنظّمة، ناقشت عبر الفيديو "الوضع الصادم" لسوق الخام، الذي تجلّى في تدهور تاريخي للأسعار على خلفية وباء كوفيد-19.