يوم تولّي دونالد ترمب منصب رئيس للولايات المتّحدة الأميركية، في 20 يناير / كانون الثاني عام 2017، كان مؤشّر داو جونز الصناعي في طريقه للارتفاع متجاوزًا 20050 نقطة للمرّة الأولى منذ عام 1990. وبخسارته مجدّدًا خلال تعاملات الأربعاء 9.94 بالمئة من قيمته، عاد المؤشّر البارز إلى حيث بدأ مع ترمب، الذي تباهى طوال فترة حكمه بالمستويات التاريخية التي بلغتها مؤشّرات الأسواق، في دليل على نجاعة سياساته الاقتصادية.
وفي الساعة 1850 بتوقيت غرينتش، كان المؤشّر داو جونز يترنّح عند 19235.94 نقطة فقط، بعد أن فقد ألفي نقطة مجدّدًا في أسبوع شديد التعثّر، في ظلّ سيطرة الهلع على الأسواق العالمية الكبرى وارتفاع مؤشّر التذبذب أو "مؤشّر الخوف" إلى أحد أعلى مستوياته التاريخية عند مستوى 84.83 نقطة، أي ما يقلّ قليلًا عمّا شهده في يوم 20 أكتوبر / تشرين الأول عام 2008، في ذروة الهلع العالمي من الأزمة المالية.
شركات الطاقة الأميركية كانت بين أكثر المتضرّرين في مواجهة الذعر والصدمات، ويكفي النظر إلى سهم شركة عملاقة على غرار "إكسون موبيل" لقياس مدى الكارثة. السهم الذي كسر مستوى 83.49 دولارًا يوم 23 أبريل / نيسان الماضي في بورصة نيويورك، محقّقًا قمّة سنوية، جرى تداوله عصر الأربعاء بسعر 31.23 دولارًا فقط، بخسارة تتجاوز 53% على أساس سنوي، وسعر لم يُهبط إليه على الإطلاق منذ نهاية يناير / كانون الثاني عام 1998، حين جرى تداوله عند 29.66 دولارًا للسهم، أي تحت مستوى 30 دولارًا -للمرّة الأخيرة- في تاريخه.
وعلى غرار "إكسون موبيل"، سارت شركات كبرى أخرى، مثل "شيفرون" التي خسر سهمها 52.9 بالمئة على أساس سنوي، و"شل" -67.1%، و"توتال" -59%، و"بي بي" -57.8%، وغيرها.
هذا حال شركات النفط العالمية العملاقة متعدّدة الأنشطة، أمّا فيما يخصّ الشركات الأميركية المتخصّصة في النفط الصخري، فيمكن القياس على شركة كبرى في هذا المجال، وهي "هيس كورب"، التي هوى سهمها إلى 26.06 دولارًا يوم الأربعاء أيضًا، من مستوى قياسي مرتفع في 52 أسبوعًا بلغ 74.11 دولارًا، أي بخسارة أكثر من 57 بالمئة من قيمته الاسمية... ليس هذا فقط، بل إن سهم الشركة -التي تأسّست في نهاية الستينات من القرن الماضي- لم ينحدر إلى هذا المستوى منذ النصف الثاني لعام 2004.
وعلى مسار "هيس"، مضى أقرانها، مثل "بايونيير" بخسارة اسمية سنوية 65.1%، و"دايموند باك" -83%، و"كونتيننتال" 77.9%، و"أوكسيدنتال" 75.7%، وغيرها.