فيروس كورونا يهدّد زخم السيّارات الكهربائية
خاص - الطاقة
- مبيعات EV BYD انخفضت 79.5 بالمئة على مدى عام، وانخفضت مبيعات شركة BAIC BluePark، الوحدة الكهربائية التابعة لمجموعة BAIC المملوكة للدولة، بنسبة 65.1 بالمئة مقارنةً بالعام الماضي، وانخفضت مبيعات الشهر الماضي من قبل شركة JAC الشريكة لشركة فولكس فاجن في EV بنسبة 63.4 بالمئة.
-
تسعى حكومة بكّين لاستعادة نشاطها الصناعي الذى هوَى بنسبة كبيرة، خلال الشهرين الماضيين، لدرجة أن مبيعات السيّارات هبطت حوالى79.1 بالمئة بنهاية فبراير/ شباط، في أكبر تراجع شهري في تاريخها، مع انخفاض الطلب بسبب تفشّي فيروس كورونا.
توفّي أكثر من 3 آلاف شخص بسبب فيروس كورونا، وكان أثره غير متوقّع على التكنولوجيات الناشئة ذات سلاسل الإمداد العالمية. وهذا يشمل السيّارات الكهربائية، وانخفضت مبيعات السيّارات في الصين، أكبر سوق للسيارات في العالم، في فبراير/ شباط، ووفقًا للبيانات الأوّلية الصادرة عن رابطة سيّارات الركّاب الصينية، انخفضت مبيعات سيارات الركّاب بالتجزئة، بنسبة 80 بالمئة.
وفقًا لوكالة رويترز، فإن مبيعات EV BYD انخفضت 79.5 بالمئة على مدى عام، وانخفضت مبيعات شركة BAIC BluePark، الوحدة الكهربائية التابعة لمجموعة BAIC المملوكة للدولة، بنسبة 65.1 بالمئة مقارنةً بالعام الماضي. وانخفضت مبيعات الشهر الماضي من قبل شركة JAC الشريكة لشركة فولكس فاجن في EV بنسبة 63.4 بالمئة.
كما أجبر الوباء على إغلاق مؤقّت لمصنع ومخازن تسلا الجديد للسيّارات في شنغهاي في جميع أنحاء الصين.
وتزامن انتشار الفيروس مع موسم العرض التلقائي لربيع 2020، حيث كان سيتم دعم الجيل القادم من المركبات الكهربائية. تحدّت فيات المخاوف لعرض 500e جديدة الأسبوع الماضي في ميلانو ، فقط قبل أن تعلن البلاد بأكملها حالة الطوارئ الوطنية. ولكن شركات صناعة السيارات الأخرى تحوّلت إلى العروض التقديمية عبر الإنترنت.
إلغاء الفعاليات للإعلان عن السيّارات الجديدة
ألغيت معظم الفعاليات، وأعلنت جنرال موتورز إلغاء الكشف عن كاديلاك Lyriq الكهربائية بالكامل، والذي كان مقرّرًا الشهر المقبل.
وكتب متحدّث باسم جنرال موتورز في رسالة بالبريد الإلكتروني: وفقاً لما اتّخذته الشركة من حذر.. لقد اتّخذنا قرارًا صعبًا لإلغاء الكشف عن كاديلاك Lryiq المقرّر لها الشهر المقبل.
ويزيد تأثير فيروس كورونا من المشكلات التي خلقتها تعريفات إدارة ترامب على السلع الصينية، بما في ذلك فرض رسوم جمركية بنسبة 25 بالمئة على الدرّاجات الإلكترونية والدرّاجات النارية الإلكترونية والدراجات البخارية الإلكترونية وألواح التزلّج الإلكترونية، وأدّى الضغط في الأسبوع الماضي إلى تسريح معظم موظّفي الشركات الرائدة في مجال ألواح التزلّج الكهربائية.
رفع أسعار البطاريات
ويمكن الشعور بالتأثير الأكثر أهمّية في سلسلة التوريد EV، العديد من شركات صناعة السيارات تكافح بالفعل مع إمدادات بطاريات السيّارات الكهربائية.
الصين هي الشركة الرائدة عالميًا في تكرير الكوبالت، وهو حاليًا عنصر أساس في بطاريات EV. ويمكن أن يؤثّر الأثر المستدام على مرافق تجهيز الكوبالت في تكاليف المركبات الكهربائية، والجزء الأكبر من الليثيوم في العالم يأتي من الصين. أدّت الآثار الناجمة عن فيروس كورونا منتج الليثيوم الصيني غانفنغ الليثيوم، الذي يزوّد تسلا وفولكس فاجن، إلى رفع الأسعار .
الشركات تتّجه لتصنيع أقنعة الوجه ومطهّرات للوقاية من "كورونا"
أعلنت شركة BYD الصينية للسيّارات الكهربائية أن إنتاجها من أقنعة الوجه اللازمة للوقاية من فيروس كورونا ارتفع -منذ نهاية يناير الماضي وحتّى الآن- إلى أكثر من خمسة ملايين قناع يوميًّا، لتصبح أكبر منتِج فى العالم، علاوة على إنتاج 300 ألف زجاجة مطهّر لتعقيم الأيدي.
ذكرت وكالة رويترز: إن “BYD” التي تتّخذ من مدينة شينزين الصينية مقرًّا لها، ويدعمها الملياردير الأمريكى وارين بافيت المشهور باستثماراته العالمية، بدأت منذ ظهور وباء كورونا تخصِّص خطى إنتاج لأقنعة الوجه والمطهّرات للوقاية من فيروس كورونا.
أكدت “BYD” التي تنتج أيضًا بطاريات للسيّارات الكهربائية، أنها ستعطي أقنعة ومطهّرات لعمّالها، لضمان عودة إنتاجها من السيّارات إلى معدّله الطبيعي، وستمنح أقنعة ومطهّرات لبقيّة العاملين في المصانع والشركات المختلفة والمستشفيات ووسائل النقل العامّ بمدينة ووهان موطن الوباء وعاصمة إقليم هوبي.
وقال نائب وزير الصناعة الصيني، شين جوبين: إن هناك شركات سيّارات خصَّصت بعض خطوط إنتاجها لتصنيع أقنعة وأدوات طبّية، ومنها تحالف “SAIC” الصينية مع “جنرال موتورز” الأمريكية فى مدينة جوانجشي، التي تنتج حوالى مليونى قناع يوميًّا، لكن إنتاجها من السيّارات ومكوّناتها عاد إلى معدّله المعتاد قبل ظهور الوباء.
تراجع متوقّع أيضاً حال احتواء تفشّي "كورونا"
وتسعى حكومة بكّين لاستعادة نشاطها الصناعي الذي هوَى بنسبة كبيرة، خلال الشهرين الماضيين، لدرجة أن مبيعات السيّارات هبطت حوالى79.1 بالمئة بنهاية فبراير/ شباط، في أكبر تراجع شهري في تاريخها، مع انخفاض الطلب بسبب تفشّي فيروس كورونا.
وهبط إجمالى مبيعات المركبات فى الصين -أكبر سوق للسيّارات في العالم- إلى 310 آلاف وحدة فقط، فى فبراير/ شباط، متراجعة للشهر العشرين على التوالي، بينما انخفضت مبيعات السيّارات التي تعمل بالطاقة المتجدّدة للشهر الثامن على التوالي، مع توقّعات تشير إلى هبوطها بأكثر من %10 فى النصف الأول من 2020، وحوالي %5 طوال العام، إذا تمّ احتواء تفشّي الفيروس بشكل فعّال قبل أبريل المقبل.
مصر توقف خطّتها لإنتاج السيّارات الكهربائية
قال وزير قطاع الأعمال المصري، هشام توفيق: إن إستراتيجية الوزارة الخاصّة بإنتاج السيّارات الكهربائية ومحطّات الشحن الكهربائي، متوقّفة حالياً، وعُلِّقت بسبب تفشّي فيروس كورونا.
وأضاف: إن الوزارة كانت قد اختارت شركة صينية من ووهان، للاتّفاق معها على التعاون بشأن إنتاج السيّارات الكهربائية في مصر، مشيراً إلى أن ظهور فيروس كورونا أثّر على التقدّم بشأن هذا الملفّ.
تهديد وقلق لأهداف السيّارات الكهربائية في الصين
قبل أشهر، كان رئيس شركة Xpeng الصينية الناشئة للسيارات الكهربائية يشعر بالقلق إزاء التقدّم الذي أحرزته الصين في التحوّل عن السيارات التي تعمل بحرق الوقود.
وقال هي شياو بنغ، رئيس مجلس إدارة إكسبنغ: إن تسلا أعطت دفعة لحماسة المستهلكين الصينيين للسيارات الكهربائية مع إطلاق الإنتاج في شنغهاي، كما أن التراجع عن الدعم الحكومي قد أضعف المنافسة من خلال طرد بعض اللاعبين الأضعف.
وفي مقرّه الرئيس في قوانغتشو، قال لصحيفة فاينانشال تايمز: إن عام 2021 سيكون "نقطة تحوّل" للمركبات التي تعمل بالبطاريات التي تسير في الاتّجاه السائد.
ولكن تفشّي فيروس كورونا قد أبقى هذا الجدول الزمني موضع تساؤل. وقال: إنه لا يزال "متفائلًا بحذر"، ولكن المحلّلين حذّروا من أن الجهود التي تبذلها الصين لتخفيف التداعيات الاقتصادية لوباء كوفيد-19 يمكن أن تفيد محرّكات البنزين التقليدية على الكهرباء.
إن تعزيز الشركات المتطوّرة المحلّية على السير على خطى تسلا أمر أساس لإستراتيجية بكّين الطموحة المتمثّلة في قيادة عملية انتقال عالمية من محرّكات الاحتراق إلى السيّارات التي تعمل بالبطاريات.
وقد أدّى نموّ المبيعات المزدهر والإعانات السخّية للمشترين في السنوات الأخيرة إلى تدفّق رؤوس الأموال إلى الشركات الناشئة بما في ذلك Xpeng المدعومة من علي بابا.
ولكن تأثير الفيروس التاجي جعل المستقبل بالنسبة للعديد منهم أكثر غموضًا، وخاصّة مع انخفاض أسعار النفط، ممّا يجعل التحوّل إلى السيّارات الكهربائية أقلّ جاذبية للمشترين الصينيين الحسّاسين للأسعار.
تبدّد الآمال والبحث عن حلول للخروج من المأزق
تبدّدت الآمال فى حدوث انتعاش في أكبر سوق للسيّارات في العالم هذا العام، حيث توقّعت مجموعات صناعية رائدة أن فيروس كورونا حبس الصين للسنة الثالثة من انخفاض المبيعات.
ولا يزال دعم السياسات من الحكومة المركزية أساسًا لبقاء العديد من صانعي المركبات الكهربائية، ويعتقد بعض المحلّلين أن الحكومات المحلّية ستختار إلقاء ثقلها المالي وراء سوق السيّارات التقليدية التي تحرق الوقود، متأثّرةً بحجمها الهائل.
وقد قدّمت ثلاث مدن فى مقاطعة قوانغدونغ الجنوبية، حتّى الآن، حوافز إضافية، مثل الإعانات للمشترين، ولكن قوانغتشو فقط -حيث يوجد مقرّ اكسبنغ- دعمت صراحة مبيعات السيارات الكهربائية.
وبالنسبة للشركات الصينية الناشئة -بما في ذلك نيو وإكسبنغ ودبليو إم موتور-، فإن انخفاض المنافسة هو البطانة الفضية المحتملة لتوطيد الصناعة التي أثارها سحب الدعم الحكومي.
"التمويل أصبح أكثر صعوبة على المستثمرين" كما قال روبرت ميتشل، كبير مسؤولي الإستراتيجية في دبليو إم WM Motor.
وكانت "دبليو إم"، التي تُعدّ "بايدو" من بين داعميها، قد أكّدت الأسبوع الماضي، أنها ألغت المكافآت السنوية للعمّال وأرجأت حتى يونيو / حزيران دفع راتب شهر إضافي كان يُدفع عادة حول العام القمري الجديد، بعد فشلها في تحقيق أهداف عام 2019.
ولكن حتّى مع فتح 80 بالمئة من الوكلاء والمصنع الرئيس للشركة في ونتشو -وهي مدينة في مقاطعة تشجيانغ، تأثّرت بشدة بتفشّي الفيروس التاجي- لم يبدأ تسارع المبيعات إلّا مؤخّرًا.