مباحثات مصرية أميركية في قطاع الطاقة
واشنطن تبدي استعدادها لدعم صناعة الغاز في القاهرة
خاص: الطاقة
عقد وزير البترول المصري طارق الملّا ونظيره الأميركي دان برويليت، مباحثات ثنائية، اليوم السبت، تضمّنت العلاقات بين البلدين في قطاع البترول والغاز على المستوى الإستراتيجي بين الحكومتين، وكذلك استثمارات الشركات الأميركية في مصر ضمن هذا القطاع.
وقالت وزارة البترول المصرية في بيان صحفي حصل موقع "الطاقة" على نسخة منه: إنه "جرى استعراض آخر مستجدّات منتدى غاز شرق المتوسّط، ودوره المحوري في استثمار ثروات الغاز شرق المتوسّط بالتعاون مع الشركات العالمية، واتُّفِق على استكمال جلسات الحوار الإستراتيجي في مجال الطاقة بين الجانبين، والتي بدأت فى القاهرة سبتمبر / أيلول الماضي، بما يدعم زيادة التعاون بين البلدين في مجال البترول والغاز .
جاء هذا على هامش مشاركة الملّا في فعاليات المائدة المستديرة لقادة الأعمال بشأن منتدى غاز شرق المتوسّط، والتي نظّمتها الغرفة الأميركية للتجارة، بمشاركة رفيعة المستوى ضمّت دان برويليت وزير الطاقة الأميركي وفرانسيس فانون مساعد وزير الخارجية الأميركي لموارد الطاقة ويوفال شتاينتس وزير الطاقة الإسرائيلي وستليوس هيموناس السكرتير الدائم لوزارة الطاقة القبرصية وأرماندو فاريتشيو السفير الإيطالي في الولايات المتحدة وأسامة مبارز رئيس اللجنة الاستشارية لصناعة الغاز بالمنتدى، وكوش تشوكسي نائب رئيس الغرفة الأميركية للتجارة لشؤون الشرق الأوسط، وبحضور مسؤولي وقيادات الغرفة الأميركية للتجارة بواشنطن.
وأكّد وزير الطاقة الأميركي دان برويليت، أن الولايات المتحدة تدعم منتدى غاز شرق المتوسّط، وأنها تفخر بكونها مرشّحة للانضمام إليه بصفة مراقب، مبيّنًا أن المنتدى يحقّق أمن الطاقة وتوفير الغاز الطبيعي بتكلفة مناسبة، فضلًا عن دفع مسارات السلام والازدهار والتنمية في المنطقة.
وأشاد الوزير الأميركي بما شهده "قطاع الطاقة في مصر من ازدهار خلال سنوات قليلة بالتزامن مع مايشهده الاقتصاد المصري عمومًا من تقدّم ملموس بفضل الإصلاحات التنظيمية الناجحة والسياسات السليمة التي اتّبعتها إدارة الرئيس عبدالفتاح السيسي"، وفقًا للبيان.
وأعرب الوزير الأميركي عن تطلّع الولايات المتحدة لتعزيز التعاون الفني والتكنولوجي مع مصر بمجال الطاقة، في ضوء إطلاق أول حوار إستراتيجي في مجال الطاقة العام الماضي، مؤكّدًا "استعدادها لدعم صناعة الطاقة في مصر ونقل الخبرات الفنيّة والتكنولوجية، وذلك بالتعاون مع وزارتي البترول والكهرباء في مصر، ومن خلال المركزين الوطنّيين لتكنولوجيا الطاقة والطاقة المتجدّدة في الولايات المتحدة".
يأتي هذا بعد الاكتشافات الضخمة في قطاع الغاز المصري، حيث أثار اكتشاف شركة إيني الإيطالية في عام 2015، حقل ظُهر العملاق، الذي يعدّ الأضخم في البحر المتوسّط، وتُقدّر احتياطياته بنحو 30 تريليون قدم مكعّبة من الغاز، الاهتمام بالتنقيب في مصر، خاصة مع إبرام البلد اتّفاقات لترسيم الحدود البحرية مع عدّة دول في المنطقة.
واستعرض وزير البترول المصري طارق الملا، خلال جلسة العمل الأولى بالمائدة المستديرة، التطورات الأخيرة للتعاون الإقليمي في مجال الغاز الطبيعي، وإسهام منتدى غاز شرق المتوسّط، الذي أُسِّس بمثابة منظّمة دوليّة مقرّها القاهرة، في تعزيز العلاقات الاقتصادية والروابط التجارية في مجال الغاز الطبيعي بين دول المنطقة، واستثمار الثروات الطبيعية ومواد الغاز لصالح شعوب المنطقة.
وأشار الملّا إلى أهمّية الخطوة التي جرت بتوقيع دول المنتدى بالأحرف الأولى على الميثاق الخاص بإنشاء المنتدى كمنظمة دولية، وهو ما يؤكّد أن المنتدى يمضي بخطوات ثابتة على الطريق الصحيح ليكون من المنظّمات الدولية الفاعلة في مجال صناعة الطاقة، خاصة أن منطقة شرق المتوسط أصبحت محلّ أنظار العالم بعد الاكتشافات الضخمة للغاز الطبيعي في دولها، وأن الدول بدأت فعلياً تحت مظلة هذا المنتدى، في العمل على الاستفادة بما لديها من فرص متميزة لتحقيق المنافع المشتركة واستثمار موارد الغاز والبنى التحتية لصالح رخاء ورفاهية الشعوب، موضحًا أن المنتدى يمثّل نموذجًا ناجحًا للاستفادة من الطاقة في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وناقش المشاركون، خلال الاجتماع، دور اللجنة الاستشارية لصناعة الغاز التي أُنشئت لتكون منصّة حوار دائم داخل المنتدى، كيفيّة التعاون من خلالها بين الكيانات التنفيذية والحكومية من جهة والقطاع الخاص والشركات والمستثمرين من جهة أخرى، بما يسهم في تحقيق أهداف المنتدى بشكل فعّال.
واستعرض الملّا العوامل التي مكّنت مصر من إحداث تحوّل إيجابي في قطاع البترول والغاز، والتي أدّت إلى تحوّلها من دولة مستوردة للغاز المسال إلى دولة مكتفية ذاتيًا ومصدّرة له، مؤكدًا أن مصر عملت في هذا الإطار على تذليل التحدّيات وتهيئة المناخ الاستثماري أمام الشركات العالمية من خلال إيجاد حلول لمشكلة تراكم مستحقّات الشركاء الأجانب والالتزام بسدادها، وكذلك مراجعة النماذج الاستثمارية لتحقيق التوازن وتعزيز الجاذبية الاستثمارية، مما أسهم في الإسراع بمشروعات تنمية وإنتاج الغاز الطبيعي، وتحقيق اكتشافات ضخمة مثل حقل ظهر.
ولدى مصر مستودعات وقود للسفن بمحاذاة قناة السويس، وتوسّع طاقتها التكريرية. كما أن لديها شبكة أنابيب واسعة ومحطتان لتسييل الغاز جاهزتان لتصدير الغاز، وذلك في ضوء إستراتيجية مصر للتحوّل لمركز إقليمي لتجارة وتداول الطاقة.
تمام