شركة النفط النيجيرية تطوي صفحة الخسائر وتحقق أرباحًا مفاجئة في 2020
أرباحها صعدت إلى 698 مليون دولار
نوار صبح
- مصافي التكرير الحكومية لم تعالج برميلًا واحدًا من النفط الخام خلال العام الماضي
- الشركة أبلغت عن خسائر تُقدَّر بـ1.76 مليار نايرا لعام 2019
- إيرادات شركة النفط النيجيرية البالغة 3.7 تريليون نايرا تشمل مبيعات الوقود والمحروقات
- الشركة تكبدت 714.5 مليار نايرا أخرى في نفقات التشغيل خلال العام
خالفت شركة النفط النيجيرية توقعات المحللين من تسجيلها خسائر خلال عام 2020 بسبب النفقات المتكبدة وتأثير تفشّي وباء كوفيد19-.
كانت مصادر محلية نيجيرية قد أكدت أن مصافي التكرير التابعة لشركة النفط النيجيرية (إن إن بي سي) الحكومية لم تعالج برميلًا واحدًا من النفط الخام خلال العام الماضي، وتحمّلت الحكومة الاتحادية دفع أجور مديري وموظفي وعمّال تلك المصافي.
وأعلنت شركة النفط النيجيرية أرباح إجمالية بعد الضرائب بلغت 287.2 مليار نايرا نيجيرية (697,93 مليون دولار) في السنة المالية المنتهية في ديسمبر/كانون الأول 2020، حسبما نشره موقع "نايراماتريكس" المحلي.
*(1 نايرا نيجيرية = 0.0024 دولارًا أميركيًا)
وأشار الموقع إلى أن الشركة أبلغت عن خسائر تُقدَّر بـ1.76 مليار نايرا لعام 2019، و803.1 مليار نايرا لعام 2018.
تحليل النتائج
أعلنت شركة النفط الوطنية النيجيرية، خلال عام 2020 (قيد المراجعة)، عن إيرادات بلغت 3.7 تريليون نايرا، بانخفاض 19% من 4.6 تريليون نايرا المعلن عنها في المدة نفسها من عام 2019.
وصرّحت الشركة عن إجمالي ربح حُسِب بعد خصم التكلفة المباشرة للبيع من الإيرادات البالغة 64.7 مليار نايرا، أي أقلّ بكثير من الرقم 714 مليار المصرح عنه في عام 2019.
وتعادل هذه الأرباح الإجمالية 1.7% فقط من الإيرادات، التي ستؤدي في معظم الحالات بالتأكيد إلى خسارة بعد خصم الضرائب.
وترجع الهوامش الإجمالية الضعيفة لشركة النفط الوطنية النيجيرية في الغالب إلى مبلغ 2.23 تريليون نايرا، الذي تكبدته على أنه تعافٍ ناقص لهذا العام، من بيع المنتجات النفطية التي تدعمها الحكومة.
تجدر الإشارة إلى أن إيرادات شركة النفط النيجيرية البالغة 3.7 تريليون نايرا تشمل مبيعات الديزل والبنزين والغاز.
ويرى المحللون أن الشركة تكبدت 714.5 مليار نايرا أخرى في نفقات التشغيل خلال العام، بعد أن حققت أرباحًا إجمالية قدرها 64.7 مليار نايرا فقط، ما تسبّب لها بخسارة تشغيلية قبل انخفاض قيمتها 649.7 مليار نايرا.
وهكذا انتهى الأمر بالشركة إلى تحقيق ربح كبير، في حين كان من المحتمل أن تكون متجهة لعام آخر من الخسائر الهائلة.
لغز أرباح شركة النفط النيجيرية
يقدّم التحليل المستفيض والمعمّق لنتائج مراجعة حسابات شركة النفط النيجيرية تفاصيل أكثر وضوحًا حول طريقة إعلانها عن أرباح قدرها 287.2 مليار نايرا في عام 2020، في ظل وجود عاملين رئيسين أحدثا الفرق.
أولاً: أفادت الشركة أنها قامت "بعكس صافي انخفاض القيمة" بنحو 718.4 مليار نايرا في ديسمبر/كانون الأول 2020 مقارنة بـ 273.6 مليار نايرا في مستحقات انخفاض القيمة عام 2019.
ويعود جزء كبير من عملية العكس إلى شركة التنمية النفطية النيجيرية، وهي شركة تابعة لشركة النفط الوطنية النيجيرية.
ثانيًا: حققت شركة النفط الوطنية النيجيرية أيضًا أرباحًا ضخمة بقيمة 675.6 مليار نايرا في الإيرادات الأخرى، التي تمثّل في البيانات المالية الدخل المكتسب من مصادر أخرى غير مرتبطة بشكل مباشر بما تنفّذه الشركة عمليًا، حسبما نشره موقع "نايراماتريكس".
وعند إضافة الدخلين، "عكس انخفاض القيمة، والدخل الآخر"، سينشأ دخل إضافي قدره 1.39 تريليون نايرا، وهو ما يكفي لامتصاص نفقات التشغيل البالغة 714.5 مليار نايرا، ودفع أكثر من 431.8 مليار نايرا ضرائب، والاحتفاظ بأرباح قدرها 287.2 مليار نايرا.
مصدر الإيرادات المتنوعة
يمثّل مبلغ 675 مليار نايرا نيجيرية، المكتسب من الدخل الآخر، أرباحًا من نحو 20 مصدرًا آخر؛ إذ تجني شركة النفط النيجيرية أموالًا وتُفصَل عن الإيرادات، لأنها لا تأتي عادة في السياق العادي للعمليات التجارية.
ويوصف التباين في مخزون الخام الذي تصفه شركة النفط الوطنية النيجيرية بأنه "حركة في مخزون النفط الخام"، ووصلت معدلات رفع وخفض الإنتاج المشترك إلى 250.1 مليار نايرا، في حين بلغت قيمتها صفرًا في عام 2019.
وتمثّل معدلات رفع وخفض الإنتاج المشترك اتفاقيات مشاركة في إنتاج النفط بين الشركة وشركائها، إذ تمثّل معدلات الخفض مستحقًا من الشريك (الأصل)، وتمثّل الزيادة الإضافية مستحق الدفع للشريك.
ويبدو أن هذا كان أحد الأصول الصافية لشركة النفط الوطنية النيجيرية، ما يعني أنها تكسب أكثر من خفض الإنتاج المشترك مقارنةً بالمراكز المتراكبة.
ويتساءل المحللون فيما إذا كان الدخل الرئيس الآخر الذي تمّ تحقيقه هو "دخل النثرية- الإيرادات المتنوعة" بقيمة 157 مليار نايرا، الذي تدّعي الشركة أنه "مبالغ مستردّة من الاتحاد فيما يتعلق بأرصدة التحالف الإستراتيجي".
- رغم توقف مصافي التكرير.. مؤسسة النفط النيجيرية تتحمل أجور العمال
- نيجيريا تفشل في وقف عمليات تهريب البنزين
- مصفاة دانغوتي في نيجيريا تستعين بـ 11 ألف موظف أجنبي
جدير بالذكر أن شركة النفط الوطنية النيجيرية أعلنت أيضًا عن 110.6 مليار نايرا جزءًا من الإيرادات الأخرى، وتوضح أنه "استُلِم من الاتحاد لتغطية النفقات المدفوعة نيابة عنهم، والتي شُطِبَت سابقًا".
في المجموع، قدّمت الشركة 713.3 مليار نايرا (إعادة ردّ القيمة)، و 157 مليار نايرا (الإيرادات المتنوعة) و 110.6 مليار نايرا (المستردّة من الاتحاد) – بإجمالي مقداره 980.9 مليار نايرا من عمليات إعادة الشطب التي قامت بها الحكومة.
الأرباح الصافية
تمكّنت شركة النفط الوطنية النيجيرية من تحقيق ربح في عام 2020، بسبب عمليات إعادة الشطب واسترداد الديون التي حصلت عليها من الحكومة الفيدرالية.
ويعزو معظم النقاد هذا إلى الهندسة المالية، لكنه إجراء قانوني تمامًا، ومسموح به في المحاسبة، إذ قامت بتدقيقه شركات "بي دبليو سي" و"إسآي إيه إوبارتنرز" و "موهتاري دانغانا".
ولولا عمليات إعادة الشطب، لكان من الممكن أن تُنهي شركة النفط النيجيرية العام بخسارة هائلة أخرى بعد الضرائب.
ويبيّن المحللون أنه على الرغم من الأرباح المذهلة، لا تزال الشركة، بصفتها مجموعة، تتحمّل خسارة متراكمة قدرها 1.5 تريليون نايرا؛ ما يعني أنه لا يمكنها دفع أرباح الأسهم حتى سداد الخسائر التي تسبّبت مصافيها الخاسرة في معظمها.