التقاريرحصاد 2025رئيسيةسلايدر الرئيسيةملفات خاصة

تجارة النفط في 2025.. تغيّرات بقائمة أكبر الدول المصدرة والمستوردة

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

تأثرت تجارة النفط في 2025 بالاضطرابات الجيوسياسية وتغيّر مسارات الشحن للعام الثاني على التوالي، كما شهدت الأحجام المتداولة تغيّرات ملحوظة لدى كبار المصدرين والمستوردين.

وعززت أكبر الدول المصدرة للنفط شحناتها إلى الأسواق، مع زيادة الإنتاج، وقُوبل ذلك بزيادة أقل للواردات العالمية، وسط ضعف النشاط الاقتصادي وتباطؤ نمو الطلب، خصوصًا في آسيا وأوروبا، وفق بيانات ملف الحصاد السنوي لعام 2025 الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

وأدّى ذلك -إلى جانب العقوبات الغربية على النفط الروسي والإيراني والتحولات في مسارات السفن- إلى ارتفاع مخزونات النفط العائمة، ما كبح زيادة تجارة النفط في 2025 إلى 4% تقريبًا (1.8 مليون برميل يوميًا).

كما تأثرت التجارة بالاضطرابات الجيوسياسية على مدار العام؛ بداية من التوترات الأميركية الصينية بشأن قناة بنما، مرورًا بالمخاوف التي ارتبطت بإغلاق مضيق هرمز -الذي يمر عبره 21 مليون برميل نفط يوميًا- في أثناء حرب إسرائيل وإيران، حتى استمرار تأثُّر حركة المرور في البحر الأحمر، رغم التحسّن النسبي عن عام 2024.

صادرات النفط العالمية في 2025

ارتفع متوسط صادرات النفط العالمية في 2025 -المنقولة بحرًا- إلى 42.6 مليون برميل يوميًا، مقابل 40.8 مليون برميل يوميًا عام 2024، وفق بيانات وحدة أبحاث الطاقة.

وشهدت تجارة النفط في 2025 تغيّرات كبيرة على مستوى صادرات الخام؛ إذ بدأت العام أقل قليلًا من 40 مليون برميل يوميًا خلال يناير/كانون الثاني 2025، قبل أن ترتفع تدريجيًا في الأشهر التالية، كما يرصد الرسم البياني التالي:

صادرات النفط الخام العالمية

وبلغت صادرات الخام العالمية أعلى مستوى شهري منذ سنوات خلال سبتمبر/أيلول 2025، عند 45.8 مليون برميل يوميًا، بالتزامن مع انتهاء مجموعة الـ8 الأعضاء في تحالف أوبك+ من التخلص التدريجي من التخفيضات الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا.

وشهدت غالبية الدول الـ8 زيادة في صادراتها مع ارتفاع الإنتاج، بقيادة السعودية وروسيا والإمارات، إلى جانب صعود ملحوظ في صادرات الدول خارج أوبك+، بقيادة البرازيل، التي سجّلت زيادة تتجاوز 300 ألف برميل يوميًا.

أكبر الدول المصدرة للنفط الخام في 2025

حافظت السعودية على صدارة قائمة أكبر الدول المصدرة للنفط الخام في 2025، بحسب بيانات وحدة أبحاث الطاقة:

  • السعودية: 6.09 مليون برميل يوميًا.
  • روسيا: 5.06 مليون برميل يوميًا.
  • الولايات المتحدة: 3.78 مليون برميل يوميًا.
  • العراق: 3.35 مليون برميل يوميًا.
  • الإمارات: 3.12 مليون برميل يوميًا.
  • البرازيل: 2.08 مليون برميل يوميًا.
  • إيران: 1.66 مليون برميل يوميًا.
  • النرويج: 1.45 مليون برميل يوميًا.
  • الكويت: 1.40 مليون برميل يوميًا.
  • نيجيريا: 1.34 مليون برميل يوميًا.

جدير بالذكر أن هذه القائمة تضمّ أكبر الدول المصدرة للنفط الخام المنقول بحرًا، ومن ثم فإن الصادرات عبر خطوط الأنابيب غير محسوبة، وحال أخذها في الحسبان؛ فإن كندا ستكون ضمن القائمة، كما أن صادرات روسيا البحرية تتضمن صادرات قازاخستان من محطة "سي بي سي" الروسية.

وشهدت القائمة تغييرًا وحيدًا في الترتيب، إذ تجاوزت الكويت نيجيريا، لتصبح في المركز التاسع مع زيادة صادراتها بنحو 120 ألف برميل يوميًا.

وعلى صعيد أحجام الصادرات، فقد سجّلت قائمة الـ10 الكبار ارتفاعًا خلال 2025، باستثناء أميركا والعراق، اللذين تراجعت صادراتهما بنحو 190 ألفًا و5 آلاف برميل يوميًا على التوالي، كما يوضح الرسم البياني التالي:

أكبر الدول المصدرة للنفط الخام في 2025

وبرزت البرازيل بصفتها محركًا رئيسًا لتجارة النفط في 2025، حيث ارتفعت صادراتها بأكبر قدر بين قائمة الـ10 الكبار، يعادل 360 ألف برميل يوميًا (20%)، مقارنة بعام 2024، مع ارتفاع إنتاجها لمستويات قياسية اقتربت من 4 ملايين برميل يوميًا في يوليو/تموز الماضي، وذهبت غالبية الشحنات إلى الصين.

وارتفعت صادرات السعودية من النفط الخام بأكثر من 160 ألف برميل يوميًا (2.7%)، مقارنة بعام 2024، كما زادت الشحنات الإماراتية بالقدر ذاته -تقريبًا- مع تخفيف قيود الإنتاج ضمن تعهدات مجموعة الـ8 في تحالف أوبك+.

وباستثناء شحنات قازاخستان، التي تُصدَّر عبر ميناء "سي بي سي" الروسي، حافظت صادرات موسكو على مستوياتها عند 3.5 مليون برميل يوميًا في المتوسط خلال 2025، دون تأثير بالعقوبات الغربية المتزايدة، وآخرها تلك المفروضة ضد شركتي "روسنفط"، و"لوك أويل"، اللتَيْن تُنتجان وتُسوّقان دوليًا نحو نصف الخام الروسي.

واردات النفط العالمية في 2025

بحسب بيانات وحدة أبحاث الطاقة، بلغ متوسط واردات النفط العالمية في 2025 -المنقولة بحرًا- نحو 41.95 مليون برميل يوميًا، ارتفاعًا من 41 مليونًا عام 2024.

وسجلت تجارة النفط في 2025 أقل مستوياتها لهذا العام في يناير/كانون الثاني مع انخفاض الواردات إلى 39.6 مليون برميل يوميًا، في حين سجّلت الواردات العالمية أعلى مستوى فوق 43 مليونًا خلال شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول 2025.

وتأثرت واردات النفط بتباطؤ نمو الطلب العالمي على النفط، إذ تشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى نمو الطلب بنحو 835 ألف برميل يوميًا، انخفاضًا من مليون برميل يوميًا عام 2024، ليصل الإجمالي إلى 103.9 مليونًا، مع التوترات التجارية.

غير أن تكثيف الصين لوارداتها بغرض زيادة المخزونات عوّض هذا الأثر، حيث شكّلت بكين 60% من زيادة مخزونات الخام عالميًا خلال 2025، بحسب بيانات كبلر.

أكبر الدول المستوردة للنفط الخام في 2025

تصدّرت الصين قائمة أكبر الدول المستوردة للنفط الخام، لتظل لاعبًا رئيسًا بتجارة النفط في 2025، مع زيادة وارداتها، كما توضح القائمة التالية من بيانات وحدة أبحاث الطاقة:

  • الصين: 10.28 مليون برميل يوميًا.
  • الهند: 4.86 مليون برميل يوميًا.
  • كوريا الجنوبية: 2.65 مليون برميل يوميًا.
  • الولايات المتحدة: 2.47 مليون برميل يوميًا.
  • اليابان: 2.23 مليون برميل يوميًا.
  • هولندا: 2.03 مليون برميل يوميًا.
  • إيطاليا: 1.98 مليون برميل يوميًا.
  • إسبانيا: 1.23 مليون برميل يوميًا.
  • فرنسا: 0.997 مليون برميل يوميًا.
  • سنغافورة: 0.898 مليون برميل يوميًا.

وتشير التقديرات الأولية إلى زيادة متوسط واردات الصين من الخام بنسبة 1.5% ما يعادل 140 ألف برميل يوميًا، مقابل 10.14 مليونًا عام 2024، لكن هذا الارتفاع هو انعكاس لهدف الصين بتعزيز مخزوناتها التجارية والإستراتيجية وليس نمو الاستهلاك الفعلي.

وتباطؤ نمو الطلب على النفط في الصين إلى 120 ألف برميل يوميًا، مقارنةً بـ150 ألفًا خلال 2024، ليصل الإجمالي إلى 16.7 مليون برميل يوميًا، بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية.

ويستعرض الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، واردات الصين الخام شهريًا بين عامي 2023 و2025:

واردات الصين من النفط الخام حتى 2025

على النقيض، كانت زيادة واردات الهند من الخام مدفوعة بنمو الطلب، لتسجل ارتفاعًا نسبته 3.3%، ما يعادل 155 ألف برميل يوميًا، مقابل 4.7 مليون برميل يوميًا خلال عام 2024.

وضمن أبرز تطورات تجارة النفط في 2025، واصلت الهند وارداتها من الخام الروسي بالمعدلات نفسها، لكنها في الوقت نفسه عززت وارداتها من الخام الأميركي.

وجاء ذلك رغم إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في أغسطس/آب الماضي، فرض تعرفة جمركية إضافية بنسبة 25% على الهند بسبب استيرادها النفط الروسي، قبل أن يتلقى ترمب، منتصف أكتوبر/تشرين الأول، تأكيدًا من رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، بأن بلاده لن تستورد من موسكو، دون تحديد موعد لذلك.

ويوضح الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، واردات الهند الخام شهريًا بين عامي 2023 و2025:

واردات الهند من النفط الخام حتى 2025

وبصورة عامة، شكّلت قائمة أكبر 10 دول مستوردة للنفط الخام أكثر من 72% من الإجمالي العالمي لتجارة النفط في 2025، مع استحواذ الصين والهند وحدهما على 37%.

ومن أبرز تغيّرات القائمة في 2025، تجاوز كوريا الجنوبية الولايات المتحدة، لتصبح ثالث أكبر مستوردة للخام عالميًا مع زيادة وارداتها بنسبة 4.5%.

بينما انخفضت الواردات الأميركية المنقولة بحرًا بنسبة 11% مقارنة بمستوى عام 2024 البالغ 2.53 مليون برميل يوميًا، مع ملاحظة أن أميركا تُصدّر الخام وتستورده في الوقت نفسه، لأنها تُصدّر الخام الخفيف الحلو (يهيمن على غالبية إنتاجها)، في حين تستورد خامًا ثقيلًا أقل تكلفة يناسب مصافي التكرير الأميركية.

يمكنكم متابعة المزيد من حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2025 عبر الضغط (هنا)، كما يمكن الاطّلاع على حصاد عام 2024 (هنا).

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق