مثّلت أكبر صفقات الطاقة في سوريا خلال 2025 تحوّلًا نوعيًا، من خلال استقطاب شركات عربية وأجنبية للعمل في النفط والغاز والكهرباء والطاقة المتجددة، ضمن مقاربة تعتمد عقود الخدمات والدعم الفني.
وبحسب مسح أجرته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، شهدَ عام 2025 تحركات واسعة في قطاع الطاقة السوري، مع توقيع حزمة من الاتفاقيات والعقود التي أعادت رسم خريطة التعاون الإقليمي.
كما شهدت أكبر صفقات الطاقة في سوريا خلال 2025 وضع ملف الطاقة في صدارة الأولويات الاقتصادية والمعيشية للدولة، وسط تحديات مزمنة في الإمدادات والبنية التحتية.
وأظهر المسح أن الصفقات لم تركّز على زيادة الإنتاج فحسب، بل استهدفت معالجة الاختناقات الهيكلية في المنظومة الطاقية، عبر تطوير الحقول القائمة، وتحسين كفاءة محطات الكهرباء، وتوسيع قاعدة مورّدي الوقود والغاز.
ويعكس تنوّع أكبر صفقات الطاقة في سوريا خلال 2025 توجّهًا رسميًا لإعادة بناء قطاع الطاقة تدريجيًا، بالاستفادة من الدعم الإقليمي، وتخفيف أثر الأزمات المتراكمة، بما يضمن استقرار الإمدادات وتحسين الخدمات الأساسية للمواطنين والقطاعات الإنتاجية.
أكبر صفقات النفط في سوريا خلال 2025
تصدّرت اتفاقيات الشركة السورية للبترول مع شركات سعودية قائمة أكبر صفقات الطاقة في سوريا خلال 2025، بعد توقيع 4 عقود خدمات متخصصة تستهدف تطوير حقول النفط والغاز، وتحسين كفاءة العمليات الفنية والإنتاجية في عدد من المناطق.
ووُقِّعَت الاتفاقيات في 9 ديسمبر/كانون الأول 2025، بحضور الرئيس التنفيذي للشركة السورية للبترول المهندس يوسف قبلاوي، وممثلي شركات طاقة السعودية، وأركاس، والحفر العربية، وأديس القابضة، في خطوة تعكس انفتاحًا مدروسًا على التعاون العربي.
وتشمل الاتفاقيات تطوير حقول الغاز القائمة، وتنفيذ المسوحات الجيوفيزيائية والجيولوجية، وبناء وصيانة حقول النفط والغاز، إضافة إلى تقديم خدمات متقدمة في حفر آبار النفط والغاز وصيانتها وفق معايير فنية حديثة.
وأوضح قبلاوي أن الاتفاقيات الموقّعة هي عقود خدمات مدفوعة الأجر، وليست اتفاقيات شراكة أو تقاسم إنتاج، بما يضمن احتفاظ الدولة بالملكية الكاملة للثروات النفطية، مع الاستفادة من الخبرات الخارجية في رفع الإنتاج.
ومن المقرر -بموجب الصفقات- أن يرتفع الإنتاج من النفط والغاز في سوريا بنسبة 25% بحلول يونيو/حزيران 2026، على أن تصل الزيادة إلى 50% مع نهاية العام نفسه، نتيجة دخول الآبار المطوّرة والخدمات الفنية الجديدة حيز التنفيذ.
وتزامنت هذه الصفقات مع وصول منحة النفط السعودي المقدّرة بنحو 1.65 مليون برميل، خُصصت لمصفاة بانياس، وأسهمت في دعم تشغيل المصافي، وتحقيق استدامة الإمدادات، وتحسين الوضع المالي والتشغيلي لقطاع الطاقة.
أكبر صفقات الغاز في سوريا خلال 2025
برزت مذكرات التفاهم الموقّعة بين شركات سعودية ووزارة الطاقة بشأن الغاز الطبيعي، ضمن أكبر صفقات الطاقة في سوريا خلال 2025، إذ شملت مجالات الاستكشاف، وتطوير الحقول القائمة، وحفر الآبار، وإكمالها، ومعالجة الغاز وتحويله إلى طاقة.
وتضمنت المذكرات تنفيذ مسوح جيوفيزيائية وزلزالية متقدمة، وجمع البيانات ومعالجتها وتفسيرها، إلى جانب برامج للبحث والتطوير وبناء القدرات، بما يسهم في نقل المعرفة والتقنيات الحديثة إلى قطاع الغاز السوري.
ووقّعت شركتا طاقة وأديس القابضة مذكرتَي تفاهم لتقديم حلول متكاملة لتطوير وإدارة الحقول النفطية والغازية، بينما ركزت شركة الحفر العربية على خدمات الحفر والصيانة والتدريب الفني وتأهيل الأيدي العاملة المحلية.
إلى جانب ذلك، جاءت اتفاقية الغاز مع أذربيجان من أبرز محطات أكبر صفقات الطاقة في سوريا خلال 2025، بعد بدء ضخ الغاز في 2 أغسطس/آب عبر الأراضي التركية، تنفيذًا لاتفاقية موقعة مع شركة "سوكار".
وبموجب الاتفاق، تحصل سوريا على نحو 1.2 مليار قدم مكعبة سنويًا من الغاز الطبيعي، ضمن صفقة تحملت قطر تكلفتها، وشكّلت طوق نجاة لقطاع الكهرباء في ظل النقص الحاد في الوقود، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
أكبر صفقات الكهرباء في سوريا خلال 2025
سجّل مايو/أيار 2025 أكبر صفقة كهرباء في تاريخ سوريا، لتتصدّر أكبر صفقات الطاقة في سوريا خلال 2025، عبر اتفاق مع مجموعة "أورباكون" القطرية لاستثمار ضخم في توليد الكهرباء.
وتنصّ الصفقة على استثمار نحو 7 مليارات دولار لإنشاء محطات كهرباء بقدرة إجمالية تصل إلى 5 آلاف ميغاواط، تشمل 4 محطات تعمل بالغاز بتقنية الدورة المركبة عالية الكفاءة.
وتُنفّذ المحطات في دير الزور، ومحردة، وزيزون، وتريفاوي، باستعمال تقنيات أميركية وأوروبية حديثة، إلى جانب إنشاء محطة طاقة شمسية بقدرة 1000 ميغاواط جنوب سوريا.
وفي الشهر نفسه، جاءت صفقة الربط الكهربائي مع تركيا في المرتبة الثانية ضمن أكبر صفقات الكهرباء في سوريا خلال 2025، بهدف استكمال خط 400 كيلو فولت بين البلدين.
ومن المتوقع أن يوفّر الربط نحو 1000 ميغاواط من الكهرباء التركية لسوريا بحلول نهاية العام، ضمن اتفاق طويل الأمد يدعم استقرار الشبكة الوطنية ويخفف ساعات التقنين.
كما تشمل الصفقة تزويد سوريا بنحو 6 ملايين متر مكعب من الغاز الطبيعي يوميًا، ما ينعكس مباشرة على تحسين إنتاج الكهرباء وتقليل الأعطال والانقطاعات المتكررة.
أكبر صفقات الطاقة المتجددة في سوريا خلال 2025
دخلت الطاقة النظيفة بقوة ضمن أكبر صفقات الطاقة في سوريا خلال 2025، من خلال اتفاقية مع شركة سعودية متخصصة لتطوير محطات طاقة شمسية وأنظمة تخزين كهرباء على نطاق واسع.
وتستهدف الاتفاقية تنفيذ مشروعات طاقة شمسية بقدرة تصل إلى 1000 ميغاواط، إلى جانب تطوير محطات رياح بطاقة إنتاجية قد تبلغ 1500 ميغاواط، ضمن رؤية طويلة الأمد لتنويع مزيج الطاقة.
كما تشمل الاتفاقية تقييم المحطات القائمة ضمن نظام الكهرباء، وتقديم خطط لإعادة تأهيلها أو تطويرها، وإبرام عقود تشغيل وصيانة ترفع الكفاءة الفنية وتقلل الفاقد الكهربائي.
وفي يونيو/حزيران 2025، برزت صفقة إنشاء محطتين للطاقة الشمسية في سوريا بالتعاون مع شركة أميركية متخصصة، ضمن أكبر صفقات الطاقة المتجددة خلال العام.
وتتضمن الاتفاقية إنشاء محطة بقدرة 100 ميغاواط دون بطاريات، وأخرى بقدرة مماثلة مزودة بأنظمة تخزين كهرباء، لتعزيز استقرار الشبكة ورفع موثوقية الإمدادات، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتؤكد هذه الصفقات أن أكبر صفقات الطاقة في سوريا خلال 2025 وضعت الطاقة المتجددة ركيزة أساسية لإعادة بناء القطاع، وتقليل الاعتماد على الوقود التقليدي على المديين المتوسط والبعيد.
نرشح لكم..
- تغطية خاصة لمستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية.
- ملف خاص عن مشروعات الطاقة الشمسية في الدول العربية.
- خريطة المناجم في الدول العربية.. كنوز واحتياطيات ضخمة
المصادر:
- بيانات وزارة الطاقة السورية
- بيانات المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء في سوريا
- اتفاقية الغاز مع أذربيجان من "سانا"
- أحدث المستجدات حول واردات الغاز القطري والتركي إلى سوريا، من منصة الطاقة المتخصصة
