طريق بحر الشمال الروسي ملاذ لـ100 سفينة "معاقبة" في 2025.. غالبيتها نفط وغاز
هبة مصطفى
شهد طريق بحر الشمال الروسي تحولات مفصلية خلال 2025، فبعد أن كانت الاستعدادات تجري لِعَدِّه ممر شحن دوليًا، بات منفذًا لسفن أسطول الظل، خاصةً الخاضعة لعقوبات.
وقفز عدد السفن المعاقَبة على الطريق بنسبة اقتربت من 670% مقارنةً بأساس سنوي، غالبيتها من ناقلات النفط والغاز المسال، وفق تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ولم يقتصر الأمر على أعداد السفن فقط، بل امتدّت الدلالات أيضًا إلى تغيير في خريطة الملاحة الدولية وتسليط الضوء على وجهات شحنات الدول المعاقبة.
ومن زاوية أخرى، حذّر تقرير -تابعت منصة الطاقة المتخصصة تفاصيله- من مخاوف بيئية جراء كثافة سفن أسطول الظل على الطريق، دون استيفاء معايير السلامة والتأمين والتتبع المطلوبة.
طريق بحر الشمال الروسي في 2025
سيطرت سفن أسطول الظل على ثلث معدل عبور طريق بحر الشمال الروسي خلال العام الجاري.
وشمل ذلك 100 سفينة خاضعة لعقوبات، ما يمثّل ارتفاعًا يقترب من 8 أمثال معدل العبور العام الماضي 2024، الذي اقتصر على 13 سفينة فقط، حسب معلومات نقلتها منصة جي كابتن عن تقرير مؤسسة بيلونا.
ويوضح الإنفوغرافيك أدناه -من إعداد منصة الطاقة- أبرز معلومات ممر الملاحة الشمالي، المعروف باسم بديل قناة السويس:

وسيطرت ناقلات النفط والغاز المعاقبة على غالبية حركة الملاحة في الطريق الروسي العام الجاري، ورصد باحثون:
- 38 ناقلة نفط ومنتجات مكررة.
- 13 ناقلة غاز مسال.
وبالإضافة لذلك، استقبل طريق بحر الشمال الروسي ناقلات نفط إضافية، لكن دون الحصول على الموافقات والتصاريح اللازمة من شركة "روساتوم" المشغّلة للممرّ.
ويشكّل هذا تحولًا في إستراتيجية روسيا تجاه الممرّ، إذ عكفت على جذب الشركات الغربية لطريقها الملاحي التجاري قبل اندلاع الحرب الأوكرانية.
ونجحت في جذب شركة شحن كبيرة مثل ميرسك الدنماركية، التي احتفلت -بحضور ومشاركة روسية على المستوى الرئاسي- بعبور أولى شحناتها من الطريق عام 2018.
أسطول الظل
تشير متغيرات ما بعد الحرب الأوكرانية لتحوّل طريق بحر الشمال الروسي من مشروع عالمي لربط حركة التجارة بين آسيا وأوروبا إلى ممر لأسطول الظل والسفن الخاضعة للعقوبات.
واستمر الاستحواذ التدريجي لناقلات النفط والغاز المسال على الطريق، مدعومًا بتزايد السفن القديمة والمتهالكة التي لم تخضع لاختبارات جليدية تلائم مواصفات الطريق، وتُبحر تحت أعلام زائفة ومحلّ شكّ.

وتتبع هذه السفن سياسة التهرب من التتبع، عبر تعطيل أجهزة التواصل وتحديد المواقع، لإخفاء مسارها، بالإضافة إلى افتقارها لشهادات التأمين اللازمة لعملية الشحن.
وخلال 2025، كان طريق بحر الشمال الروسي بمثابة انعكاس لحالة العزل الجيوسياسية لموسكو، إذ اقتصر المرور على الناقلات المحلية والصينية في غالبية الأحيان.
وبجانب ذلك، توسَّع أسطول الظل الروسي ليتّخذ صبغة عالمية، بالتعاون مع ناقلات لدول أخرى خاضعة لعقوبات أيضًا.
ومثالًا على ذلك، شهد طريق بحر الشمال عبور ناقلة النفط "هايبريون" وهي محمّلة بالنافثا الروسية، ومتجهة إلى فنزويلا.
ووصف تقرير منصة جي كابتن هذه التداخلات في أسطول الظل بأنها "شبكة دولية" للسفن الساعية للإفلات من العقوبات.
واتهمت المستشارة في معهد "بيلونا"، كسينسيا فاكروشيفا، شركة "روساتوم" المشغّلة للممر الملاحي الشمالي ومسؤولين روسيين بحجب نشر بيانات مواقع وتتبع السفن للطريق محل الدراسة.
موضوعات متعلقة..
- الممر الشمالي بديل قناة السويس.. من الخاسر الأكبر؟ (تقرير)
- 11 معلومة عن طريق بحر الشمال.. بديل روسيا لقناة السويس (إنفوغرافيك)
- 3 شحنات نفط روسية تسلك بديل قناة السويس.. القصة كاملة بالخرائط
اقرأ أيضًا..
- توقعات أسواق النفط في 2026 ودور أوبك+.. 10 خبراء يتحدثون
- اكتشافات النفط والغاز في 2025.. زخم كبير تقوده الدول العربية
- 3 دول عربية تخفض أسعار الوقود خلال ساعات
المصادر:





