مجمع لصناعات الطاقة المتجددة في سلطنة عمان بشراكة صينية
تتجه الطاقة المتجددة في سلطنة عمان إلى مرحلة أكثر تقدمًا، مع طرح مقترح إنشاء مجمّع صناعي متكامل لسلاسل توريد صناعات الطاقة المتجددة، بشراكة صينية.
تعكس الخطوة تنامي التعاون الاقتصادي بين البلدين، وتواكب التحول المتسارع الذي تشهده سلطنة عمان في قطاع الطاقة النظيفة.
وجاء المقترح، وفق بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خلال اجتماع الدورة العاشرة للجنة العُمانية الصينية المشتركة، الذي عُقد في العاصمة الصينية بكين؛ إذ ناقش الجانبان سبل تعزيز الشراكة الإستراتيجية، وتوسيع التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والصناعي؛ بما يسهم في رفع حجم التبادل التجاري وتعميق التكامل في سلاسل التوريد العالمية.
ناقش الاجتماع عددًا من الخطوات العملية لتعزيز الشراكة الثنائية؛ من بينها تشكيل فريق عمل عُماني–صيني لإعداد خريطة طريق تنفيذية لأعمال اللجنة المشتركة، وتشجيع الاستثمارات الصناعية الصينية في عُمان، ولا سيما في القطاعات ذات القيمة المضافة، وعلى رأسها صناعات الطاقة المتجددة في سلطنة عمان.
مركز إقليمي للصناعات الخضراء
يُعد مقترح إنشاء مجمع صناعي متكامل لسلاسل توريد صناعات الطاقة المتجددة في سلطنة عمان مشروعًا نوعيًا، من شأنه دعم توطين الصناعات المرتبطة بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مثل تصنيع الألواح الشمسية، ومكونات توربينات الرياح، وأنظمة تخزين البطاريات، والمعدات الكهربائية، بما يعزز مكانة السلطنة مركزًا إقليميًا للصناعات الخضراء.

وأكد وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار للتجارة والصناعة الدكتور صالح بن سعيد مسن، أن العلاقات الاقتصادية بين سلطنة عمان والصين تشهد تطورًا متناميًا، يعكس عمق الشراكة الإستراتيجية بين البلدين.
وأشار إلى حرص سلطنة عمان على الاستفادة من التجربة الصينية الرائدة في مجالات الصناعة المتقدمة والتكنولوجيا والطاقة المتجددة، بما يدعم مستهدفات رؤية "عُمان 2040".
الطاقة المتجددة في سلطنة عمان بالأرقام
يتزامن التوجه الصناعي مع نمو ملحوظ في مساهمة الطاقة المتجددة في سلطنة عمان ضمن مزيج الكهرباء الوطني، إذ شكّلت مصادر النظيفة نحو 9.46% من إجمالي الكهرباء المنقولة عبر الشبكة الوطنية خلال عام 2025.
ووفقًا لشركة نقل الكهرباء العمانية، بلغ إجمالي الكهرباء المولدة من مصادر متجددة ومتّصلة بالشبكة نحو 4.26 تيراواط/ساعة خلال عام 2025، من إجمالي الإنتاج السنوي.
وتأتي هذه الكهرباء حاليًا من 4 مشروعات رئيسة، تشمل محطة ظفار لطاقة الرياح 1 بقدرة 50 ميغاواط، ومشروعات عبري 2 ومناح 1 ومناح 2 للطاقة الشمسية، بقدرة 500 ميغاواط لكل مشروع، لتصل القدرة المركبة الإجمالية للطاقة المتجددة إلى نحو 1550 ميغاواط.
وتمتلك سلطنة عمان محفظة كبيرة من مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح قيد التطوير والتخطيط، بإجمالي قدرة يصل إلى نحو 7300 ميغاواط، إذ من المتوقع أن ترفع هذه المشروعات إجمالي القدرة المركبة للطاقة المتجددة إلى قرابة 8.8 غيغاواط بحلول عام 2030، بما يتماشى مع هدف أن تمثل الطاقة المتجددة في سلطنة عمان نحو 30% من إجمالي قدرة توليد الكهرباء.
وتشمل المشروعات الجاري تنفيذها حاليًا:
- مشروع عبري 3 للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 500 ميغاواط.
- مزرعة رياح ظفار 2 بقدرة 125 ميغاواط.
- مشروع جعلان بني بوعلي لطاقة الرياح بقدرة 120 ميغاواط.
ومن المتوقع أن تضيف هذه المشروعات نحو 745 ميغاواط إلى الشبكة بحلول عام 2027.
كما يجري التحضير لطرح مشروعات رياح جديدة للمناقصة، من بينها محطة دقم لطاقة الرياح، ومحطة ماهوت 1، ومحطة سعدة، إلى جانب مشروعات شمسية ضخمة قد تصل قدرتها إلى 3000 ميغاواط للتسليم بين عامي 2029 و2030.

الشراكة مع الصين
تعكس الشراكة المقترحة مع الصين أهمية البُعد الصناعي في تحول الطاقة، إذ لا تقتصر أهداف السلطنة على توليد الكهرباء النظيفة، بل تمتد إلى بناء منظومة صناعية متكاملة تدعم سلاسل التوريد الإقليمية والعالمية.
وتطرّق الاجتماع إلى تشجيع الجانب الحكومي الصيني على توسيع استثماراته الصناعية في سلطنة عمان، والاستفادة من الحوافز التي توفرها المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، بما يدعم جهود السلطنة في جذب الاستثمارات النوعية ذات القيمة المضافة العالية.
وتناول أيضًا الجهود المبذولة لاستكمال مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي، إذ أكد الجانبان أهمية الاتفاقية في تسهيل حركة السلع والخدمات، وتقليل العوائق الجمركية، وتحفيز الاستثمارات المشتركة، بما يخدم مشروعات الطاقة والصناعة الخضراء.
كما زار صالح بن سعيد مسن مركز شيونغان التجاري الدولي بمدينة شيونغ آن الجديدة، إذ اطّلع على أحدث التجارب العالمية في إدارة المدن التجارية المتكاملة، والمناطق الاقتصادية الذكية، وآليات جذب الاستثمارات الصناعية المتقدمة.
وشملت الزيارة لقاءات مع مسؤولي مجموعة "سينوكيم" الصينية، أكبر تكتل كيميائي في العالم، جرى خلالها استعراض فرص التعاون الصناعي والاستثماري، وبحث إمكان نقل الخبرات الصينية في الصناعات الكيميائية المتقدمة، والمواد المرتبطة بتقنيات الطاقة المتجددة وتخزين الكهرباء.
موضوعات متعلقة..
- حصة الطاقة المتجددة في سلطنة عمان 2025 تقترب من 10%
- أكبر صفقات الطاقة المتجددة في سلطنة عمان.. الصدارة للهيدروجين
اقرأ أيضًا..
- أكثر 10 دول عربية امتلاكًا لاحتياطيات النفط في 2025 (إنفوغرافيك)
- صادرات موريتانيا من الغاز المسال تدخل مصر لأول مرة (حصري)
- أكبر الصفقات النفطية في 2025.. منافسة بين العراق والجزائر والسعودية (مسح)





