فواتير الطاقة البريطانية في أزمة بسبب خسارة كهرباء مزارع الرياح
حياة حسين
تبخّر وعد حكومي بخفض فواتير الطاقة البريطانية بنحو 300 جنيه إسترليني سنويًا (405 دولارات أميركية) بسبب أزمات شبكة الكهرباء في المملكة المتحدة، التي أدت إلى خسارة نسبة كبيرة من طاقة مزارع الرياح.
وكانت حكومة حزب العمال الحالية بقيادة كير ستارمر، المنحازة للطاقة المتجددة، وتحول الطاقة السريع، قد وعدت -مرارًا- بخفض فواتير الطاقة لمواطني المملكة المتحدة، التي تُعدّ الأعلى تكلفة بين دول العالم المتقدم، من خلال المصادر المتجددة، وكررت هذا الوعد على لسان ووزير الطاقة إد ميليباند.
وتضمَّن الوعد خفض فواتير الطاقة البريطانية بنحو 300 جنيه إسترليني سنويًا خلال عقد من الزمان، لكن الرياح لم تأتِ بما تشتهيه السفن؛ فقد كشف منظم الطاقة "أوفغم"، في تحذير في وقت سابق من عام 2025، أن تلك الفواتير زادت بنحو 15 جنيه إسترليني (20.3 دولارًا أميركيًا)، في ظل سقف الأسعار الذي حددته الحكومة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
*(الجنيه الإسترليني = 1.35 دولارًا أميركيًا).
وكشفت بيانات أن السبب الرئيس وراء هذا الارتفاع هو هدر الكهرباء من مزارع الرياح الناجم عن اختناق الشبكة، وقرار عدم استقبالها هذه الكهرباء، واضطرار المشغّل للاعتماد على وقود بديل من الغاز لضمان عدم انقطاع التيار، وفق تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
تشغيل الشبكة بالغاز يدفع فواتير الطاقة البريطانية للارتفاع
كشفت بيانات منشورة في موقع "وايستد ويند" أن قيمة طاقة الرياح المُهدرة بلغت 1.5 مليار جنيه إسترليني في 2025؛ ما يهدد بمزيد من ارتفاع فواتير الطاقة البريطانية للمنازل.
وأشارت إلى أن تكلفة توفير وقود بديل لضمان عدم انقطاع التيار عند وقف تشغيل توربينات الرياح بسبب عدم قدرة الشبكة على استقبال الكهرباء، زادت بنحو الخُمس خلال العام الجاري الذي اقترب من نهايته (2025)، مقارنة بنحو 1.23 مليار جنيه إسترليني (1.7 مليار دولار أميركي) العام الماضي (2024).
وحذّر عضو مجموعة "براتين ريماد" التي تؤيد الطاقة المتجددة، سام ريتشاردز، من عدم علاج هذه "التكلفة الاستثنائية" عاجلًا، وفق تقرير نشرته صحيفة "ذا تيليغراف" البريطانية.
وقال: "إن هذه التكاليف تعني فشلًا كارثيًا لنظام الطاقة البريطاني، يدفع المواطنون تكلفته.. بينما تزيد تكاليف فواتير الطاقة البريطانية للمنازل والشركات نتخلص من الكهرباء المولدة من مزارع الرياح، وننخرط أكثر في استهلاك الغاز، عوضًا عنها".
وأضاف: "نتيجة ذلك كان ارتفاع تكاليف الطاقة وزيادة الانبعاثات وعدم استفادة المستهلكين من مشروعات الطاقة المتجددة، رغم أن الحل واضح وهو أننا نحتاج إلى بنية تحتية تسمح لنا باستعمال الطاقة النظيفة التي ولّدناها وأصبحت موجودة".
ونصح الحكومة قائلًا: "توقّفوا عن دفع تكاليف طاقة ضائعة، وتوقّفوا عن الاعتماد الزائد على الغاز، وابدؤوا في تزويد المستهلكين بالطاقة الرخيصة، واضمنوا أمن الكهرباء لبريطانيا كما وعدتم".

مزيد من الخسائر المتوقعة
تشير التوقعات إلى زيادة في هدر كهرباء مزارع الرياح البريطانية خلال السنوات المقبلة جراء دفع وزير الطاقة إد ميليباند في اتجاه بناء مزيد من مزارع الرياح ومحطات الطاقة الشمسية للربط مع الشبكة؛ بهدف تحقيق الحياد الكربوني.
وتخطط الحكومة لتحقيق الحياد الكربوني في شبكة الكهرباء بحلول 2030، حيث تعهدت بأن تكون 95% من كهرباء الشبكة من المصادر النظيفة.
ورغم أن الحكومة تسعى إلى تحديث الشبكة، فإن كثيرًا من المشروعات المستهدفة لتحقيق هذا الغرض مُعرّض للتأخير عن الموعد المحدد للتنفيذ، مهدَّد بمزيد من خسارة الكهرباء وضياع التكاليف.
وكشف تحليل لصحيفة "ذا تيليغراف" أن أكثر من 40 مشروعًا من بين 80 مشروعًا حددتها الحكومة لهذا الغرض سيتأخر موعد تنفيذها لمدة عام، في حين يتعرض عدد منها إلى تأجيل محتمل لمدة تتراوح بين 6 و8 سنوات.
وتتضمن تلك المشروعات كابل "سي لينك" البحري الذي يربط بين مقاطعتي سوفولك وكينت، إضافة إلى امتداد جديد لأبراج نقل الكهرباء من نورويتش في نورفولك إلى تيلبوري في إسكس، وكلاهما مُقرر إنجازه حاليًا بحلول عام 2031 بدلًا من عام 2030.
وصنّفت الهيئة الوطنية لتشغيل نظام الطاقة (نيسو) هذه المشروعات ضمن أولوياتها، وحذّرت من أنها قد تُضطر إلى إنفاق ما يصل إلى 4.2 مليار جنيه إسترليني سنويًا على إيقاف تشغيل مزارع الرياح والطاقة الشمسية إذا لم تُنجَز في الوقت المُحدد.
موضوعات متعلقة..
- مديونيات فواتير الطاقة البريطانية تتفاقم الشتاء المقبل.. شركات تحذر
-
مطالبات بتأميم شركات الطاقة البريطانية لحل أزمة ارتفاع الفواتير (تقرير)
-
استثمارات النفط والغاز في بحر الشمال البريطاني قد تتراجع 40% خلال 2026
اقرأ أيضًا..
- أكثر 10 دول عربية امتلاكًا لاحتياطيات النفط في 2025 (إنفوغرافيك)
-
أكبر الصفقات النفطية في 2025.. منافسة بين العراق والجزائر والسعودية (مسح)





