إنتاج الغاز الطبيعي في 2025.. نمو متواصل مع توسّع التجارة العالمية
بقيادة الولايات المتحدة
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

ارتفع إنتاج الغاز الطبيعي في 2025 ليواصل النمو المستمر منذ 5 سنوات، مع انتعاش أنشطة المنبع في بعض المناطق، ونمو الطلب العالمي، والتكيّف مع تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة للعام الرابع على التوالي.
وبحسب ملف الحصاد السنوي لعام 2025 الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، تشير التقديرات الأولية إلى ارتفاع الإنتاج العالمي للغاز الطبيعي بنسبة 1.7%، أو ما يعادل 70 مليار متر مكعب، ليصل الإجمالي 4.25 تريليون متر مكعب في 2025.
وجاءت زيادة إنتاج الغاز الطبيعي في 2025 بقيادة أميركا الشمالية والشرق الأوسط، بينما كانت أوروبا المنطقة الوحيدة التي انخفض إنتاجها بعد ارتفاعه نسبيًا عام 2024.
وتزامن هذا الارتفاع مع نمو الطلب العالمي على الغاز الطبيعي بنسبة 1%، ليصل إلى 4.288 تريليون متر مكعب في عام 2025، بقيادة أوروبا التي ارتفع استهلاكها على خلاف السنوات الماضية.
كما شهدت الأسواق نمو المعروض العالمي من الغاز المسال بنسبة 5% خلال عام 2025، أو بمقدار 30 مليار متر مكعب، مع دخول مشروعات إسالة جديدة حيز التشغيل في الولايات المتحدة.
خريطة إنتاج الغاز الطبيعي في 2025
حافظ إنتاج الغاز الطبيعي على مستوى نمو مطّرد خلال السنوات الـ5 الماضية ليصعد من 4.1 تريليون متر مكعب في عام 2021 إلى 4.25 تريليونًا عام 2025، كما يرصد الرسم البياني أدناه:

وارتفع إنتاج الغاز الطبيعي في 2025 بقيادة أميركا الشمالية التي شهدت زيادة قدرها 40 مليار متر مكعب، ليصل إلى 1.32 تريليون متر مكعب، وفق التقديرات الأولية الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية.
وحلّ الشرق الأوسط في المركز الثاني بقائمة أكثر المناطق نموًا بإنتاج الغاز الطبيعي في 2025، بمقدار 19 مليار متر مكعب، ليصل الإجمالي إلى 755 مليار متر مكعب، مقارنة بمستواه البالغ 736 مليارًا في 2024.
وكان إنتاج الشرق الأوسط قد صعد بمقدار 11 مليار متر مكعب خلال عام 2024، بعد نموه 10 مليارات متر مكعب في 2023، مقارنة بعام 2022.
على الجانب الآخر، ارتفع إنتاج الغاز الطبيعي في 2025 بمنطقة أوراسيا إلى 867 مليار متر مكعب، بزيادة 7 مليارات متر مكعب عن 2024.
كما صعد إنتاج آسيا والمحيط الهادئ إلى 700 مليار متر مكعب في عام 2025، بزيادة 6 مليارات متر مكعب فقط على مستواه في عام 2024، وهو أدنى معدل نمو منذ عام 2022.
وجاءت غالبية الزيادة من الصين التي قفز إنتاجها المحلي بمقدار 10 مليارات متر مكعب، ليصل الإجمالي إلى 255 مليارًا في 2025، في إطار الخطة الخمسية (2021-2025) التي استهدفت التوسع في إنتاج الغاز من الموارد غير التقليدية أو الصخرية إلى جانب الموارد التقليدية.
ونجحت الصين في زيادة إنتاجها بمقدار 50 مليار متر مكعب في 5 سنوات، ليصعد من 205 مليارات متر مكعب في 2021، إلى 255 مليارًا في 2025.
أمّا منطقة أميركا الجنوبية والوسطى، فقد ارتفع إنتاج الغاز الطبيعي في 2025 إلى 151 مليار متر مكعب، بزيادة 4 مليارات متر مكعب عن عام 2024.
إنتاج الغاز الطبيعي في 2025 بأوروبا وأفريقيا
انخفض إنتاج الغاز الطبيعي في أوروبا بمقدار 6 مليارات متر مكعب، ليصل الإجمالي إلى 212 مليار متر مكعب في عام 2025.
وكان إنتاج القارة العجوز قد انخفض بمقدار 15 مليار متر مكعب في عام 2023، ليصل إلى 215 مليار متر مكعب، قبل أن يصعد قليلًا إلى 218 مليارًا في 2024.
ويأتي انخفاض إنتاج أوروبا مع ضعف أنشطة الاستكشاف الجديدة، وتزايد الحملات البيئية للضغط على الحكومات لحظر تراخيص التنقيب الجديدة عن النفط والغاز على مستوى القارة.
على الجانب الآخر، ظل إنتاج أفريقيا من الغاز الطبيعي شبه مستقرًا في عام 2025، مع انخفاضه بمقدار مليار متر مكعب، ليصل إلى 244 مليار متر مكعب، مع استمرار هبوط إنتاج مصر، ثالث أكبر الدول المنتجة بالقارة.
ويوضح الرسم التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تطور إنتاج الغاز الطبيعي في 2025 بالمناطق مقارنة بعامي 2023 و2024:

أكبر الدول المنتجة للغاز في 2025
ظلّت الولايات المتحدة متصدرةً قائمة أكبر الدول المنتجة للغاز في 2025، كما توضح القائمة التالية:
- الولايات المتحدة: 1.09 تريليون متر مكعب.
- روسيا: 690 مليار متر مكعب.
- إيران: 267.5 مليار متر مكعب .
وارتفع إنتاج الغاز الأميركي بمقدار 30 مليار متر مكعب، ليصل الإجمالي إلى 1.09 تريليون متر مكعب، بعد استقراره في عام 2024 عند 1.06 تريليونًا.
وتعزى هذه الزيادة إلى عدّة أسباب، أبرزها: ارتفاع صادرات الغاز المسال، وزيادة الاستهلاك المحلي، وتحسُّن إنتاج قطاع المنبع، وتوسيع شبكة خطوط الأنابيب في أحواض إنتاج الغاز الصخري الرئيسة.
وحلّت روسيا في المركز الثاني، مع ارتفاع إنتاجها للعام الثاني على التوالي بمقدار 5 مليارات متر مكعب، ليصل إلى 690 مليار متر مكعب في 2025.
وكان إنتاج الغاز في روسيا قد هبط بمقدار 34 مليار متر مكعب في عام 2023، ليصل إلى 638 مليار متر مكعب، مقارنة بنحو 672 مليارًا في عام 2022.
وجاء هذا الهبوط الحادّ بسبب تطورات الحرب الأوكرانية والعقوبات الغربية وانقطاع أغلب إمدادات الغاز الروسي عن أوروبا، لكن الإنتاج سرعان ما استعاد عافيته مع توسُّع موسكو في إنتاج الغاز المسال وتصديره، وزيادة إمداداتها نسبيًا عبر خطوط الأنابيب إلى الصين وتركيا.
وأسهم التكيف مع الأوضاع الجديدة في عودة إنتاج روسيا للانتعاش بقوة عام 2024، مع ارتفاعه بمقدار 47 مليار متر مكعب، ليصل الإجمالي إلى 685 مليار متر مكعب.
وحافظ الإنتاج الروسي على نموه في 2025، ولكن بمستوى أقل لم يتجاوز 5 مليارات متر مكعب فقط، بحسب بيانات ملف الحصاد السنوي لعام 2025 الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة.
ويوضح الرسم التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تطور إنتاج الغاز الطبيعي في روسيا خلال المدة من 2021 إلى 2026:

على الجانب الآخر، جاءت إيران في المركز الثالث، مع ارتفاع إنتاجها من الغاز الطبيعي بنسبة 1.8%، أو بمقدار 4.5 مليار متر مكعب، ليصل الإجمالي إلى 267.5 مليار متر مكعب في 2025، بحسب التقديرات الأولية.
وجاءت هذه الزيادة في إطار خطة التنمية السابعة لإيران (2024-2028)، مع تشغيل بئر جديدة (رقم 8) ضمن أعمال تطوير المرحلة الـ11 في حقل بارس الجنوبي، أكبر حقول الغاز في البلاد.
وأسهم تشغيل البئر الثامنة في زيادة إنتاج الحقل بمقدار 3 ملايين متر مكعب يوميًا، ليصل إجمالي إنتاجه إلى 20 مليون متر مكعب يوميًا.
تجارة الغاز عبر الأنابيب في 2025
جاء ارتفاع إنتاج الغاز الطبيعي في 2025 مع نمو تجارة الغاز في العالم، سواء عبر خطوط الأنابيب أو عبر ناقلات الغاز المسال.
وبحسب بيانات منتدى الدول المصدرة للغاز، ارتفع إجمالي واردات الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب عالميًا بنسبة 1% على أساس سنوي، لتصل إلى 560 مليار متر مكعب خلال الأشهر الـ11 الأولى من عام 2025.
وجاءت زيادة واردات الغاز عبر الأنابيب من عدّة دول، بقيادة الصين وقازاخستان والمكسيك التي سجلت أكبر معدلات نمو بين جميع الدول المستوردة عبر الأنابيب خلال 2025.
فعلى سبيل المثال، ارتفعت واردات الصين من الغاز عبر الأنابيب بنسبة 8% إلى 67 مليار متر مكعب خلال الأشهر الـ10 الأولى من عام 2025، لتشكّل 48% من مزيج واردات الغاز الصينية خلال المدة.
وجاء ذلك مع نجاح روسيا في زيادة صادراتها عبر خط أنابيب باور أوف سيبيريا إلى الصين بنسبة 25%، أو بمقدار 7.7 مليارات متر مكعب، ليصل الإجمالي إلى 38.7 مليار متر مكعب في 2025.
بينما انخفضت واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز عبر الأنابيب بنسبة 9%، إلى 130 مليار متر مكعب خلال الأشهر الـ11 الأولى من عام 2025.
وجاء ذلك مع انخفاض الواردات من جميع الدول الـ5 المصدرة (النرويج والجزائر وروسيا وأذربيجان وليبيا)، لكن النرويج ظلت تشكّل 60% من إجمالي واردات الاتحاد من الغاز الطبيعي عبر الأنابيب.
ويوضح الرسم التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تطور واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز عبر الأنابيب خلال الأشهر الـ11 الأولى من 2021 إلى 2025:

وكانت الواردات من روسيا قد انخفضت بشدة منذ أوائل عام 2025، بعد انتهاء اتفاقية عبور الغاز الروسي من أوكرانيا، ما أدى إلى فقدان 15 مليار متر مكعب كانت تُضخّ من موسكو إلى الاتحاد عبر خطوط الأنابيب.
على الجانب الآخر، قادت منطقة أوراسيا صادرات الغاز عبر الأنابيب عالميًا مع نجاحها في زيادة إمداداتها بنسبة 4% خلال المدة، تليها أفريقيا بنسبة 3%، إضافة إلى أميركا الشمالية التي نجحت في زيادة إمداداتها الداخلية عبر خطوط الأنابيب بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك بنسبة 3%.
وارتفعت صادرات الولايات المتحدة من الغاز عبر الأنابيب إلى المكسيك بنسبة 3% إلى 52 مليار متر مكعب خلال الأشهر الـ9 الأولى من عام 2025، في حين ارتفع صافي التدفقات بين الولايات المتحدة وكندا بنسبة 2% خلال المدة.
تجارة الغاز المسال في 2025
انتعشت تجارة الغاز المسال في 2025، إلى جانب التجارة عبر خطوط الأنابيب، بقيادة أوروبا التي عادت للاستيراد بشراهة مرة أخرى بعد انخفاض وارداتها بشدة في 2024.
وبحسب بيانات منتدى الدول المصدرة للغاز، ارتفع إجمالي واردات الغاز المسال العالمية بنسبة 6.4% على أساس سنوي، لتصل إلى 395.6 مليون طن خلال الأشهر الـ11 الأولى من عام 2025.
وجاء هذا النمو بقيادة أوروبا، التي ارتفعت وارداتها بنسبة 31% إلى 118 مليون طن خلال المدة، متجاوزةً إجمالي عام 2024 (101 مليون طن)، بدعم ارتفاع الطلب المحلي، وانخفاض واردات الغاز عبر الأنابيب.
بينما انخفضت واردات آسيا والمحيط الهادئ من الغاز المسال بنسبة 3.4% على أساس سنوي، لتصل إلى 247 مليون طن خلال الأشهر الـ11 الأولى من عام 2025.
كما هبطت واردات منطقة أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي بنسبة 13%، لتصل إلى 12.16 مليون طن خلال المدة، في حين صعدت واردات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 65% إلى 17.5 مليون طن.
ويأتي ذلك مع ارتفاع معروض الغاز المسال العالمي بأكثر من 5% خلال عام 2025، مع توقعات بنمو أكبر (7%) خلال 2026، مدعومًا بصورة رئيسة بزيادة الإنتاج من المشروعات الجديدة في الولايات المتحدة وكندا.
وزادت طاقة تسييل الغاز في الولايات المتحدة وحدها بمقدار 24 مليون طن سنويًا خلال عام 2025، ليصل إجمالي القدرة العاملة إلى 116 مليون طن سنويًا، بعد تشغيل المرحلتين الأولى والثانية من مشروع بلاكمينز للغاز المسال بولاية لويزيانا، وأول وحدتين من المرحلة الثالثة من مشروع كوربوس كريستي بولاية تكساس.
يمكنكم متابعة المزيد من حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2025 عبر الضغط (هنا)، كما يمكن الاطّلاع على حصاد عام 2024 (هنا).
المصادر:
- إنتاج الغاز الطبيعي في 2025، من وكالة الطاقة الدولية
- تجارة الغاز عبر الأنابيب والمسال، من منتدى الدول المصدرة للغاز
- بيانات قدرة إسالة الغاز في أميركا، من منتدى الدول المصدرة للغاز





