التقاريرتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

وقود الطيران المستدام في بريطانيا لا يلبي الهدف الذي حددته الحكومة (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • الحكومة البريطانية ألزمت الموردين بتحقيق أهداف محددة لوقود الطيران المستدام
  • وقود الطيران المستدام كان يُنتج حصريًا من زيت الطهي المُعاد تدويره من آسيا
  • استُعمل ما يزيد قليلًا على 160 مليون لتر من وقود الطيران المستدام
  • الطائرات العاملة بوقود الطيران المستدام تُصدر كميات متساوية من ثاني أكسيد الكربون في أثناء الطيران

يبدو أن استعمال وقود الطيران المستدام في بريطانيا لا يلبي الهدف السنوي الذي حدّدته حكومة البلاد، في يناير/كانون الثاني 2025، سعيًا منها لخفض انبعاثات القطاع وتحقيق هدف الحياد الكربوني.

وتُظهر بيانات الإنتاج التي نشرتها وزارة النقل البريطانية، التي تُغطّي معظم عام 2025، أن وقود الطيران المستدام لم يُمثّل سوى 1.6% من الوقود المُورّد للرحلات الجوية في المملكة المتحدة، أي أقل بنسبة 20% من حيث الحجم عن نسبة 2% المطلوبة لتلبية المتطلبات، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وفرضت الحكومة هذا القرار في يناير/كانون الثاني 2025، الذي يُلزم الموردين بتحقيق أهداف محددة لوقود الطيران المستدام -الذي يرى قطاع الطيران أنه مهم لخفض انبعاثات الكربون- ضمن مزيج وقود الطيران الإجمالي في المملكة المتحدة.

ويرتفع الهدف الإلزامي بصفة حادة من 2% في عام 2025 إلى 10% في عام 2030، ثم إلى 22% في عام 2040، بما في ذلك استعمال وقود الجيل الثاني الذي يُنظر إليه على أنه أكثر استدامة على المدى الطويل.

إنتاج وقود الطيران المستدام من زيت الطهي

حتى الآن، كان وقود الطيران المستدام يُنتج حصريًا من زيت الطهي المُستعمل من آسيا، وتحديدًا من الصين، وفقًا لبيانات وزارة النقل البريطانية.

وتُظهر البيانات أنه استُعمل ما يزيد قليلًا على 160 مليون لتر من وقود الطيران المستدام، من أصل 10 مليارات لتر من وقود الطائرات الذي حُرق في رحلات الطيران البريطانية حتى أوائل أكتوبر/تشرين الأول المنصرم.

وأوضحت الوزارة أن الوقت اللازم للتحقق يعني أن الأرقام أولية، ومن غير المتوقع نشر الأرقام النهائية للعام حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2026.

وقال متحدث باسم الوزارة: "هذه الأرقام لا تُقدّم الصورة الكاملة. فأحجام وقود الطيران المستدام في ازدياد مستمر، ولم يُبلغ جميع الموردين عن الوقود الذي ورّدوه".

طائرة تعمل بواسطة وقود الطيران المستدام في بريطانيا
إحدى طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني العاملة بوقود الطيران المستدام – الصورة من صحيفة إندبندنت

انبعاثات الطائرات العاملة بوقود الطيران المستدام

ما تزال الطائرات العاملة بوقود الطيران المستدام تُصدّر كميات متساوية من ثاني أكسيد الكربون في أثناء الطيران، إلا أن صافي البصمة الكربونية يُحسب على أنه أقل بكثير نظرًا إلى طريقة إنتاج هذا الوقود، مقارنةً بوقود الطائرات النفاثة العادي، حسب تحديثات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ورغم أن العديد من العلماء والمنظمات البيئية ما يزالون متشككين بشدة في إمكانية توفيره، يُنظر إلى إنتاج وقود الطيران المستدام واستعماله بوصفه السبيل الوحيد أمام الطيران التجاري، خصوصًا الطيران لمسافات طويلة، لخفض انبعاثاته.

وعلى الرغم من أن الحكومة البريطانية دعّمت قطاع الطيران بصفته محركًا للنمو الاقتصادي ومنحت تراخيص للمطارات، بما فيها غاتويك ولوتون، للتوسع السريع، وعد الوزراء بالتشاور مع لجنة تغير المناخ بشأن خطط بناء مدرج ثالث في مطار هيثرو.

وصرّح وزير الطيران، كير ماثر، في مؤتمر صناعي عُقد في لندن مطلع هذا الشهر، بأن توسعة مطار هيثرو ستظل خاضعة لمعايير حزب العمال الـ4، بما في ذلك خفض تأثيرها في المناخ، لكن خفض الانبعاثات الكربونية سيكون بمثابة "رخصة للنمو".

وقال إن "وقود الطيران المستدام يمثّل أكبر فرصة، وإن مشروع قانون الحكومة بشأن وقود الطيران المستدام في بريطانيا، الذي يمر عبر مجلس اللوردات، سيوفّر آلية ضمان الإيرادات التي طالبتم بها؛ سعر مضمون لوقود الطيران المستدام يقلّل المخاطر على المستثمرين ويعزز ثقة المنتجين".

تشجيع استعمال وقود الطيران المستدام

شجّع مطار هيثرو في المملكة المتحدة على استعمال وقود الطيران المستدام من خلال برنامج حوافز يخفّض رسوم الهبوط لشركات الطيران التي تستعمل وقودًا أنظف.

ويتوقع المطار تحقيق هدفه المتمثل في استعمال 3% من وقود الطيران المستدام خلال عام 2025.

ورغم ذلك، تواجه شركات الطيران نقصًا في الإمدادات المتاحة خارج المطارات المحورية الكبرى، وتساءلت عما إذا كان بالإمكان تلبية المتطلبات المستقبلية، لا سيما مع فرض استعمال الجيل الثاني من وقود الطيران المستدام ونظيره الاصطناعي، وهما أكثر تكلفة، ولم يُنتجا بعد على نطاق واسع.

وحقّقت المملكة المتحدة تقدمًا يفوق معظم دول العالم في مجال الطيران.

طائرة تستعمل وقود الطيران المستدام في بريطانيا
عملية التزوّد بوقود الطيران المستدام في مطار هيثرو – الصورة من سكاي نيوز

بدوره، حذّر الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا IATA) مؤخرًا من تباطؤ نمو الإنتاج العالمي، إذ لا يغطي وقود الطيران المستدام سوى 0.6% من إجمالي استهلاك وقود الطائرات في عام 2025، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 0.8% في عام 2026.

وانتقد المدير العام لإياتا، ويلي والش، هذه المتطلبات، مضيفًا: "إذا كان الهدف هو زيادة إنتاج وقود الطيران المستدام لتعزيز خفض انبعاثات الكربون في قطاع الطيران، فعليهم التعلم من الإخفاقات والعمل مع هذا القطاع لوضع حوافز فعّالة".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

البيانات تشير إلى أن استعمال وقود الطيران المستدام في المملكة المتحدة من غير المرجح أن يحقق هدف عام 2025، من الغارديان.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق