الكهرباء المولدة بالطاقة النووية في الإمارات تدعم إنتاج الحديد الأخضر
تدعم الكهرباء المولدة بالطاقة النووية في الإمارات جهود البلاد الرامية إلى خفض الانبعاثات خاصة من القطاعات كثيفة الاستهلاك، وفي مقدّمتها صناعة الحديد والصلب.
وأعلنت مجموعة إمستيل -إحدى أكبر الشركات المُدرَجة لإنتاج الحديد ومواد البناء- التعاون مع شركة الإمارات للطاقة النووية بهدف خفض الانبعاثات الكربونية في عمليات إنتاج الحديد.
وتعتزم إمستيل استعمال كهرباء تنتجها محطات الطاقة النووية في الإمارات -وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)-، ومعتمدة بموجب برنامج شهادات الطاقة النظيفة في أبوظبي (معيار I-REC)، الذي تشرف عليه شركة مياه وكهرباء الإمارات.
ويؤكد استعمال شهادات الطاقة النظيفة دور الطاقة النووية في دعم التصنيع المسؤول بيئيًا، وتعزيز ريادة الإمارات في تطوير قطاع صناعي مستدام، ويدعم برنامج الحديد المستدام، أو ما يُعرَف بالحديد الأخضر لدى مجموعة إمستيل الذي يوحّد مبادراتها في إزالة الكربون الممتدة لعقود.
محطات براكة النووية
يأتي التعاون امتدادًا لشراكة تجاوزت 10 أعوام بين إمستيل وشركة الإمارات للطاقة النووية، فخلال مرحلة الأعمال الإنشائية في محطات براكة النووية، أول مشروعات الطاقة النووية في الإمارات.
وردت إمستيل 160 ألف طن من حديد التسليح المعتمد للاستعمالات الإنشائية في محطات براكة، ما لبى 60% من إجمالي متطلبات المحطات من حديد التسليح.
وتنتج محطات براكة النووية، التي طوّرتها وتمتلكها شركة الإمارات للطاقة النووية، نحو 40 تيراواط/ساعة سنويا، لتلبي ما يصل إلى 25% من إجمالي الطلب على الكهرباء في الإمارات، وتسهم في الحدّ من 22.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويًا.
وتمّ إنجاز وتشغيل كل محطة من محطات براكة النووية وفق أعلى المعايير العالمية بمتوسط زمني بلغ 7.9 سنوات لكل محطة، ما يرسّخ معايير جديدة لتطوير مشروعات الطاقة النووية السلمية على مستوى العالم.
وبمدّة تشغيل لا تقل عن 60 عامًا، تُبرز محطات براكة الدور المحوري للطاقة النووية في الإمارات بتعزيز أمن الطاقة في البلاد ودعم استدامتها، وزيادة القدرة المتاحة للنمو الصناعي، إلى جانب الإسهام في بناء شبكة كهرباء أقوى وأكثر مرونة.

ويتيح اعتماد شهادات الطاقة النظيفة التي تنتجها الطاقة النووية لشركة إمستيل الحصول على كهرباء نظيفة، ما يخفض الانبعاثات الكربونية للمرحلة الثانية مباشرة، ويقلل البصمة الكربونية لإنتاج الحديد في الإمارات.
ويجعل هذا الإجراء إمستيل أول شركة منتجة للحديد في المنطقة تستعمل شهادات طاقة نظيفة معتمدة من مصادر نووية، في خطوة تعكس التزام الشركة بالابتكار والمسؤولية في واحد من القطاعات الأكثر تحديًا في خفض الانبعاثات.
وتستعمل إمستيل حاليًا 86% من الكهرباء النظيفة في عمليات إنتاج الحديد، و14% في إنتاج الاسمنت، وتشمل هذه النسب: مليونًا و484 ألف ميغاواط/ساعة من الطاقة النووية، و651 ألفًا و594 ميغاواط/ساعة من الطاقة الشمسية لعمليات الحديد والاسمنت معًا.
وتستهدف إمستيل الوصول إلى كهرباء نظيفة بنسبة 100% بحلول عام 2030، ما ينسجم مع خريطة طريقها طويلة الأمد لخفض البصمة الكربونية.
الحديد الأخضر
قال الرئيس التنفيذي لمجموعة إمستيل، المهندس سعيد غمران الرميثي،: "تشكّل الطاقة النظيفة، إلى جانب توظيف التقنيات المتقدمة والبيانات الموثوقة، مرتكزات أساسية لأيّ نهج فعّال لخفض الانبعاثات في القطاع الصناعي".
أضاف: "يجسّد برنامج الحديد الأخضر (TrueGreen) الإطار الذي نُفعّل من خلاله هذه المبادئ في مختلف مراحل العمليات"، إذ يُعزز تعاوننا مع شركة الإمارات للطاقة النووية محفظتنا من مصادر الطاقة النظيفة، ويدعم إستراتيجيتنا طويلة الأمد لزيادة إنتاج الحديد منخفض الكربون".
وشدد على أن الشراكات الوطنية قادرة على تسريع مسار التحول الصناعي، وترسيخ مكانة الإمارات بصفتها إحدى الدول المتقدمة عالميًا في مجال التصنيع المستدام
وقال العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة الإمارات للطاقة النووية محمد الحمادي: "يُبرز التعاون بين شركة الإمارات للطاقة النووية وإمستيل القيمة الحقيقية للانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة، من خلال دعم القطاعات الصناعية بطاقة نظيفة موثوقة مدعومة بشهادات يمكن تتبُّعها، مع ضمان استقرار الشبكة الكهربائية في الوقت نفسه".
وأضاف: "يُحوّل هذا التعاون الشراكة التي امتدت لأكثر من عقد إلى نموذج يمكن تطبيقه في القطاعات الأكثر تحديًا بما يتعلق بخفض الانبعاثات الكربونية، وتعزيز القدرة التنافسية وضمان استمرار سلاسل التوريد".
وأشار إلى أنه مع الارتفاع المتسارع في الطلب الناتج عن تنامي استعمالات الذكاء الاصطناعي وزيادة الاعتماد على الكهرباء والنمو الصناعي، تسهم محطات براكة بشكل كبير في تمكين الإمارات من مواصلة النمو الاقتصادي دون زيادة في الانبعاثات الكربونية، إلى جانب تقديم حلول موثوقة لإنتاج كهرباء نظيفة ووفيرة على نطاق واسع وبكفاءة زمنية عالية.
ويبرز التعاون بين الجانبين الدور المتنامي للشراكات بين القطاعات المختلفة في دفع عجلة التحول الصناعي في الإمارات.
وتُرسي إمستيل معايير إقليمية رائدة لإنتاج الحديد منخفض الكربون، لتسلط الضوء على كيفية إسهام الانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة والتنافسية الصناعية في تحقيق أهداف إستراتيجية الإمارات للحياد الكربوني 2050.
موضوعات متعلقة..
- محطات براكة النووية في الإمارات تُكمل أول عام من التشغيل التجاري الكامل
- إنجاز تاريخي.. رابع محطات براكة النووية في الإمارات تدخل التشغيل التجاري
اقرأ أيضًا..
- استهداف حقول النفط والمصافي.. ماذا حدث لقطاع الطاقة في السودان خلال 2025؟
- قطاع الطاقة السعودي في 2025.. عام استثنائي للكهرباء المتجددة والغاز
- 5 حقول غاز عربية تشهد أحداثًا مهمة في 2025





