تتأهّب مصفاة نفط في بنغلاديش تعتمد على نفط السعودية والإمارات، لتنفيذ خطط تطوير تستهدف رفع سعتها التكريرية، بهدف تعزيز أمن الطاقة في البلد الواقع بجنوب آسيا.
ومنحت الحكومة البنغلاديشية الضوء الأخضر لتطوير مصفاة إيسترن ريفاينري ليمتد (Eastern Refinery Limited) التي تأسّست في عام 1968، وتبلغ سعتها التكريرية حاليًا نحو 1.5 مليون طن متري (11 مليون برميل) سنويًا.
*(الطن = 7.3 برميلًا من النفط الخام)
وفي الوقت الراهن تلبي مصفاة نفط إيسترن ريفاينري ليمتد نحو 20% فقط من إجمالي الطلب على المنتجات النفطية في بنغلاديش، في حين تستورد البلاد بقية احتياجاتها من الخارج، وفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي إطار المشروع، ستشهد المصفاة تنفيذ مجموعة واسعة من الأعمال، بما في ذلك تجهيز الموقع، والهندسة التفصيلية، والمشتريات، والإنشاءات التي تتضمّن الأعمال المدنية والميكانيكية.
كما تشمل أعمال التوسعة تركيب 20 وحدة معالجة و18 مرفقًا إلى جانب وحدات خارجية.
مصفاة بنغلاديش
تقترب أعمال تطوير مصفاة بنغلاديش من التنفيذ، بعدما وافقت اللجنة التنفيذية للمجلس الاقتصادي الوطني (إكني) على تحديث المشروع وتوسيعه نظير 35 ألفًا و465 كرور تاكا (2.9 مليار دولار)، بهدف خفض اعتماد بنغلاديش على المنتجات النفطية المستوردة، وفق ما أورده موقع "ذا بيزنس ستاندارد".
*(الكرور وحدة ترقيم في دول جنوب آسيا تعادل 10 ملايين)
*(التاكا البنغلاديشية = 0.0082 دولارًا)
وعقدت اللجنة التنفيذية للمجلس الاقتصادي الوطني اجتماعها اليوم الثلاثاء 23 ديسمبر/كانون الأول 2025، برئاسة كبير المستشارين، رئيس الحكومة المؤقتة محمد يونس في العاصمة البنغلاديشية دكا.
ويُعوّل على المشروع في تقليل اعتماد بنغلاديش على المنتجات النفطية المستوردة مع زيادة إجمالي سعة تكرير النفط الخام لتصل إلى 45 لاخ طن سنويًا (ما يعادل 4.5 مليون طن أو 33 مليون برميل).
*(اللاخ وحدة ترقيم في دول جنوب آسيا تعادل 100 ألف)
وقال مسؤولو لجنة التخطيط إنه في الوقت الذي لم يستجب فيه شركاء التنمية بإيجابية، قررت الحكومة تنفيذ مشروع المصفاة، المعروفة اختصارًا بـ"إي آر إل-2" (ERL-2)، عبر الأموال العامة.
ومن بين إجمالي تكلفة مشروع مصفاة إيسترن ريفاينري ليمتد، البالغة قيمتها 2.9 مليار دولار، يأتي 1.7 مليار دولار من أموال حكومية، في حين تأتي الأموال المتبقية -البالغة قيمتها 1.16 مليار دولار- من شركة إيسترن ريفاينري ليمتد (Eastern Refinery Limited) التابعة لشركة بنغلاديش بتروليوم كوربوريشن (Bangladesh Petroleum Corporation) الحكومية.

نفط السعودية والإمارات
قال المسؤولون إن الوحدة الثانية من مصفاة إيسترن ستُبنى بالسعة التي تمكّنها من تكرير النفط الخام المستورد ليس فقط من الشرق الأوسط -وتحديدًا السعودية والإمارات-، ولكن من أوروبا وأفريقيا كذلك؛ ما يخفّض من اعتماد الحكومة على الخام الشرق أوسطي.
وأعلنوا كذلك اكتمال التصميم الأساسي للمصفاة باستعمال الخام العربي الخفيف وخام مربان موادّ خامًا، وفق تفاصيل اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ومع ذلك سيتخذ القائمون على المصفاة مزيدًا من الترتيبات كذلك لتكرير النفط الخام المستورد من مصادر مختلفة مثل روسيا والنرويج ونيجيريا.
ووفق مقترح المشروع، ستصمّم مصفاة نفط إيسترن ريفاينري ليمتد لمعالجة خام الأورال الروسي أو خام براس ريفر (Brass River) النيجيري عبر غَلْي الوقود بصورة منفصلة قبل التكرير.
وينص المقترح كذلك على تضمين مرافق لخلط النفط الخام، لتمكين عملية تكرير أنواع النفط الخام الثقيلة.
ولتحقيق هذا الهدف، ستُجهّز الوحدة الجديدة بنظام مرن قادر على معالجة النفط الخام الثقيل من دول عدة.
وبخصوص خفض التكاليف، قالت وزارة الطاقة البنغلاديشية إن نفقات مشروع مصفاة النفط قد انخفضت عبر إزالة المكونات غير الضرورية كافّة من المنشأة.

قيود مالية
في عام 2010 اتُّخِذ القرار الخاص بخطة بناء مصفاة نفط "إي آر إل -2"؛ وفي عام 2013 وافقت الحكومة البنغلاديشية على تخصيص 13 ألف كرور تاكا للمشروع، ومع ذلك لم يشهد أي تقدم يُذكر بشأن أعمال البناء.
وبينما أحيت شركة بنغلاديش بتروليوم كوربوريشن الخطة نفسها في عام 2022 عبر التمويل الذاتي، ارتفعت التكلفة المقدرة لتصل إلى 23 ألف كرور تاكا، لكن أعمال البناء لم تبدأ بعد.
وقال مسؤولون إن التأخيرات البيروقراطية وإجراءات التنفيذ المعقّدة ومشكلات التمويل حالت دون تقدم المشروع.
وفي عام 2024 أبدت شركة إس علم غروب (S Alam Group) اهتمامًا ببناء مصفاة نفط "إي آر إل-2" بتكلفة لامست 25 ألف كرور تاكا.
وفي 9 يوليو/تموز الماضي وافقت وزارة الطاقة على المقترح، غير أن المشروع قد توقف في أعقاب انهيار حكومة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة على خلفية احتجاجات حاشدة.
ثم أعادت الحكومة المؤقتة إحياء المشروع لاحقًا، وسعت للحصول على قروض أجنبية لبدء التنفيذ.
لكن نظرًا إلى عدم تمكنها من تأمين التمويل الأجنبي، قررت الحكومة تنفيذ المشروع باستعمال الأموال الحكومية وتمويلات شركة بنغلاديش بتروليوم كوربوريشن.
وفي البداية، قدّرت تكلفة المشروع بـ42 ألفًا و973 كرور تاكا، منها 30 ألفًا و499 كرور تاكا من أموال حكومية، و12 ألفًا و473 كرور تاكا من بنغلاديش بتروليوم كوربوريشن.
لكن تكلفة المشروع خُفّضت في أعقاب تدقيقه من قِبل لجنة التخطيط.
موضوعات متعلقة..
- أرامكو تخفض أسعار النفط السعودي إلى آسيا لشهر يناير 2026
- أسعار النفط السعودي إلى آسيا قد تنخفض لأدنى مستوى في 5 سنوات (مسح)
- قطاع الكهرباء في بنغلاديش يواجه أزمة الوقود المستورد.. وهذه أبرز الحلول
اقرأ أيضًا..
- مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر في السعودية يقترب من الإنجاز
- أكبر محطة طاقة شمسية عائمة بجنوب شرق آسيا تطورها الإمارات
- السيارات الكهربائية ترفع مبيعات هيونداي وكيا في أوروبا
المصادر:
1. تطوير مصفاة بنغلاديش المعتمدة على نفط السعودية والإمارات من "زا بزنس ستاندارد".
2.أهداف تطوير المصفاة من "بي إس إس نيوز".





