مصنعو البطاريات في أوروبا يطالبون بالمكون المحلي في المناقصات الحكومية
رسالة تحذر من عواقب إهمال المطلب
حياة حسين
طالب مصنّعو البطاريات في أوروبا بوضع نسبة المكون المحلي ضمن شروط المناقصات الحكومية المطروحة في القطاع؛ لحماية الصناعة من المنافسة الآسيوية، التي تهيمن على أكثر من 90% من أسواق دول القارة، وذلك في رسالة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
وبعثت رابطة صناعة البطاريات "يوروبات" Eurobat، إضافة إلى عدّة شركات، تُحذِّر فيها من أن الصناعة مهددة بمخاطر عديدة، ومن بين الشركات التي انضمت للشكوى، التي تُعدّ الثانية في قطاع السيارات الأوروبية خلال أيام قليلة: "إيه سي سي" ACC ، و"فركور"Verkor، و"ألبمارل"Albemarle، وفق المعلومات التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وكان الرئيس التنفيذي لشركة ستيلانتس أنطونيو فيلوسا قد حذّر يوم السبت 20 ديسمبر/كانون الأول 2025 من أن صناعة السيارات الأوروبية باتت مُهددة بفقد جاذبيتها للاستثمارات الجديدة، وتوقُّف النمو اللازم لقوة سلسلة الإمداد وتوفير الوظائف؛ بسبب قرار الاتحاد بشأن مركبات البنزين الذي اتخذه الأعضاء الأسبوع الماضي، والذي يقضي بخفض الانبعاثات 90% بحلول 2035.
وذكر مصنّعو البطاريات في أوروبا بشكواهم المحذِّرة لرئيسة المفوضية تحديدًا المنافسة الآسيوية، التي تعني -على الأرجح- الصينية، إذ تهيمن بكين على الصناعات النظيفة، بمنتجات متنوعة وأقل تكلفة.
وتشغل مسألة التنافسية قادة صناعة السيارات عامة، والكهربائية وبطارياتها خاصة، وهو ما يعكسه قول فيلوسا: "المعايير التي وضعها الاتحاد الأسبوع الماضي لا تشمل أيًّا من الإجراءات العاجلة المطلوبة لإنقاذ نمو صناعة السيارات الأوروبية، ودون نمو من الصعب جدًا ضخ استثمارات إضافية في القطاع".
الاتحاد يخاطر بصناعة البطاريات في أوروبا
قال مصنّعو البطاريات في أوروبا، برسالة تحذير موجّهة لرئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، إن الاتحاد يخاطر بخسارة صناعة تصل قيمتها إلى 250 مليار يورو (292.5 مليار دولار أميركي) لصالح المنافسين الآسيويين.
(اليورو = 1.17 دولارًا أميركيًا).
وعبرًت الشركات عن رؤيتها لقطاع البطاريات بأنه يمثّل عاملًا رئيسًا للاستدامة الاقتصادية، وركيزة لأمن الطاقة، وفق تقرير لموقع "ميتال ألغبروم".
لذلك اقترحوا تطبيق متطلبات المكون المحلّي في المناقصات الحكومية، إضافة إلى تقديم حوافز وطنية للسيارات الكهربائية، واتفاقيات تجارية، وتشريعات لأساطيل المركبات، إلى جانب معايير لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
ويجادل المصنّعون أن قواعد المكون المحلي معمولٌ بها بالتكتلات الاقتصادية الكبيرة في أنحاء العالم، ويحذّرون أنه من دون اتخاذ إجراء عاجل، فإن أوروبا تخاطر بفقد أكثر من 350 ألف وظيفة، وتحدّ من عملية التحول إلى السيارات الكهربائية.
وتفرض الدول في أنحاء العالم على المستثمرين الأجانب لديها الاعتماد في مصانعها على نسبة محددة من المكون المحلي، لضمان تشغيل مصانعها وتوفير فرص عمل.

أزمة نورثفولت السويدية
قال مصنّعو البطاريات في أوروبا برسالة تحذير لرئيسة المفوضية، إن الشركات الصينية والكورية الجنوبية تنتج 90% من بطاريات أوروبا، وقد تسبَّب ذلك في فشل -أو تقليص- مشروعات حديثة مثل "نورثفولت" (Northvolt)، وعلّق بعضهم خطط بناء مصانع بطاريات ضخمة.
وبدأت الإشارات الأولى لإفلاس الشركة السويدية في سبتمبر/أيلول 2024، حيث أشعل قرار إستراتيجي اتخذته رائدة تصنيع البطاريات بتقليص حجم عملياتها والوظائف، الكثير من التخوفات بشأن إمكان توقّف المشروع، وسط خطط لتقليص اعتماد شركات السيارات الأوروبية على المنتجات الصينية.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة بيتر كارلسون حينها، إن شركته ستوقف إنتاج مادة الكاثود الفعالة (CAM) التي تعدّ إحدى المكونات الرئيسة لصناعة البطاريات.
وتفاقمت أزمة الشركة السويدية مع إلغاء عملاق السيارات الألمانية بي إم دبليو (BMW)، خلال شهر يونيو/حزيران من العام نفسه، صفقة شراء بطاريات منها بقيمة تقارب مليارَي دولار.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة -التي تأسست خلال عام 2016-، إنها ستلغي خططها للمرفق التصنيعي التابع لها في السويد، في حين ستبحث عن مستثمرين لتطوير مصنعها في بولندا.
وعلّق المؤسس المشارك في شركة إس سي إنسايتس (SC Insights) لسلاسل الإمداد، آندي ليلاند، على هذه الأحداث قائلًا، إن نورثفولت كانت من أبرز العلامات التجارية في صناعة البطاريات الأوروبية، واتجاه الشركة لتقليص إنتاج البطاريات في أوروبا سيؤدي لاعتماد القارة العجوز صناعيًا على بلدان قارة آسيا في المستقبل لإمدادها بالمنتجات.
موضوعات متعلقة..
- وحدات تخزين الكهرباء بالبطاريات تشهد انتشارًا واسعًا في أوروبا (تقرير)
-
صناعة البطاريات في أوروبا تحتضر.. 4 خطوات لاستعادة المنافسة (تقرير)
-
اتفاقيات شراء الكهرباء الهجينة قد تحل أزمة الطاقة في أوروبا.. ما دور البطاريات؟
اقرأ أيضًا..
- 5 حقول غاز عربية تشهد أحداثًا مهمة في 2025
-
تراجع مشروعات الهيدروجين الأخضر عالميًا يصيب 3 دول عربية في 2025
-
5 مشروعات أنابيب غاز قد لا ترى النور.. الجزائر والمغرب في المقدمة
المصادر:





