التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيرئيسية

كيف يسهم ثاني أكسيد الكربون في اخضرار الأرض وزيادة المحاصيل؟ تقرير يكشف مفاجأة

نوار صبح

يسهم ارتفاع تركيز ثاني أكسيد الكربون في اخضرار الأرض وزيادة المحاصيل، وأدى ذلك إلى ازدياد مساحة الغطاء النباتي، وهي ظاهرةٌ تتجاهلها وسائل الإعلام التقليدية: اخضرار الأرض الناتج عن ثاني أكسيد الكربون، التي أقرّتها الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء الأميركية "ناسا" (NASA).

في هذا الإطار، تؤكد بيانات الأقمار الصناعية من العقود الـ4 الماضية زيادةً ملحوظةً في الغطاء النباتي على ما يصل إلى نصف الكرة الأرضية، حسب تحديثات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

خلال هذه المدة، ارتفع تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي من نحو 350 جزءًا في المليون إلى أكثر من 400 جزء في المليون، ويعود السبب الرئيس في ذلك إلى حرق الوقود الأحفوري.

ويرى محللون أنها نعمةٌ جاءت في وقتها تمامًا لتلبية الزيادة المستمرة في عدد السكان والطلب على الغذاء، الذي يُمكّن البشرية من تحقيق جميع مساعيها الأخرى، من تطورات في الذكاء الاصطناعي والطب وغيرها.

النباتات تستفيد من ثاني أكسيد الكربون

يرى الباحث العلمي المشارك لدى تحالف ثاني أكسيد الكربون، في مدينة فيرفاكس بولاية فرجينيا، فيجاي جاياراج، أن وراء هذه الوفرة تكمن عمليةٌ أساسيةٌ لجميع أشكال الحياة، بدءًا من النباتات: التمثيل الضوئي، وهي آليةٌ تستعمل بها النباتات ثاني أكسيد الكربون والماء وضوء الشمس لصنع السكريات اللازمة للغذاء.

وأوضح أنه عندما يرتفع تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، سواءً كان ذلك بسبب انبعاثات الأنشطة البشرية أو أيّ مصدر آخر، تنمو النباتات بشكل أسرع.

وقال: "من فوائد ذلك أنها تستعمل الماء بكفاءة أكبر، ما يجعلها أكثر مقاومةً للظروف القاحلة ويُوسّع نطاق انتشارها الجغرافي".

وفي الوقت نفسه، تختلف استجابة النباتات لزيادة الكربون، لكنها دائمًا تكون إيجابية.

وأشار فيجاي جاياراج إلى أن زيادة تركيز الكربون إلى نحو 800 جزء في المليون -أي أكثر من ضعف تركيزه الحالي في الغلاف الجوي- تزيد المحاصيل بنسبة تتراوح بين 10% و100%، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

حبوب البن في مزرعة بالبرازيل
حبوب البن في مزرعة بالبرازيل – الصورة من وكالة الصحافة الفرنسية

الزراعة المحمية

قال الباحث العلمي المشارك لدى تحالف ثاني أكسيد الكربون، في مدينة فيرفاكس بولاية فرجينيا، فيجاي جاياراج: "في الزراعة المحمية، تُرفع مستويات ثاني أكسيد الكربون إلى نحو 1000 جزء في المليون لزيادة إنتاج الطماطم والخيار بنسبة تتراوح بين 20% و40%".

وأشار إلى أن نباتات أخرى، مثل الذرة وقصب السكر والدخن، تستفيد من ارتفاع تركيز الكربون في الغلاف الجوي، ويكون تأثيره الإيجابي أكثر وضوحًا في ظل موجات الحر الجفاف.

ويتمثل الخبر السارّ في أن نباتات البن نفسها تستفيد من ارتفاع تركيز ثاني أكسيد الكربون.

بالمثل، أظهرت دراسات في أميركا اللاتينية أن ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون عزّز عملية التمثيل الضوئي في نبات البن، وزاد من المحصول بنسبة تتراوح بين 12% و14%.

وأردف فيجاي جاياراج: "يُغفل الكثيرون أن العصر الجليدي الصغير، الذي امتدّ من نحو عام 1300 إلى 1850، تسبَّب في فشل المحاصيل والمجاعة في أجزاء واسعة من أوروبا وآسيا".

وأضاف: "تجمدت الأنهار، وتقلصت مواسم الزراعة، عانى العديد من المجتمعات خلال أوقات الندرة الناجمة عن البرد".

نتائج معاكسة

قال الباحث العلمي المشارك لدى تحالف ثاني أكسيد الكربون، في مدينة فيرفاكس بولاية فرجينيا، فيجاي جاياراج: "جاء القرن الـ20 بنتائج معاكسة: مواسم زراعة أطول في ظل مناخ أكثر دفئًا بشكل طفيف، مصحوبة بمستويات أعلى من ثاني أكسيد الكربون".

انبعاثات ثاني أكسيد الكربون

وأكد أن هذا لا يُنذر بكارثة بحسب ما يصورها بعضهم، إذ توقّع تحليل أُجري عام 2025 أن تكون التغيرات في متوسط ​​المحاصيل العالمية محايدة أو إيجابية حتى ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 5 درجات مئوية في المستقبل.

وأكد فيجاي جاياراج أن المتشائمين من تغير المناخ وحدهم يعارضون هذا الوفر من الخضرة الناتجة عن الدفء الحديث وتركيزات الكربون.

وأشار إلى أن هؤلاء هم من تصدّروا عناوين الأخبار في وسائل الإعلام الشعبية وجلسات نقاش السياسات في بروكسل وواشنطن، وهم يسرقون متعة التمتع بهذا الوفر الطبيعي بنشرهم مخاوف زائفة، بل يعرقلون ازدهار الدول وسيادتها.

وأوضح أن المتشائمين من تغير المناخ ينظرون إلى كوكب يزداد اخضرارًا فيرون فيه كارثة.

وأردف: "عندما تُعلن وكالة ناسا أن الأرض قد أضافت غطاءً نباتيًا يعادل مساحة قارتين أميركيتين، يحذّرون من أن هذا لن يدوم، وأن الفوائد مؤقتة، وأن الهلاك ما يزال ينتظرنا".

وقال: "عندما يُبلغ المزارعون عن محاصيل وفيرة بفضل مواسم النمو الأطول والتسميد بثاني أكسيد الكربون، يُصرّ المتشائمون من تغير المناخ على أن المكاسب لا تُقارن بأهوال مستقبلية غير محددة".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق