إيران تقطع الغاز عن العراق وتستثني تركيا
أزمة الكهرباء مرشحة للتفاقم
ياسر نصر

في خطوة متكررة بهذا الوقت سنويًا.. إيران تقطع الغاز عن العراق، ما يعيد أزمة توقُّف الإمدادات بين بغداد وطهران إلى الواجهة من جديد.
وأعلنت وزارة الكهرباء العراقية اليوم الثلاثاء 23 ديسمبر/كانون الأول (2025) توقُّف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل، في تطور يعيد إلى الأذهان سيناريو بات يتكرر سنويًا مع دخول فصل الشتاء.
وكشفت مصادر في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة (مقرّها واشنطن) أن طهران استثنت أنقرة من إجراء قطع الغاز، إذ تقترب واردات تركيا من الغاز الإيراني من 7 مليارات متر مكعب منذ بداية العام حتى منتصف ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وأضافت أن هناك تنسيقًا كبيرًا طوال الوقت بين إيران وتركيا بشأن مصير إمدادات الغاز، خاصةً إذا تطلَّب الأمر تخفيض الضخ أو التوقف المؤقت لإجراء الصيانة، "لكن هذا التنسيق غير فعّال بين العراق وإيران، التي تضع بغداد دائمًا أمام التوقّف المفاجئ عن الضخ".
يأتي هذا التطور في وقت ما يزال فيه العراق يعتمد بصورة رئيسة على الغاز المستورد لتشغيل محطات التوليد، ما يضع منظومة الكهرباء تحت ضغوط كبيرة، ويؤثّر مباشرةً في ساعات التجهيز.
الكهرباء في العراق
قالت وزارة الكهرباء في بيانها: "إيران تقطع الغاز عن العراق بشكل كامل"، ما أدى إلى خسارة المنظومة الكهربائية ما بين 4 آلاف و4500 ميغاواط من الكهرباء المنتجة، نتيجة توقُّف بعض الوحدات التوليدية، وتحديد أحمال وحدات أخرى في عدد من محطات الإنتاج.
وأوضح المتحدث باسم الوزارة أن الجانب الإيراني أرسل برقية رسمية أبلغ فيها بتوقُّف ضخ الغاز لظروف طارئة، دون تحديد سقف زمني واضح لعودة الإمدادات.

وأضاف المتحدث أن الوزارة سارعت إلى اتخاذ إجراءات بديلة بالتنسيق مع وزارة النفط، من خلال الاعتماد على الوقود المحلي لتشغيل المحطات المتأثرة، في محاولة لتجاوز الأزمة مؤقتًا.
وأشار إلى أن الإنتاج ما يزال "تحت السيطرة"، وأن المحطات مستمرة بالعمل رغم تأثُّر بعضها بنقص الغاز، إلّا أن الانعكاس المباشر ظهر بتراجع ساعات تجهيز الكهرباء في عدد من المحافظات، ولا سيما مع انخفاض درجات الحرارة وارتفاع الطلب على الكهرباء.
الغاز الإيراني إلى العراق
لا تعدّ خطوة قطع الغاز الإيراني جديدة على المشهد، إذ يتكرر عنوان "إيران تقطع الغاز عن العراق" سنويًا تقريبًا في المدة ذاتها، مع تزايد الطلب المحلي داخل إيران خلال فصل الشتاء، نتيجة استعمال الغاز في التدفئة وتوليد الكهرباء.
وكانت أزمة مشابهة قد وقعت العام الماضي، لكنها بدأت في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، ما منح العراق وقتًا أطول نسبيًا للتعامل معها، رغم محدودية الاستعدادات آنذاك.
وتعتمد المنظومة الكهرباء في العراق على الغاز الإيراني لتشغيل عدد كبير من محطات الدورة المركبة، ولا سيما في المنطقة الوسطى والجنوبية.
ويؤدي انقطاع الغاز إلى تشغيل الوحدات على وقود بديل أقل كفاءة، مثل الديزل الأحمر أو الوقود الثقيل، ما يرفع تكلفة الإنتاج، ويزيد من معدلات الأعطال والانبعاثات.
ويشكّل فقدان منظومة الكهرباء في العراق ما يصل إلى 4.5 غيغاواط ضربة كبيرة للشبكة، خاصة في ظل محدودية الربط الكهربائي الخارجي، وتأخُّر تنفيذ مشروعات الغاز المصاحب، التي كان من المفترض أن تقلل اعتماد العراق على الاستيراد خلال السنوات الماضية.
تؤكد وزارة الكهرباء أنها استعدت لذروة الأحمال الشتوية عبر تنفيذ برامج صيانة وتأهيل وتوسعة لمحطات التوليد، إلى جانب تنسيق مستمر مع وزارة النفط لتأمين الوقود المحلي.
وفي هذا السياق، يشير الخبير الإستراتيجي في مجال الطاقة، الدكتور أومود شوكري، في مقال خصَّ به منصة الطاقة قبل أيام، إلى أن المصانع في مدينتي طهران وأصفهان واجهت انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، وخُفِضت مخصصات الغاز بنسبة 20-30% للاستعمالات غير الضرورية.
وأضاف أن تهريب البنزين -الذي يبلغ إجماليّه نحو 20 مليون لتر يوميًا- يُقوّض الإمدادات، ويُفاقم الندرة، ويُستنزف إيرادات الدولة، إذ يُؤدي نقص الماء والغاز في إيران إلى خلق "اقتصاد حصص" تترابط فيه الخدمات الأساسية والصناعة وإمدادات الغذاء.
موضوعات متعلقة..
- وزير النفط الإيراني يزور العراق.. هل تعود إمدادات الغاز؟
- هل تقطع طهران الغاز الإيراني نهائيًا عن العراق؟.. مسؤول يجيب لـ"الطاقة"
اقرأ أيضًا..
- احتياطي النفط الإستراتيجي في كوريا الجنوبية يصل لـ100 مليون برميل
- قدرة إسالة الغاز في أميركا ترتفع 24 مليون طن سنويًا.. وهذه توقعات 2030
- 5 حقول غاز عربية تشهد أحداثًا مهمة في 2025





