الهيدروجين في بريطانيا يتعرض لانتكاسة بعد إلغاء 3 مشروعات حكومية
انعدام الطلب أحد الأسباب
حياة حسين
انهارت 3 مشروعات حكومية في قطاع الهيدروجين في بريطانيا قبل استكمال مسيرتها، رغم مرور أشهر على انطلاق العمل في بعضها، ما يمثّل انتكاسة لهذا الوقود النظيف، وإضعافًا لأهداف الحياد الكربوني لحكومة حزب العمال الحالية.
وأول هذه المشروعات هو إنشاء 3 محطات لتزويد الشاحنات بالهيدروجين على الطرق السريعة، لنقل السلع والخامات للمصانع والمخازن، وفق خطة تُدعى "هي هول" HyHaul طرحتها وزيرة النقل هيدي ألكسندر.
ويأتي تمويل المشروع البالغ 14 مليون جنيه إسترليني (18.8 مليون دولار أميركي) من دافعي الضرائب، الذي بات مصيره مجهولًا بعد التوقف، رغم بدء العمل عليه منذ 5 أشهر؛ بسبب تردُّد شركات الشحن في العمل بهذه الشاحنات، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
*(الجنيه الإسترليني = 1.34 دولارًا أميركيًا).
وتواجه صناعة الهيدروجين في بريطانيا عدّة تحديات، أبرزها الافتقار إلى السياسات الحكومية الداعمة، التي تحول دون تحقيق مستهدفات ذلك القطاع الناشئ الذي تتزايد الرهانات عليه في تسريع جهود إزالة الانبعاثات، تحقيقًا لأهداف الحياد الكربوني.
وتتدرج التحديات من عدم اليقين بشأن البيئة التقنية والتنظيمية، مرورًا بالتكاليف المرتفعة، ومعضلات التخزين والنقل، من بين أخرى عديدة.
نماذج انهيار مشروعات الهيدروجين في بريطانيا
يمثّل انهيار مشروع "هاي هول" أحدث مثال على العديد من مشروعات الهيدروجين في بريطانيا، التي تخلّى عنها المستثمرون والحكومة مؤخرًا، مع تراجع الاهتمام بالوقود الخالي من الانبعاثات، وفق تقرير صحيفة "ذا تيليغراف".
ومن المشروعات الأخرى التي واجهت المصير نفسه "إتش 2 تيسيد" H2Teesside، الذي أطلقه وزير الطاقة إيد ميليباند، وكان من المفترض أن تنفّذه شركة النفط البريطانية (بي بي)، بتحويل محطة غاز طبيعي لمحطة هيدروجين، ودفن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أسفل بحر الشمال.
وعلّقت شركة النفط العملاقة الخطة في وقت سابق من شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري (2025) بعد تعارضها مع خطط أخرى يدعمها رئيس الحكومة كير ستارمر لإنشاء أكبر مركز بيانات في أوروبا.
ومن المعروف أن مراكز البيانات تستهلك كميات هائلة من الكهرباء .
كما تخلّت الحكومة عن مشروع مدن الهيدروجين، الذي كان يستهدف دمج الغاز الطبيعي مع الهيدروجين أو استبداله بالكامل في بعض المجتمعات.
وبرّر رئيس "هي هول" كريس جاكسون إلغاء مشروع الهيدروجين في بريطانيا بعدم استعداد العملاء المستهدفين لتوقيع اتفاقيات أو دفع أموال.
وتساءل قائلًا: " كيف يمكن للحكومة حل هذه المشكلة؟.. إذا كان للهيدروجين دور يؤديه مستقبلًا في قطاع النقل، سيكون الدافع شعور قطاع النقل بضرورة الاستثمار فيه بوصفه تقنية خالية من الانبعاثات".
وتابع: " قدم (هي هول) التمويل والمنتج لقطاع الطاقة، ورغم تأكيد رابطة النقل البري على رغبة العملاء فيه، فإن شركات النقل بالشاحنات لم تشتره".

إستراتيجية بوريس جونسون
كان مشروع (هي هول)، الذي طرحته وزيرة النقل البريطانية جزءًا من إستراتيجية أوسع نطاقًا لاستعمال الهيدروجين في بريطانيا في مجالات عدّة، هي: التخزين ونقل الكهرباء المولّدة من المصادر المتجددة مثل الشمس والرياح، إضافة إلى الغاز الطبيعي.
وأصدرت الحكومة السابقة بقيادة بوريس جونسون تلك الإستراتيجية عام 2021، مُعلنةً أن مزارع الرياح ومحطات الطاقة الشمسية ستنتج كميات هائلة من الهيدروجين تكفي ثلث احتياجات المملكة المتحدة من الطاقة بحلول 2050.
وكان من المفترض أن تعدل وزارة الطاقة بقيادة إيد ميليباند الإستراتيجية، وإعلان التعديلات خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، لكنها أجّلت النشر إلى 2026.
ومن المتوقع أن تتخلى الوزارة عن كل أهداف إنتاج الهيدروجين في بريطانيا، ما يُحوّل الهيدروجين من وقود أساس إلى وقود مُتخصص.
وتحظر الحكومة بيع الشاحنات الثقيلة الجديدة التي يصل وزنها إلى 26 طنًا بدءًا من عام 2035 إذا لم تستوفِ متطلبات تحقيق الحياد الكربوني.
كما ستفرض حظرًا على المركبات الأثقل، مثل الشاحنات التي يبلغ وزنها 44 طنًا والتي تنقل البضائع لمسافات طويلة، بدءًا من عام 2040، ما يتطلب ضمان وجود شبكة وطنية من محطات تزويد الهيدروجين بالوقود، أو مراكز شحن للمركبات التي تستعمل البطاريات، بحلول تلك المواعيد.
موضوعات متعلقة..
- استعمال الهيدروجين في مواني بريطانيا.. فرصة واعدة للمدن الساحلية
-
أكبر مشروعات تخزين الغاز والهيدروجين في بريطانيا.. يعمل بكهرباء الرياح البحرية
-
إنتاج الهيدروجين في بريطانيا.. إستراتيجية لخفض الانبعاثات وجذب الاستثمارات (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أرامكو السعودية تدعم المفاعلات المعيارية الصغيرة بتقنية جديدة
-
تفكيك اتفاقية خطوط غاز الشرق.. بين فجوة الإمداد وإعادة رسم السياسة (مقال)
المصادر:





