الطلب على المعادن الحيوية يعتمد على التجارة الدولية.. ما دور الذكاء الاصطناعي؟
وحدة أبحاث الطاقة – مي مجدي

- أكثر من 60% من الطلب على المعادن الحيوية يعتمد على التجارة الدولية.
- الطلب العالمي يرتفع من 28 مليون طن في 2021 إلى نحو 41 مليونًا بحلول 2040.
- الطلب على النحاس سيكون مدفوعًا بالتحول في شبكات الكهرباء والمركبات الكهربائية.
- الذكاء الاصطناعي يزيد من دقة الاستكشاف وتحسين معدلات النجاح.
أصبحت تلبية الطلب على المعادن الحيوية محركًا رئيسًا للتحول العالمي نحو الطاقة النظيفة، مع تزايد أهمية النحاس والكوبالت والليثيوم وغيرها، لتطوير بطاريات السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح وشبكات الكهرباء.
وتشير التقديرات إلى أن الطلب العالمي على هذه المعادن سيرتفع من نحو 28 مليون طن في 2021 إلى 41 مليون طن بحلول 2040.
وبحسب تقرير منتدى الطاقة الدولي، الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة، تلبي التجارة الدولية أكثر من 60% من الطلب على المعادن الحيوية عالميًا، ويسهم ذلك في ترابط الاقتصادات المنتجة والمستهلكة على نحو غير مسبوق.
وفي خضم الاعتماد المتبادل، يبرز الحوار بين المنتجين والمستهلكين ركيزة لاستقرار الأسواق، حيث يساعد في الحد من المخاطر وضمان موثوقية أسواق المعادن الحيوية.
وأكد التقرير أهمية دور الذكاء الاصطناعي، الذي أحدث ثورة في استكشاف المعادن، وزاد كفاءة الاستكشاف ودقته، مع إمكان تحسين فرص الاستثمار وتقليل التكاليف التشغيلية.
اتجاهات الطلب على المعادن الحيوية
أشار تقرير منتدى الطاقة الدولي إلى أن التقدم الحاصل في قطاعات مختلفة، مثل الطاقة المتجددة والنقل والاقتصاد الرقمي، فضلًا عن التوسع السريع في الذكاء الاصطناعي والرقمنة يرفع الطلب على المعادن الحيوية.
في الوقت نفسه، تضغط التزامات اتفاقية باريس للمناخ على الحكومات لتسريع التحول وخفض الانبعاثات، ويضع ذلك المعادن الحيوية في قلب معادلة المناخ والتقنيات.
ومع اتساع نطاق نشر تقنيات الطاقة النظيفة لم تعد كثافة استعمال المواد مسألة ثانوية، بل تحولت إلى قيد هيكلي قد يحدد سرعة التحول وتكلفته ومصداقيته.
ولمواجهة المخاطر يمكن تنويع مصادر الإمدادات، وتوسيع ممارسات الاقتصاد الدائري، وتسريع تطوير بدائل، بدعم من تعاون دولي حقيقي، إلى جانب تبادل منهجي للمعرفة، والحوار بين المنتجين والمستهلكين.
وأكد التقرير أن نجاح التحول يعتمد على طبيعة سلاسل توريد المعادن، فأنماط الإنتاج والتجارة تختلف بين المعادن، وبين مرحلتي التعدين والمعالجة.
وتُظهر المقارنات أنه على الرغم من تقارب مستويات تركّز التعدين بين النفط والليثيوم، فإن الفجوة تظهر في مرحلة المصب (التكرير والتوزيع)، حيث تتمتع المنتجات النفطية المكررة بانتشار عالمي أوسع بنحو 6 أضعاف مقارنة بمنتجات الليثيوم.
في المقابل، يتمتع النحاس بهيكل إمداد عالمي أكثر تنوعًا عبر مرحلتي التعدين والتكرير، رغم دوره المحوري في تحول الطاقة، ويرجع ذلك إلى وجود أكثر من 900 منجم ومصهر ومصفاة للنحاس حول العالم، ونحو ثلثها في الأميركتين.

توقعات الطلب على المعادن الحيوية
أشار التقرير إلى أن النحاس سيمثل ركيزة الطلب على المعادن الحيوية، حيث سيظل حيويًا لتوسع شبكات الكهرباء وانتشار المركبات الكهربائية.
ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على النحاس ليتجاوز 12 مليون طن في تطبيقات الطاقة النظيفة وحدها.
وتكشف البيانات عن أن قطاع النقل، وفي مقدمته المركبات الكهربائية، سيكون محرك الطلب على النحاس عالميًا؛ نظرًا إلى احتواء هذه السيارات على نحو 4 أضعاف كمية النحاس مقارنة بالسيارات التقليدية.
وتوقع التقرير أن الطلب على النحاس المرتبط بالمركبات الكهربائية سيترفع من نحو 0.2 مليون طن في 2020 إلى 2.5 مليونًا بحلول 2030، قبل أن يصل إلى 3.4 مليونًا في 2035.
وسيمثل ذلك 7% من الطلب العالمي بحلول 2030 و11% بحلول 2035، بمعدل نمو سنوي يقارب 14% بين عامي 2025 و2035، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وسيسجل الليثيوم والنيكل أسرع معدلات نمو، مع دورهما الحيوي في بطاريات السيارات الكهربائية وأنظمة تخزين الكهرباء، وسط توقعات بتضاعف الطلب ليتجاوز 10 مرات.
وستظل العناصر الأرضية النادرة والكوبالت ضرورة لتشغيل المحركات عالية الكفاءة والتطبيقات المتقدمة رغم اعتدال زيادة الطلب.
ويُتوقع أن يرتفع الطلب على العناصر الأرضية النادرة في الاتحاد الأوروبي إلى 5-6 أضعاف بحلول 2030.
أما على صعيد القطاعات الأخرى، فسيبقى الطلب على المعادن الحيوية مرتفعًا خلال العقد المقبل، ويعود ذلك إلى التوسع في مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي والاتصالات والأقمار الصناعية.

دور الذكاء الاصطناعي
سلط التقرير الضوء على دور أنظمة الذكاء الاصطناعي في استكشاف مواقع الاحتياطيات من المعادن وتحديدها، مع تحسين معدلات النجاح في الاستكشاف التي كانت تاريخيًا بين 0.1% و3%، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وأدى استعمال هذه التقنيات إلى اكتشاف أحد أكبر احتياطيات العناصر الأرضية النادرة في منجم بروك بولاية وايومنغ الأميركية، ما يعزز الإمدادات المحلية ويدعم تنامي الطلب على المعادن الحيوية.
ومع ذلك، يمتد التحدي إلى الحاجة لضمان الوصول العادل والمستدام لهذه الموارد عبر الأسواق العالمية.
فتاريخيًا، ساعدت الاحتياطيات النفطية على الحماية من تقلبات الإمدادات، وأصبح العالم -حاليًا- بحاجة إلى اعتماد آليات مماثلة لإدارة المخاطر في أسواق المعادن الحيوية، بما يشمل تعزيز الشفافية، وحوار المنتجين والمستهلكين، والتخزين، وتنويع مصادر الإمدادات.
ويشكل البعد البيئي والاجتماعي عاملًا حاسمًا في استدامة أسواق المعادن الحيوية، فاستغلال الاحتياطيات الجديدة قد يستغرق بين 13 و23 عامًا من الاكتشاف إلى الإنتاج، ويجب أن يصاحبه الحصول على موافقات المجتمع المحلي، وضمان استقرار الحوكمة والظروف الاقتصادية.
فالليثيوم، على سبيل المثال، يتركز في دول تواجه ندرة مياه حادة مثل تشيلي وبوليفيا والأرجنتين، كما ترتبط عمليات التعدين في أجزاء من أفريقيا بمخاطر بيئية وعلى التنوع البيولوجي، ما يفرض ضرورة إدارة الموارد بشفافية ومسؤولية.
موضوعات متعلقة..
- علاقات الطاقة بين روسيا وأفريقيا.. كنوز المعادن الحيوية في المقدمة (تقرير)
- قيود تصدير المعادن الحيوية في الصين لا تخدم السوق (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- تجارة الفحم في 2025 قد تتراجع 5% بعد سنوات من النمو
- إنتاج الجزائر من الغاز الطبيعي يرتفع 337 مليون متر مكعب
- قدرة إسالة الغاز في أميركا ترتفع 24 مليون طن سنويًا.. وهذه توقعات 2030
المصدر..





