أرامكو السعودية تدعم المفاعلات المعيارية الصغيرة بتقنية جديدة
دينا قدري

قدّمت شركة أرامكو السعودية دعمها لتقنية جديدة من المفاعلات المعيارية الصغيرة، ما يمثّل نقطة محورية في مشروع شركة زيتا جول الأميركية (ZettaJoule).
ووفق بيان صحفي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، أعلنت زيتا جول حصولها على دعم رسمي لمفاعلها عالي الحرارة المبرد بالغاز (HTGR)، من شركة أرامكو للخدمات التابعة لشركة موتيفا إنتربرايزز (Motiva Enterprises)، التي تدير أكبر مصفاة نفط من حيث الإنتاج في الولايات المتحدة.
ويتميز مفاعل "زيتا جول" البحثي المقترح بقدرة على إنتاج حرارة معالجة تصل إلى 950 درجة مئوية (1742 فهرنهايت)، أي أعلى بـ600 درجة مئوية (1112 فهرنهايت) من إنتاج المفاعلات التقليدية المبردة بالماء.
وسيُستعمل مشروع "زيتا جول" الأول مفاعلًا مرجعيًا للتطبيقات التجارية المستقبلية.
نوع جديد من المفاعلات المعيارية الصغيرة
في رسالة إلى وزارتي الطاقة والتجارة الأميركيتين، حثّت أرامكو السعودية على الدعم الفيدرالي لتسريع تطوير مشروع المفاعل المعياري الصغير، في إشارة إلى مجتمع الاستثمار العالمي بأن هذه التقنية تستحق التوسع التجاري.
ويمثّل انضمام شركة رائدة في مجال النفط والغاز مثل أرامكو لحظة محورية لشركة زيتا جول، بحسب ما نقلته منصة "إنترستينغ إنجينيرينغ" (Interesting Engineering).
ومن خلال السعي للحصول على دعم حكومي، تهدف أرامكو إلى إبراز الجدوى التجارية لهذه التقنية أمام فرص الاستثمارات العالمية.
وتعتزم شركة النفط السعودية مواصلة مشاركتها الفعّالة في مرحلة التطوير، لتقييم كيفية استفادة عملياتها في قطاعَي التنقيب والإنتاج والتكرير والتوزيع من هذه المفاعلات.
وتسلّط هذه الشراكة الضوء على الاهتمام المتزايد باستعمال الطاقة الحرارية النووية لإزالة الكربون من العمليات الصناعية الثقيلة التي تتطلب درجات حرارة عالية للغاية.
مفاعل زيتا جول النووي الجديد
وفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، يُحدّث مفاعل "زيتا جول" تقنية مُختبرة ومتاحة للجمهور، مُستمدة من المفاعل التجريبي عالي الحرارة التابع لوكالة الطاقة الذرّية اليابانية.
ويُعدّ هذا المفاعل المعياري الصغير المتطوّر (SMR) تحديثًا لتقنية بدأت العمل في عام 1998، ووصلت إلى طاقتها الكاملة في عام 2001، من خلال المفاعل التجريبي عالي الحرارة (HTTR) التابع لوكالة الطاقة الذرّية اليابانية.
يُبنى مفاعل زيتا جول على أساس هندسي راسخ، وليس مجرد مفهوم تجريبي؛ إذ تهدف الشركة إلى إنشاء مفاعل مرجعي موثوق يمهّد الطريق لتطبيقات تجارية مستقبلية في مختلف القطاعات الصناعية.

وأعربت قيادة الشركة عن ثقتها الراسخة في مسار المشروع بعد هذا التأييد؛ إذ أشار المؤسس المشارك، الرئيس التنفيذي، ميتسو شيموفوجي، إلى أن اعتراف أرامكو يؤكد إمكان هذه المفاعلات في إيجاد حلول جديدة لمختلف الصناعات.
وقال شيموفوجي: "يسعدنا للغاية الحصول على تأييد أرامكو، ونشعر بتشجيع كبير لاعترافهم بالإمكانات الهائلة لمفاعلاتنا المعيارية الصغيرة في إيجاد حلول جديدة لمجموعة واسعة من الصناعات".
ومن جانبه، أكد نائب الرئيس التنفيذي، جيف هاربر، أن الشركة على أتمّ الاستعداد لدفع المشروع قدمًا من خلال مزيج من الشراكات مع القطاع الخاص والدعم الحكومي.
بالإضافة إلى ذلك، يشهد الأساس التقني لمشروع "زيتا جول" انتعاشًا في اليابان.
فقد استأنفت وكالة الطاقة الذريّة اليابانية مؤخرًا تشغيل مفاعلها التجريبي عالي الحرارة -وهي التقنية ذاتها التي تعمل "زيتا جول" حاليًا على تحديثها- بعد أن استوفى المفاعل بنجاح معايير السلامة الجديدة الصارمة التي وُضعت عقب حادثة فوكوشيما.
تشغيل مفاعل معياري صغير في الصين
في سياقٍ آخر، أعلن مسؤول في ذراع الأبحاث التابع للمؤسسة الوطنية الصينية للطاقة النووية (CNNC) أن بكين ستبدأ التشغيل التجاري لمفاعلها المعياري الصغير (SMR) محلي الصنع، لينغلونغ وان، في النصف الأول من عام 2026.
ويُعرَف هذا المفاعل أيضًا باسم إيه بي سي 100 (APC100)، وكان أول مفاعل معياري صغير يحصل على موافقة الوكالة الدولية للطاقة الذرّية عام 2016.
ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، بدأ العمل في مشروع المؤسسة الوطنية الصينية للطاقة النووية في مقاطعة هاينان الصينية، وهو أول مشروع يستعمل تصميم لينغلونغ وان، عام 2021.

وأوضح رئيس المعهد الصيني لإستراتيجية الصناعة النووية، وانغ تشن تشينغ، خلال اجتماع دولي للطاقة في بكين، أن المفاعلات الصغيرة ستُستعمل أساسًا لتلبية الطلب على الكهرباء في المناطق التي تعاني من ضعف الشبكة الكهربائية، مثل الجزر.
وتتميز المفاعلات المعيارية الصغيرة بصغر حجمها وسرعة بنائها مقارنةً بالمفاعلات التقليدية، كما يمكن نشرها في المناطق النائية وعلى متن السفن والطائرات.
ويقول المؤيدون، إنها توفر التكاليف -أيضًا-؛ لأنها تُبنى في المصانع، على الرغم من وجود تساؤلات حول ما إذا كانت الكهرباء التي توفرها رخيصة مثل تلك التي توفرها المفاعلات الأكبر حجمًا، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
موضوعات متعلقة..
- رولز رويس تطور المفاعلات المعيارية الصغيرة بمولدات بخارية نووية
- احتجاز الكربون والمفاعلات المعيارية الصغيرة.. حلول تهدد مسار تحول الطاقة في كولورادو
- وتيرة تطوير تصميمات المفاعلات المعيارية الصغيرة لا تواكب التشغيل.. أين الفجوة؟
اقرأ أيضًا..
- احتياطي النفط الإستراتيجي في كوريا الجنوبية يصل لـ100 مليون برميل
- اكتشافات الغاز في المغرب خلال 2025.. خارج دائرة الضوء
- سوق الهيدروجين النظيف في 2025.. بين شبح الانتكاسة والعودة إلى الواقع
- 2025.. عام تخزين الكهرباء في الوطن العربي بقيادة 3 دول
المصادر:
- أرامكو السعودية تدعم المفاعلات المعيارية الصغيرة، من موقع شركة زيتا جول
- معلومات إضافية عن دعم أرامكو للمفاعلات المعيارية الصغيرة، من منصة "إنترستينغ إنجينيرينغ"
- الصين تبدأ التشغيل التجاري لمفاعلها المعياري الصغير، من وكالة رويترز





