التقاريرتقارير الغازحصاد 2025رئيسيةسلايدر الرئيسيةغاز

5 حقول غاز عربية تشهد أحداثًا مهمة في 2025

سامر أبووردة

شهدت حقول غاز عربية خلال عام 2025 تحولات نوعية تعكس تسارع الاستثمارات وعودة الزخم إلى قطاع الغاز الطبيعي في المنطقة، مدفوعةً باعتبارات أمن الطاقة، وارتفاع الطلب المحلي والعالمي، فضلًا عن مساعي خفض الانبعاثات عبر الاعتماد على وقود أقل كثافة كربونية.

ووفقًا لنتائج مسح أجرته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تبرز 5 مشروعات وحقول رئيسة بوصفها نقاط ارتكاز في هذا المشهد المتغير، مع أحداث تمتد من بدء الإنتاج الفعلي، وعودة عمليات الحفر، إلى تسارع العقود والتشغيل التجريبي.

وفي وقت تتباين فيه أوضاع أسواق الطاقة عالميًا، تؤكد التطورات الجارية في 5 حقول غاز عربية أن دول المنطقة تمتلك أوراقًا مهمة في معادلة الغاز، سواء من خلال موارد ضخمة غير تقليدية، أو حقول عملاقة بحرية، أو مشروعات غاز مسال تستهدف الأسواق المحلية والإقليمية.

ووفقًا لتقديرات منصة الطاقة، فإن عام 2025 شكّل نقطة فاصلة لعدد من هذه الحقول، مع انتقال بعضها من مرحلة التطوير الطويل إلى الإنتاج، وعودة أخرى إلى مسار التعافي بعد مدة من التراجع.

وتتنوع هذه الحقول جغرافيًا بين الخليج وشرق المتوسط وشمال أفريقيا، لكنها تشترك في كونها عناصر رئيسة في إستراتيجيات الطاقة الوطنية، ومحركات محتملة للنمو الاقتصادي وتعزيز الصادرات خلال السنوات المقبلة.

حقل الجافورة السعودي

يُعدّ بدء الإنتاج من المرحلة الأولى لمشروع غاز الجافورة السعودي أحد أبرز أحداث عام 2025 في قطاع الطاقة بالمملكة.

وأعلنت وزارة المالية السعودية بدء الإنتاج بمعدل 450 مليون قدم مكعبة يوميًا، وفق بيان موازنة عام 2026 الصادر في 2 ديسمبر/كانون الأول، بخطوة تعكس تسارع وتيرة تنفيذ المشروع.

ويمثّل هذا المستوى الإنتاجي قفزة كبيرة مقارنةً بالتقديرات السابقة التي أعلنتها أرامكو السعودية، إذ يزيد بنحو مرتين ونصف المرة، ما يعزز ثقة الأسواق بقدرة الشركة على تطوير مواردها غير التقليدية بوتيرة أسرع من المخطط.

حقل غاز الجافورة في المملكة العربية السعودية
حقل غاز الجافورة في المملكة العربية السعودية – الصورة من أرامكو أميركاز

وأدرجت وزارة المالية تشغيل المرحلة الأولى ضمن أبرز إنجازات المملكة المحققة في 2025، نظرًا للأهمية الإستراتيجية للمشروع في دعم أمن الطاقة وتنويع مزيج الوقود.

ويُصنَّف الجافورة بوصفه أكبر حقل غاز غير تقليدي في منطقة الشرق الأوسط، باحتياطيات تُقدَّر بنحو 229 تريليون قدم مكعبة، إضافة إلى 75 مليار برميل من المكثفات.

وتتوقع أرامكو ارتفاع صافي إنتاج الغاز المبيع في المرحلة الأولى إلى 650 مليون قدم مكعبة يوميًا بنهاية 2026، على أن تبدأ المرحلة الثانية في 2027، لترتفع الطاقة الإنتاجية إلى نحو ملياري قدم مكعبة يوميًا بحلول نهاية العقد.

ووصف الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية، أمين الناصر، الحقل بأنه "جوهرة التاج في محفظة الشركة".

وعلى صعيد التصدير، تستعد أرامكو لشحن أولى مكثفات الجافورة في فبراير/شباط 2026، مع خطط لتصدير ما بين 4 و6 شحنات شهريًا، كل منها بنحو 500 ألف برميل، ضمن مشروع تُقدَّر استثماراته بنحو 100 مليار دولار، ما يضع الجافورة في صدارة أبرز حقول غاز عربية مؤثّرة خلال العقد الجاري.

حقل ظهر المصري

يشكّل حقل ظهر نحو ربع إنتاج مصر من الغاز الطبيعي، ما يجعله ركيزة أساسية في خطط الحكومة لتأمين احتياجات السوق المحلية ودعم العودة التدريجية إلى التصدير.

ووفق تصريحات وزير البترول والثروة المعدنية المصري كريم بدوي، في أكتوبر/تشرين الأول 2025، يبلغ إنتاج الحقل نحو 1.3 مليار قدم مكعبة يوميًا، مسهمًا بأكثر من 23% من إجمالي إنتاج البلاد.

وشهد عام 2025 تقدمًا ملحوظًا في أنشطة الحفر، مع استئناف سفينة الحفر "سايبم 10000" أعمالها منذ يناير/كانون الثاني، ونجاحها في إعادة المسار ببئر «ظهر-6»، ما أضاف نحو 60 مليون قدم مكعبة يوميًا للإنتاج.

كما انتهت الشركة، في أكتوبر/تشرين الأول، من حفر البئر "ظهر-9"، التي كشفت عن طبقة حاملة للغاز بطاقة تقارب 70 مليون قدم مكعبة يوميًا.

حقول غاز في مصر
سفينة الحفر سايبم 10000- الصورة من وزارة البترول

وتواصل شركة إيني الإيطالية العمل على إعادة تشغيل البئر "ظهر-13" بطاقة إنتاجية تُقدَّر بنحو 60 مليون قدم مكعبة يوميًا، ضمن خطة تشمل إدخال 4 آبار جديدة على خطوط الإنتاج، مع ضخّ استثمارات إضافية بلغت 569 مليون دولار خلال العام.

ورفعت وحدة أبحاث منصة الطاقة تقديراتها لإنتاج حقل ظهر بنهاية 2025 إلى نحو 1.48 مليار قدم مكعبة يوميًا، مع استهداف استعادة مستوى ملياري قدم مكعبة يوميًا خلال 2026/2025، مقارنة بذروة بلغت 3.2 مليارات قدم مكعبة يوميًا في 2022، ما يعيد مكانة الحقل إلى دائرة حقول غاز عربية ذات ثقل إقليمي.

حقل بحر السلام الليبي

يشهد حقل بحر السلام في ليبيا تنفيذ حزمة مشروعات تطويرية تستهدف رفع إنتاج الغاز وتعزيز قدرة البلاد على الوفاء بالتزاماتها التصديرية، لا سيما تجاه السوق الإيطالية.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2025، منح رئيس مؤسسة النفط الليبية، مسعود سليمان، الضوء الأخضر لبدء تركيب الضواغط العملاقة، في خطوة محورية لدعم الطاقة الإنتاجية.

ويُتوقع أن تسهم هذه الخطوة في زيادة الإنتاج بنحو 100 مليون قدم مكعبة يوميًا، ما يحدّ من التراجع الطبيعي في معدلات الإنتاج.

وتستهدف شركة مليتة حفر 8 آبار غازية جديدة في التركيبة البحرية (أ)، بأعماق تصل إلى 100 متر، مع اكتمال أعمال الحفر خلال 15 شهرًا من وصول الحفارة في أبريل/نيسان 2025، ليبلغ الإنتاج المستهدف نحو 160 مليون قدم مكعبة يوميًا.

ويتراوح إنتاج الحقل حاليًا ما بين 900 مليون ومليار قدم مكعبة يوميًا من الغاز، بالإضافة إلى 30–35 ألف برميل يوميًا من المكثفات.

وينتقل الغاز إلى مجمع مليتة عبر خط أنابيب بقطر 36 بوصة، قبل تصديره إلى إيطاليا من خلال خط غرين ستريم البحري بطول 540 كيلومترًا، ما يعزز مكانة بحر السلام ضمن أبرز حقول غاز عربية داعمة لأمن الطاقة الأوروبي.

حقل بحر السلام في ليبيا
منصة صبراتة - الصورة من شركة مليتة للنفط والغاز (7 أكتوبر 2025)

وفي سياق متصل، أعلنت مجموعة "كيه إل إن" اللوجستية -ومقرّها هونغ كونغ- تحقيق تقدُّم كبير في مشروع منصة "رأس البئر (أيه)" لإنتاج الغاز الطبيعي، وهو مشروع مشترك مع شركة مليتة، بتكلفة تتجاوز 1.29 مليار دولار.

ويُعدّ المشروع من أكبر مشروعات هندسة وبناء وتركيب المنصات البحرية للغاز في البحر المتوسط، ومن المقرر اكتماله نهائيًا بحلول عام 2027، بما يدعم البنية التحتية البحرية لليبيا ويعزز إمدادات الطاقة إلى أوروبا.

توسعة حقل الشمال القطري

تستعد شركة قطر للطاقة لبدء إنتاج الغاز الطبيعي المسال من توسعة حقل الشمال – المرحلة الأولى (القطاع الشرقي) خلال النصف الثاني من 2026.

وأكد الرئيس التنفيذي سعد بن شريدة الكعبي أن أول شحنة ستُسجَّل فور تشغيل أول وحدة تبريد، ضمن مشروع يضم 6 وحدات صناعية.

ومن المقرر أن ترتفع الطاقة الإنتاجية للغاز المسال إلى 126 مليون طن سنويًا بحلول 2027، مقارنةً بـ77 مليون طن حاليًا، أي بزيادة تقارب 85%، ما يجعل مشروع توسعة حقل الشمال الأكبر عالميًا.

توسعة حقل الشمال القطري
حقل الشمال القطري - الصورة من الموقع الرسمي لشركة قطر للطاقة للغاز الطبيعي المسال

وخلال 2025، شهد المشروع توقيع عقود توريد طويلة الأجل، بالإضافة إلى منح عقود رئيسة لتعزيز البنية التحتية البحرية.

ومنحت قطر للطاقة شركة تكنيب إنرجي عقد التصميم الهندسي التفصيلي لمشروع الضغط البحري، في حين أُسندت أعمال الهيدروكربونات إلى شركة لارسن آند توبرو بعقد تتراوح قيمته بين 50 و250 مليون يورو.

وتأتي هذه التطورات في إطار تسريع تنفيذ التوسعة وضمان استدامة الإنتاج، ما يرسّخ موقع "الشمال" في صدارة قائمة أكبر حقول غاز عربية.

مشروع الغاز المسال في حقل تندرارة المغربي

دخل مشروع الغاز المسال في حقل تندرارة المغربي مرحلة التشغيل التجريبي، مع بدء تدفّق الغاز داخل نظام التجميع في 8 ديسمبر/كانون الأول 2025، تمهيدًا لإجراء اختبارات التشغيل قبل الدخول في مرحلة الإنتاج التجاري.

وبدأ المشغّل "مانا إنرجي" عمليات التدفق عقب تركيب نظام التحكم والمراقبة "سكادا"، ما أتاح انتقال الغاز من البئر (TE-6) لبدء الاختبارات الفنية.

ويعتمد المشروع على شراكات دولية، مع حصص امتياز تبلغ 55% لمانا إنرجي، و20% لساوند إنرجي، و25% للمكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن.

جانب من أنابيب ضخ الغاز من آبار حقل تندرارة- من ساوند إنرجي
جانب من أنابيب ضخ الغاز من آبار حقل تندرارة- من ساوند إنرجي

وتُقدَّر الموارد الغازية في امتياز تندرارة بنحو 10.67 مليار متر مكعب، مع إنتاج مبدئي يبلغ نحو 10 ملايين قدم مكعبة يوميًا.

ويستهدف المشروع تزويد المناطق الصناعية البعيدة عن شبكة الأنابيب، مع توقُّع بدء المبيعات المدِرّة للإيرادات بنهاية الربع الأول أو الثاني من 2026، ليشكّل نموذجًا جديدًا ضمن حقول غاز عربية موجهة أساسًا للسوق المحلية.

خلاصة المشهد:

لا تعكس التطورات في 5 حقول غاز عربية أن عام 2025 مجرد محطة عابرة فحسب، بل مرحلة انتقالية في مسار الغاز العربي، مع بدء إنتاجات جديدة، واستعادة زخم حقول قائمة، وتسارع مشروعات عملاقة، تمهيدًا لزيادة الإمدادات خلال السنوات المقبلة.

وفي ظل الطلب العالمي المتزايد على الغاز، تبدو حقول الجافورة وظهر وبحر السلام والشمال وتندرارة مؤهلة لأداء دور محوري في معادلة الطاقة الإقليمية والدولية.

موضوعات متعلقة..

نرشّح لكم..

المصادر:

  1. بدء تركيب الضواغط العملاقة بحقل بحر السلام الليبي، من شركة مليتة للنفط والغاز
  2. دخول مشروع الغاز المسال في حقل تندرارة المغربي مرحلة التشغيل التجريبي، من شركة "ساوند إنرجي"
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق