
تدرس شركات بريطانية إمكان استعمال الأكسجين مثبطًا لهشاشة خطوط أنابيب الهيدروجين، التي تُعدّ من أبرز التحديات في إعادة تأهيل وإنشاء خطوط أنابيب لشبكة مستقبلية.
ووفق بيان صحفي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، عيّنت شركة نقل الغاز الوطنية البريطانية ناشيونال غاز (NGT)، شركة بنسبن للاستشارات الهندسية (Penspen) لإجراء هذه الدراسة، التي تدعم خطة إعادة تأهيل أجزاء من نظام النقل الوطني (NTS) وإنشاء بنية تحتية مستقبلية للهيدروجين في بريطانيا العظمى.
ومن المعروف أن الهيدروجين يُسبب تقصُّف فولاذ خطوط الأنابيب (المعروفة باسم الهشاشة الهيدروجينية)؛ ما يؤدي إلى تغييرات غير مرغوب فيها في الخصائص الميكانيكية الرئيسة، مثل انخفاض مقاومة الكسر والمرونة، مع زيادة معدل نمو شقوق الإجهاد.
ولذا، ستُقيّم الدراسة الفنية الأكسجين والمثبطات البديلة، وستبحث في آليات التوصيل، وستضع خريطة طريق للتحقق من صحة النتائج وتطبيقها، ما يُسهم في صياغة المعايير المستقبلية والأساليب التشغيلية لأصول الهيدروجين المُعاد تأهيلها والجديدة على حدٍّ سواء.
هشاشة خطوط أنابيب الهيدروجين
سيبحث المشروع، المموّل من مخصصات ابتكار الشبكات (NIA) التابع لهيئة تنظيم أسواق الغاز والكهرباء (OFGEM)، ما إذا كان الأكسجين حلًا فاعلًا وعمليًا لتثبيط هشاشة الهيدروجين.
وسيركّز المهندسون على تحديد ومعالجة المخاوف الجوهرية المتعلقة بتطبيق مثبطات الأكسجين لتمكين اتخاذ قرارات مدروسة بشأن كيفية تطوير هذه التقنية.
ويشمل ذلك البحث عن مثبطات غاز بديلة، وتحديد آليات التوصيل، بما في ذلك تصميم نظام جرعات لحقن الأكسجين، ووضع خريطة طريق للتحقق من صحة التقنية وتطبيقها، بحسب ما أوضحته شركة "بنسبن" في بيانها.
ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تُطوّر شركة ناشيونال غاز، المالكة والمشغّلة لشبكة النقل الوطنية، التي يبلغ طولها 5 آلاف ميل، نظامًا لنقل الهيدروجين بطول 1500 ميل، يتألف من خطوط أنابيب غاز طبيعي مُعاد استعمالها، وشبكة أنابيب هيدروجين جديدة.
ويهدف هذا النظام إلى بناء القدرة والمرونة اللازمتين لنقل الهيدروجين عبر بريطانيا العظمى، ودعم أمن الطاقة وخفض انبعاثات الكربون في القطاعات الصناعية التي يصعب خفضها.

وقال مهندس الابتكار في شركة الغاز الوطنية، روبرت بيست: "تتمتع مثبطات الغاز بإمكان تحسين كفاءة شبكات خطوط أنابيب الهيدروجين، من خلال تمكين ضغوط تشغيل أعلى وتغيرات ضغط أكبر وأكثر تكرارًا، ما يعود بفوائد جمة على مشغّلي خطوط الأنابيب".
وتابع: "مع ذلك، ما تزال هناك تحديات كبيرة فيما يتعلق بتطبيق هذه التقنية.. يسعدنا التعاون مع شركة بنسبن في هذا المشروع متعدد التخصصات الذي يستكشف جدوى هذه التقنيات لنظام النقل الوطني".
من جانبه، أكد مدير تطوير الأعمال الإقليمي في شركة بنسبن، دومينيك وين، أن النتائج ستؤدي دورًا حاسمًا في تحديد نطاق التشغيل الأمثل في كل من خطوط الأنابيب الجديدة والمُعاد استعمالها، ما يدعم التحول إلى الطاقة منخفضة الكربون.
إدراج الأمونيا في إستراتيجية الهيدروجين
في سياقٍ متصل، حثّت 12 منظمة تمثّل قطاعات الطاقة والنقل والصناعة الحكومة البريطانية على ضمان دمج الأمونيا منخفضة الكربون في إستراتيجيتها للهيدروجين، بحسب ما نقلته منصة "أوفشور إنرجي" (Offshore Energy).
وفي رسالة مفتوحة إلى وزير الدولة البريطاني لشؤون أمن الطاقة والحياد الكربوني، النائب مايكل شانكس، سلّط الموقّعون الضوء على دور الأمونيا في خفض انبعاثات الكربون في القطاعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، ودعم النقل البحري، وتعزيز أمن الطاقة في المملكة المتحدة.
وأكدت هذه المنظمات على أن الاعتراف بمساهمة الأمونيا أمرٌ أساس لتحقيق المملكة المتحدة لطموحاتها المناخية والحفاظ على قدرتها التنافسية عالميًا.
ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تشير الرسالة إلى 4 مجالات رئيسة يمكن للأمونيا منخفضة الكربون أن تُحقق فيها فوائد كبيرة: خفض انبعاثات الكربون في التطبيقات الصناعية الحالية، والأسمدة والزراعة، والنقل البحري، وأمن الطاقة ومرونتها.
وكتبت المنظمات في الرسالة المفتوحة: "تقف المملكة المتحدة اليوم على مفترق طرق فيما يتعلق بقدرتها التنافسية الصناعية.. فالصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة والنقل تُعدّان من أهم نقاط قوّتنا الوطنية، والخيارات التي نتخذها اليوم ستحدّد ما إذا كان بإمكان هذه القطاعات توفير مستقبل مستدام وبأسعار معقولة لمواطني المملكة المتحدة".

وأضافت: "بصفتنا جمعيات رائدة تمثّل قطاعات الطاقة والنقل والصناعة، نؤمن بأن الهيدروجين سيكون عنصرًا حيويًا في ضمان استدامة القطاعات الرئيسية للاقتصاد العالمي مستقبلًا، كما ندعو إلى دراسة دور الأمونيا في تحقيق الأهداف الإستراتيجية المرتبطة بالهيدروجين".
وشددت على أنه ينبغي أن تحدّد إستراتيجية الهيدروجين المُعدّلة بوضوح دور الأمونيا على المديين القريب والبعيد؛ ما من شأنه أن يرسل إشارة قوية إلى جدّية المملكة المتحدة في بناء اقتصاد هيدروجيني تنافسي ومرن.
موضوعات متعلقة..
- مشروعات خطوط أنابيب الهيدروجين عالميًا.. 6% فقط تحظى بقرار الاستثمار النهائي
- تحديات خطوط أنابيب الهيدروجين.. خبير يكشف حقيقة صادمة
- مسؤول: خطوط أنابيب الهيدروجين تشكل خطرًا وإهدارًا للمال
اقرأ أيضًا..
- نشاط ملحوظ بسوق ناقلات النفط في 2025.. ودولة عربية ضمن أكبر المشترين
- انخفاض مخزونات الغاز في الاتحاد الأوروبي يثير القلق هذا الشتاء (تقرير)
- وزير الطاقة الإماراتي: الوقود الأحفوري سيظل جزءًا من مزيج الطاقة العالمي مستقبلًا
- أزمة السيارات الكهربائية تضرب فورد الأميركية.. وصدمة بـ19.5 مليار دولار
المصادر:
- دراسة لحل هشاشة خطوط أنابيب الهيدروجين، من موقع شركة بنسبن
- المطالبة بإدراج الأمونيا منخفضة الكربون في إستراتيجية الهيدروجين ببريطانيا، من منصة "أوفشور إنرجي"





