النفط والغاز في أفريقيا.. الطريق إلى كهرباء موثوقة تنقذ الملايين من فقر الطاقة (تقرير)
نوار صبح
يُعدّ النفط والغاز في أفريقيا مصدرين أساسيين لانتشال الملايين من مشكلة فقر الطاقة ونقص الكهرباء في بلدان عديدة، على الرغم من الموارد المتنوعة والواعدة التي تتمتع بها القارة السمراء.
خلال مؤتمر ومعرض الدول المطلة على الحوض الساحلي "إم إس جي بي سي" (MSGBC) للنفط والغاز والطاقة 2025 بمدينة داكار في السنغال، استكشف قادة الطاقة الأفارقة مستقبل الطاقة في القارة، وبرز ذلك من خلال زيارة ميدانية إلى جزيرة غوري التاريخية.
وتقف أفريقيا، حاليًا، على مفترق طرق، فالقارة تزخر بالإمكانات، وتسعى جاهدة للتحكم بمصيرها، وقد تجلّى هذا بوضوح في المؤتمر الذي عُقِد في المدة من 8 إلى 10 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وجمع المؤتمر الحكومات والمستثمرين وشركات الطاقة والمنظمات متعددة الأطراف لمناقشة المرحلة التالية من ثورة النفط والغاز في أفريقيا، وتحديدًا غرب القارة.
إنتاج النفط والغاز في أفريقيا
كان مؤتمر ومعرض الدول المطلة على الحوض الساحلي "إم إس جي بي سي" للنفط والغاز والطاقة 2025 بمثابة عرضٍ للفرص: فالسنغال وموريتانيا أصبحتا الآن من منتجي النفط والغاز، والمنطقة تجذب الاستثمارات الدولية، والدول الأفريقية تتقدم بخطى ثابتة لرسم مستقبلها الطاقي وفقًا لشروطها الخاصة.
وقد تعززت أهمية هذه اللحظة بزيارة جزيرة غوري عقب المؤتمر، وتُعدّ الجزيرة، المُدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، تذكيرًا قويًا بزمنٍ لم يكن للأفارقة فيه أيّ رأي في مصيرهم.
وقد عكست جولة في "بيت العبيد" و"باب اللاعودة" أوجه التشابه بين التاريخ ونقاش الطاقة، حاليًا.
ومثلما جُرِّدت الأجيال السابقة من حقّها في تقرير مصيرها، يضغط العالم الغربي، حاليًا، على أفريقيا للتخلّي عن طموحاتها في مجال الهيدروكربونات، على الرغم من حاجة القارة إلى نفطها وغازها لانتشال الملايين من فقر الطاقة ودعم النمو الصناعي.

السيادة الطاقية
ترى غرفة الطاقة الأفريقية أن السيادة الطاقية تمثّل سبيلًا نحو تقرير المصير، والفرص، ومستقبل مزدهر.
ورغم أن الغرفة دافعت عن فكرة ضرورة تنمية أفريقيا لمواردها لضمان مستقبل شعوبها، فما زال أكثر من 600 مليون أفريقي يفتقرون إلى الكهرباء، ويعتمد الملايين على الكتلة الحيوية للطهي والتدفئة.
ويُعدّ تطوير النفط والغاز في أفريقيا، لا سيما الغاز الطبيعي، حلًا سريعًا وعمليًا وقابلًا للتوسع لتوفير كهرباء موثوقة وبأسعار مناسبة، مع تمويل التصنيع والتعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية.
وتؤكد الغرفة أن هذا الأمر ضرورة أخلاقية واقتصادية في آنٍ واحد: فالاستقلال في مجال الطاقة أساس للازدهار، ولأفريقيا الحق في تحديد مسارها الخاص.
الازدهار في مجال الطاقة
ألقى الأمين العام، المهندس محمد حامل، كلمة سلّط فيها الضوء على أول إنتاج للنفط والغاز في السنغال من مشروعي سانغومار وتورتو أحميم، مشيدًا بالبلاد لدخولها حقبة جديدة من الازدهار في مجال الطاقة.
من خلال ورش العمل التقنية، وجلسات استشراف السوق، والمبادرات رفيعة المستوى، أظهر منتدى الدول المصدرة للغاز التزامه بدعم المنتجين الناشئين، وتوفير رؤى مستندة إلى البيانات، والإسهام بدفع عجلة النمو الاقتصادي طويل الأجل في أفريقيا من خلال موارد الغاز.
وقد حظي كل من منتدى الدول المصدرة للغاز ومنظمة منتجي البترول الأفارقة بالتقدير في مؤتمر هذا العام لدورهما الريادي في تعزيز التعاون الإقليمي والعالمي في مجال الطاقة، ما عزّز ثقة المستثمرين في قطاع الطاقة الأفريقي.
وتُعدّ منطقة "موريتانيا والسنغال وغامبيا وغينيا بيساو وغينيا كوناكري" "إم إس جي بي سي" بحدّ ذاتها قصة تفاؤل.
فقد شحن مشروع تورتو أحميم للغاز المسال، وهو مشروع عابر للحدود بين السنغال وموريتانيا بقيادة شركتي بي بي (BP) و"كوزموس إنرجي" (Kosmos Energy)، أول شحنة من الغاز المسال في أبريل/نيسان 2025.
وبدأ حقل سانغومار النفطي في السنغال، الذي تديره شركة "وودسايد إنرجي" (Woodside Energy) بالشراكة مع شركة "بيترسن" (Petrosen)، الإنتاج في يونيو/حزيران 2024، حسب مصادر تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتتسارع وتيرة الاستكشاف، حيث أطلقت غينيا كوناكري جولة عروض لـ22 قطاعًا، بينما تُروّج غامبيا لمساحات بحرية باحتياطيات تُقدَّر بنحو 1.2 مليار برميل.

محطات تحويل الغاز إلى كهرباء
تُحرز مشروعات البنية التحتية ومحطات تحويل الغاز إلى كهرباء ومبادرات التكامل الإقليمي للطاقة تقدمًا سريعًا، في حين تُرسّخ موريتانيا مكانتها بصفتها مركزًا عالميًا للهيدروجين الأخضر.
وصرّح الرئيس التنفيذي لغرفة الطاقة الأفريقية، إن جيه أيوك بقوله: "إن قصة جزيرة غوري وقصة تنمية الطاقة في أفريقيا متشابكتان".
وأضاف: "مثلما تُذكّرنا الجزيرة بفقدان السيطرة، فإن التحدي الذي يواجه القارة اليوم هو ضمان استعمالها لمواردها دون تدخُّل خارجي.
وأردف: "تُثبت أفريقيا قدرتها على تطوير قطاع النفط والغاز بمسؤولية، وجذب الاستثمارات، ودفع عجلة النمو المستدام، مع الحفاظ على سيادتها".
موضوعات متعلقة..
- أوبك تشيد بموارد النفط والغاز في أفريقيا.. كيف تستفيد القارة من الاستثمارات؟
- إنتاج النفط والغاز في أفريقيا قد يصل إلى 13.6 مليون برميل نفط مكافئ يوميًا
- قطاع النفط والغاز في أفريقيا أساس للتنمية والطلب والوظائف (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- لماذا تحتاج السعودية إلى الطاقة النووية رغم توافر النفط والغاز؟ أنس الحجي يجيب
- صادرات النفط العراقي إلى أميركا تقفز لـ435 ألف برميل يوميًا
- مشروع الرويس للغاز المسال في الإمارات لن يشهد صفقات جديدة
المصدر:





