التقاريرتقارير النفطرئيسيةنفط

التكرير في غرب أفريقيا يقلص الواردات.. طفرة "دانغوتي" تمتد لأنغولا وغانا

هبة مصطفى

يسجل قطاع التكرير في غرب أفريقيا نموًا لافتًا، إذ تشير التوسعات إلى استعدادات بالمصافي لزيادة الإنتاج ووضع حدّ لاعتماد دول المنطقة على واردات المشتقات النفطية.

وقدّمت مصفاة دانغوتي النيجيرية نموذجًا ملهمًا في هذا الإطار، إذ نجحت بتحويل قطاع الوقود في البلاد من مستورِد إلى مُصدّر، خاصة للبنزين.

وتراجعت واردات أبوجا صاحبة لقب "أكبر دولة مستوردة للبنزين" في المنطقة، واقتربت صادراتها من الضعف خلال عام واحد فقط، حسب تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ولم تقف طفرة التكرير عند حدود نيجيريا، بل امتدّت إلى دول أخرى في غرب القارة السمراء في ظل محاولات أنغولا وغانا لإحياء مشروعات تعزز الاكتفاء الذاتي وتقلّص الواردات.

تراجع واردات الوقود

تعكس تطورات التكرير في غرب أفريقيا مساعي بعض الدول لتحويل المنطقة إلى مركز وقود إقليمي، في ظل هدف مشترك بتقليص الاعتماد على الواردات.

ودعمت حكومات بعض الدول هذا الاتجاه، لضمان تحقيق الاكتفاء الذاتي، والانتقال لمرحلة التصدير.

وتُشير البيانات إلى تراجع واردات نيجيريا والغرب الأفريقي بمعدل لافت خلال الآونة الأخيرة، سواء فيما يتعلق بالبنزين أو المشتقات المتوسطة مثل: الديزل الأحمر الرديء ووقود الطائرات.

ويوضح الإنفوغرافيك أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أرخص 10 دول أفريقية بالنسبة لأسعار البنزين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي:

أرخص أسعار البنزين في أفريقيا خلال نوفمبر 2025

وانخفضت واردات البنزين لدول المنطقة (من موريتانيا إلى أنغولا) إلى 337 ألف برميل يوميًا منذ بداية العام الجاري 2025، بتراجع يصل معدله إلى "الربع".

وبالمثل، سجلت واردات المنطقة من وقود الطائرات أدنى مستوياتها في 9 سنوات (منذ 2016) عند 4 آلاف برميل يوميًا، حسب بيانات نقلتها منصة أرغوس ميديا المعنية بشؤون الطاقة عن كبلر.

وهبطت واردات الديزل الأحمر إلى 162 ألف برميل يوميًا، وهو أدنى مستوياتها في غضون 5 سنوات.

وسجلت واردات الوقود النيجيرية تراجعًا، مدعومة ببدء إنتاج البنزين في مصفاة دانغوتي في سبتمبر/أيلول 2024.

وبعد عام من الإنتاج المحلي، بلغت واردات أكبر الدول المستوردة للبنزين في المنطقة 40 ألف برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول الماضي، هبوطًا من 332 ألف برميل قبل عام.

مشروعات التكرير في غرب أفريقيا

تكافح مشروعات التكرير في غرب أفريقيا لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الوقود، مع تسجيل فاتورة الواردات أرقام قياسية في السنوات الأخيرة، متأثرة بارتفاع أسعار الطاقة العالمية والتقلبات الجيوسياسية.

وجسّدت مصفاة دانغوتي النيجيرية مثالًا على إمكان تنفيذ طفرة التكرير في غرب أفريقيا، في حين تستعد مشروعات بدول أخرى في المنطقة إلى الانضمام لمسيرة التطوير الإقليمية.

وتتجه الأنظار إلى أداء المشروعات (القائمة والمشغّلة بالفعل، والناشئة وقيد التطوير) خلال العام المقبل 2026، لتحديد نطاق الطفرة.

وبرزت نماذج لمشروعات 3 دول في المنطقة تعزز هذا الاتجاه، منها:

أولًا: مشروعات التكرير في نيجيريا:

  • مصفاة دانغوتي

يعدّ مشروع "دانغوتي" المستقل أكبر مصفاة تكرير في القارة السمراء، بطاقة إنتاجية تصل إلى 650 ألف برميل يوميًا.

ولعل ما قدّمته المصفاة لسوق التكرير الإقليمية نموذج يُحتذى به، إذ قلّصت واردات نيجيريا والمنطقة من الوقود.

ويبدو أن نشاط المصفاة امتدّ من الاكتفاء المحلي إلى دعم صادرات نيجيريا أيضًا، وقفزت شحنات أبوجا من المشتقات المتوسطة من 82 ألف برميل في يوليو/تموز 2024، إلى 145 ألف برميل يوميًا في الشهر ذاته العام الجاري.

وغيّرت "دانغوتي" من سوق المشتقات الإقليمية، إذ راعت استدامة التشغيل من خلال الصيانة الدورية وخطط التوسع في الإنتاج المحلي والصادرات العام المقبل.

من داخل مصفاة دانغوتي التي سترفع الطلب على النفط في أفريقيا
من داخل مصفاة دانغوتي - الصورة من الموقع الرسمي
  • مشروعات شركة النفط النيجيرية

لم تقتصر توسعات التكرير النيجيرية على مصفاة دانغوتي رغم أنها ما تزال المشروع الأبرز، إذ تكافح أصول التكرير التابعة لشركة النفط الحكومية لاستئناف التشغيل خاصة المنشآت والمرافق المتوقفة فترة طويلة لأغراض إعادة التأهيل.

ومن بين أمثلة هذه المحاولات:

  • إعادة تشغيل وحدة بطاقة 60 ألف برميل يوميًا، في مصفاة "بورت هاركورت"، التي تصل طاقتها الإجمالية إلى 210 آلاف برميل يوميًا.

واستؤنِف تشغيل الوحدة نهاية العام الماضي، قبل أن تتوقف مجددًا في مايو/أيّار من العام الجاري.

  • إعادة تشغيل مصفاة "واري" بطاقة 125 ألف برميل يوميًا نهاية العام الماضي أيضًا، وتوقفت مرة أخرى في يناير/كانون الثاني (بعد شهر واحد).

ثانيًا: مشروعات التكرير في أنغولا:

  • مصفاة كابيندا

تعوّل أنغولا على مصفاة كابيندا، التي تعدّ مشروعًا مشتركًا بين: شركة جيمكورب (Gemcorp) التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرًا لها (بحصّة 90%)، وشركة سوناغول الحكومية (بحصّة 10%).

وتلبي المصفاة -التي تصل طاقتها الإنتاجية إلى 30 ألف برميل يوميًا- ما يعادل 10% من الطلب المحلي.

وفي مرحلة التطوير الأولى، زوّدت "كابيندا" السوق المحلية بإنتاجها من: (الديزل الأحمر، ووقود الطائرات)، وتُخطّط للتوسع بإنتاج البنزين في المرحلة الثانية بحلول 2028.

وقُدِّرت واردات أنغولا من الوقود -خلال الأشهر من يناير/كانون الثاني، حتى أغسطس/آب الماضي- بنحو:

  1. 20 ألف برميل يوميًا من البنزين.
  2. 40 ألف برميل يوميًا من الديزل والديزل الأحمر الرديء.
  3. كميات محدودة (لم يذكرها التقرير) من وقود الطائرات.

ثالثًا: التطورات في غانا:

  • مصفاة تيما

تواصل غانا خطوات إعادة تشغيل مصفاة تيما (المعروفة أيضًا باسم تور TOR) بصورة كاملة، التي تصل طاقتها الإنتاجية إلى 45 ألف برميل يوميًا.

وقد تشكّل العودة المحتملة لتشغيل المصفاة إضافة لقطاع التكرير في غرب أفريقيا، إذ تخضع مرافقها حاليًا للصيانة لضمان اعتبارات الكفاءة والسلامة.

مصفاة تيما
عمّال في مصفاة تيما - الصورة من الموقع الإلكتروني للشركة
  • مصفاة سينتو

تشهد مصفاة سينتو (التي تصل طاقتها إلى 120 ألف برميل يوميًا) إنتاجًا غير منتظم.

  • مصفاتا بلاتون وأكوابا

تمتد ظاهرة الإنتاج المتقطع أيضًا إلى مصفاتي بلاتون وأكوابا في غانا.

  • مشروع مؤسسة تطوير النفط

شهد مشروع مؤسسة تطوير مركز النفط في غانا لبناء 3 مصافي تكرير -بطاقة 300 ألف برميل يوميًا- تأخيرات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق