أدنوك الإماراتية تستهدف إنتاج 5 ملايين برميل يوميًا.. كيف يدعمها الذكاء الاصطناعي؟
هبة مصطفى
تتطلّع شركة أدنوك الإماراتية إلى إنتاج 5 ملايين برميل يوميًا من النفط الخام، بدءًا من عام 2027، في إطار مساعي تلبية الطلب المحلي وزيادة الصادرات.
وأخذت شركة أدنوك للإمداد والخدمات (ADNOC L&S)، التابعة للمجموعة على عاتقها، توفير الآليات الداعمة لتحقيق هذا الهدف، وفق أكثر من مسار يغلب عليها استعمال التقنيات الحديثة.
وكشف النائب الأول لرئيس الشركة، القبطان محمد العلي، عن جانب من هذه الأدوات، مشيرًا إلى تعزيز الحقول النفطية بحلول قائمة على الذكاء الاصطناعي لتقديم الخدمات اللوجستية، وفق تصريحات له تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال إن التقنيات المختبرة من قِبل الشركة أظهرت كفاءة، مسلطًا الضوء على نظام تشغيل مميز يقدم نموذجًا في الحماية من تقلبات أسعار سوق السفن ويرسّخ للعقود متوسطة الأجل.
نموذج تشغيل رائد
قال محمد العلي إن شركته تدير نموذجًا للتشغيل، يعزّز مساعي مجموعة أدنوك الإماراتية لرفع إنتاج البلاد النفطي إلى 5 ملايين برميل يوميًا.
ويعتمد نموذج التشغيل الذي تتبناه شركة "أدنوك للإمداد والخدمات" على توظيف الذكاء الاصطناعي وتقنياته، في تقديم الخدمات اللوجستية للحقول النفطية التابعة.
وبحسب محمد العلي، يتم ذلك من خلال "تجميع السفن" في موقع واحد يعمل بالتقنيات الذكية، ويسهل من خلاله إدارة أفضل لتوزيع السفن، وتحديد مساراتها، وتجميع الشحنات.
وأثبت النموذج طفرة في الكفاءة التشغيلية بنسبة تراوحت بين 15 و20%، معزّزًا تنافسية "أدنوك للإمداد والخدمات" في تشغيل سفن الدعم البحري مقارنة بنظيراتها.
وتقوم فكرة النموذج على توفير سفن الخدمات اللازمة قرب أصول المنبع ومرافق المعالجة، ومن خلال أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن التحكم في نقل أكبر عدد من الشحنات بأقل عدد من الناقلات.

ويتيح تطبيق النموذج مزايا عدة للشركة، من بينها:
- تقليص عدد السفن المستعملة.
- توفير مخصصات التأجير، خاصة بعد زيادتها بما يتراوح بين 5 و6 آلاف دولار يوميًا للسفن "دي بي 2" (DP2) المزودة بنظام ذكي لتحديد المواقع قادر على التحكم في المحركات وفق التقلبات الجوية.
- الحماية من التقلبات اليومية في أسعار الإيجار.
- يفتح المجال لعقود تأجير مجمعة وليست فردية.
- يضمن استقرار سلاسل التوريد للمالك والمستأجر.
- يعزّز موقف الشركة في التفاوض على تجديد عقود السفن لمدة قد تصل إلى 5 سنوات.
الرقمنة والتقنيات الذكية
بالإضافة إلى نموذج تشغيل السفن بالذكاء الاصطناعي، تدعم شركة الإمداد والخدمات هدف مجموعة أدنوك الإماراتية لزيادة إنتاج الخام من خلال عدد من المسارات:
1. الاستثمار في مراكز البيانات: شدد محمد العلي على أن أدنوك للإمداد والخدمات بصدد مواصلة ضخ الاستثمارات في مراكز البيانات وأنظمة الاتصالات بكثافة.
وينظر العلي إلى مراكز البيانات الحديثة بوصفها "أكبر فجوات التحول الرقمي" في قطاع النفط والغاز البحري.
وكشف عن تعرّض الأسطول للتشويش خلال الأحداث الجيوسياسية والتقلبات الإقليمية مؤخرًا، ما انعكس سلبًا على الملاحة وأدوات تحديد المواقع.
2. تزويد السفن بالتقنيات المطورة: من خلال توقيع عقد سفينتَي إنزال تعملان بنظام التشغيل عن بُعد، في سابقة هي الأولى من نوعها لدعم الحقول البحرية للبلاد.
ورجح العلي تسلّم السفنيتَيْن بحلول الربعَيْن الثاني والثالث 2027، بمواصفات مميزة من بينها:
- طول السفينة الواحدة 60 مترًا، ومساحة السطح 800 متر مربع.
- يتمتع تصميمهما بـ"انحدار" في طرفَيْها لنقل المركبات.
- مزودتان بنظام دفع هجين.
- تُصنفان ضمن طراز السفن الذكية (دي بي 2).
3. دعم الرقمنة: من خلال ربط السفن بأنظمة الاتصال (فاست VAST) وستارلينك (Starlink) لنقل البيانات لحظيًا.
ويوفر النظامان 3 ميزات للسفن:
- مراقبة أداء المحركات لتأمين الصيانة الفورية حال اكتشاف أعطال، منعًا لتوقف السفن.
- تتبع معدل استهلاك الوقود لخفض الانبعاثات.
- ضمان أفضل المسارات، من خلال دمج أدوات التنبؤ والقياس ورصد التقلبات الجوية وبيانات الطقس.
4. تأمين الكفاءات: أسطول الشركة قيد التشغيل يضم حاليًا: 4 سفن هجينة لنقل الطواقم، وسفينة إمداد للمنصات (يجري حاليًا تحويلها إلى العمل بتقنيات دي بي 2).
وكشف العلي عن أن الشركة تواجه تحديًا في تأمين الكفاءات القادرة على التعامل مع نظام "دي بي 2".

توقعات 2026
ينظر محمد العلي إلى قدرة الأسطول على العمل بوقود الميثانول بوصفه "هدفًا طموحًا"، رغم عدم تلقي طلبات بهذا الشأن حتى الآن.
وأبدى مرونة في إمكان تحويل السفن الحالية، في إطار استعمال أنواع وقود بديلة مستقبلًا.
وتطرق إلى توقعات العام المقبل 2026، مرجحًا استقرار الطلب على سفن الحفر والإنتاج، مقابل زيادة في الطلب على سفن البناء، حسب تصريحات له خلال حدث عُقد في دبي خلال الشهر الجاري، ونقلتها منصة ريفييرا ماريتايم ميديا.
وتملك أدنوك للإمداد والخدمات 14 سفينة تتنوع بين: (إقامة الطاقم والنقل، والإمداد، والإنزال، والإنقاذ).
ويتراوح عمر أسطول سفن الخدمات البحرية التابع للشركة بين 8 و9 سنوات، في حين يصل عمر السفن المستأجرة إلى 12 عامًا، وتتبنّى الشركة برنامجًا لتقييم السفن، لتمديد عمر السفن ذات الأعوام الـ20 لمدة 5 سنوات إضافية، وفق حالتها.
وتوظّف الشركة بعض سفن الأسطول في مشروع تطوير "حائل" و"غشا"، وسط توقعات بتوسعة نطاق نشاط مشروع العميرة في زاكوم السفلي على مساحة 800 ألف متر مربع.
ويستعد المشروع لبدء الحفر خلال 6 أشهر، بالتوازي مع مواصلة بناء منشأة معالجة قد تبدأ الإنتاج بحلول 2028.
وتأتي هذه التطورات في إطار تبنّي مجموعة أدنوك الإماراتية لمشروعات الجزر الاصطناعية الذكية.
موضوعات متعلقة..
- أدنوك الإماراتية توقع صفقة بقيمة 11 مليار دولار لمشروع تطوير الحيل وغشا
- أرباح أدنوك للإمداد والخدمات تتجاوز 1.1 مليار دولار في 9 أشهر
- أدنوك الإماراتية تتجه نحو الذكاء الاصطناعي باتفاقيات جديدة
اقرأ أيضًا..
- دوائر الجن تتصدر تقنيات الطاقة في 2025.. ونتائج بحثية مثيرة
- لماذا انخفضت أسعار النفط تحت 60 دولارًا للبرميل؟ (تحليل)
- إنتاج مصر من الغاز الطبيعي يستقر عند 4.1 مليار قدم مكعبة يوميًا
المصادر..





