سلايدر الرئيسيةأخبار النفطعاجلنفط

سوريا تطرح 500 ألف برميل نفط للبيع.. ما السبب؟

رغم أنها دولة مستوردة

ياسر نصر

طرحت سوريا مزايدة عالمية جديدة لبيع كميات من النفط الخام الثقيل، ضمن مساعيها لتنشيط صادراتها النفطية وتأمين موارد بالعملة الصعبة، في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.

هذه المزايدة هي الثانية لتصدير النفط السوري التي تُعلَن في عام 2025، وفقًا لقاعدة بيانات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وحددت سوريا الكمية المعروضة للبيع في المزايدة بـ500 ألف برميل، مع هامش زيادة أو نقصان بنسبة 10% وفقًا لخيارات البائع.

لماذا تصدر سوريا النفط؟

يتبادر إلى الأذهان سؤال: لماذا تصدر سوريا النفط رغم أنها دولة مستوردة؟، وبحسب تقديرات منصة الطاقة المتخصصة، فإن النفط الثقيل الذي تطرحه سوريا للبيع هو نوعية غير مناسبة للمعالجة في مصافيها، خاصة مصفاة بانياس التي تعتمد على النفط الخام الخفيف.

ولهذا السبب، حصلت سوريا مؤخرًا على شحنتي نفط خام من السعودية بإجمالي 1.65 مليون برميل، ضمن اتفاق منحة، هذا النفط يتضمن مزيجًا من خام الحوت في الخفجي، ثم أُضيف عليه مكثفات من رأس تنورة.

هذا الخليط تتطابق لزوجته وكثافته مع اشتراطات التشغيل في مصفاة بانياس، وهو ما يفسّر سؤال: "لماذا تصدر سوريا النفط؟".

وبحسب وثائق المزايدة الأخيرة التي طرحتها سوريا وحصلت عليها منصة الطاقة، فإن النفط المعروض يمتلك مواصفات فنية محددة تضعه ضمن فئة النفط الخام الثقيل، وجاءت أبرز الخصائص كالتالي:

  • - درجة الكثافة (A.P.I): تتراوح بين 22 و24 درجة.
  • - نسبة الكبريت: تتراوح بين 2% إلى 3% من الوزن الإجمالي.

وأشارت الوزارة إلى أن التسليم سيكون على ظهر السفينة (FOB) من ميناء طرطوس النفطي، ومنحت العارضين الحق في أخذ عينات من مزيج النفط المخصص للبيع في مصب طرطوس لإجراء التحاليل المخبرية اللازمة قبل تقديم العروض.

الناقلة نيسوس كريستيانا تحمل أول شحنة نفط من سوريا إلى الأسواق العالمية- الصورة من وزارة الطاقة
الناقلة نيسوس كريستيانا تحمل أول شحنة نفط من سوريا إلى الأسواق العالمية- الصورة من وزارة الطاقة

اعتمدت وزارة الطاقة السورية آلية تسعير مرتبطة بالأسواق العالمية لضمان الشفافية وتحقيق أعلى عائد ممكن، إذ سيُحتَسَب السعر بالدولار الأميركي للبرميل الواحد، بناءً على متوسط أسعار خام برنت الفورية، كما هي منشورة في نشرات "بلاتس" العالمية، مضافًا إليها علاوة أو حسم يتقدم به العارض.

واشترطت الوزارة سداد القيمة بالدولار الأميركي في حساب الشركة السورية للنفط لدى مصرف سوريا المركزي قبل البدء بعمليات التحميل، لكمية أولية تُقدَّر بـ550 ألف برميل، على أن تتمّ تسوية الفاتورة النهائية لاحقًا بناءً على الكميات الفعلية المحملة في بوليصة الشحن.

ولضمان جدّية العروض، وضعت سوريا جملة من الشروط الصارمة، تشمل ضرورة تقديم المتقدم كفالة مصرفية بقيمة 250 ألف دولار، صادرة عن أحد المصارف السورية أو المعتمدة في سوريا، أو بموجب حوالة مصرفية لحساب وزارة الطاقة، وحددت مدة تنفيذ العقد بـ 30 يومًا من تاريخ إبرام الاتفاق.

وكشفت أن موعد إغلاق مزايدة بيع النفط السوري سيكون يوم الثلاثاء الموافق 20 يناير/كانون الثاني 2026، الساعة 02:00 ظهرًا بتوقيت دمشق.

ثاني شحنة نفط من سوريا

ستكون هذه ثاني شحنة نفط من سوريا تُصدَّر إلى الأسواق العالمية بعد توقُّف دام 14 عامًا، في خطوة من شأنها أحياء قطاع الطاقة في البلاد الذي عانى طيلة سنوات الحرب.

وتأتي المزايدة في وقت حسّاس لقطاع الطاقة السوري، حيث تعاني البلاد من فجوة كبيرة بين الإنتاج والاستهلاك المحلي نتيجة توقُّف عدد كبير من الحقول عن الإنتاج خلال السنوات الماضية، وسط مساعٍ من حكومة دمشق لإحياء القطاع.

وكانت أول شحنة نفط سورية قد انطلقت نحو الأسواق العالمية في سبتمبر/أيلول الماضي، بعدما أنهت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي العقوبات الاقتصادية التي كبّلت صادراتها النفطية.

وحُمِّلَت أول شحنة نفط من سوريا، على متن الناقلة نيسوس كريستيانا (Nissos Christiana) لصالح شركة "بي سيرف إنرجي".

وحُمِّلَت الناقلة بنحو 600 ألف برميل من النفط الثقيل من المصب النفطي في طرطوس، بخطوة مهمة لإعادة تنشيط قطاع النفط في سوريا، وتوسيع آفاق التعاون مع الشركات العالمية.

وبلغت صادرات سوريا من النفط ذروتها عند 380 ألف برميل يوميًا في عام 2002، قبل أن تتراجع تدريجيًا، حتى توقفت تقريبًا بعد اندلاع الحرب عام 2011.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق