القنبلة المائية.. 5 معلومات عن أكبر محطة طاقة كهرومائية في العالم
تشكّل أكبر محطة طاقة كهرومائية في العالم، التي تخطط الصين لبنائها في إقليم التبت، نقطة محورية في مجال الهندسة، إذ يصفها الخبراء بـ"القنبلة المائية".
وتستعد الصين لإطلاق مشروع عملاق في قلب جبال الهملايا، يصفه بعضهم بأنه "معجزة هندسية"، في حين يراه أخرون "تهديدًا وجوديًا".
المشروع الذي يُعدّ أكبر محطة طاقة كهرومائية في العالم، ومقرَّر تنفيذه على نهر "يارلونغ تسانغبو"، يتجاوز كونه مجرد سدّ لإنتاج الكهرباء، بل إعادة صياغة لجغرافيا المنطقة وموازين القوى المائية في قارة آسيا.
تخطط بكين لتحويل "المنعطف العظيم" في التبت إلى أكبر منظومة لتوليد الكهرباء من الماء في تاريخ البشرية، بتكلفة استثمارية تُقدَّر بنحو 168 مليار دولار، وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وترصد في التقرير التالي أبرز 5 معلومات حول القنبلة المائية أكبر محطة طاقة كهرومائية في العالم:
القدرة الإنتاجية
يُعدّ سد "الممرات الثلاثة" في الصين حاليًا الأكبر عالميًا، لكن المشروع الجديد في التبت سيجعله يبدو صغيرًا بالمقارنة.
ومن المتوقع أن يولّد المشروع نحو 300 مليار كيلوواط/ساعة من الكهرباء سنويًا، هذه القدرة الهائلة تعادل 3 أضعاف إنتاج سد الممرات الثلاثة.
تبلغ القدرة المركبة لسد الممرات الثلاثة نحو 22.5 غيغاواط، في حين قد تتجاوز قدرة محطة يارلونغ تسانغبو حاجز 60–70 غيغاواط، ما يضع المشروع في صدارة المشروعات الكهرومائية عالميًا من حيث الإنتاج.
ويهدف المشروع إلى توفير كهرباء نظيفة تدعم خطة الصين للوصول إلى "الحياد الكربوني" وتقليل الاعتماد على الفحم.

الموقع الجغرافي
يقع مشروع أكبر محطة طاقة كهرومائية في العالم في منطقة جغرافية فريدة ومعقّدة، حيث يُعدّ نهر "يارلونغ تسانغبو" أعلى نهر في العالم.
وتستهدف الصين استغلال منطقة "المنعطف العظيم"، حيث يلتفّ النهر حول جبال الهملايا بانحدار حادّ يتجاوز كيلومترين خلال مسافة تقارب 50 كيلومترًا.
يمنح الانحدار الهائل الصين فرصة نادرة لاستغلال فرق الارتفاع الطبيعي دون الحاجة إلى بناء سد تقليدي ضخم واحد فقط، بل عبر منظومة من السدود والخزانات ومحطات الكهرباء، وهو ما يجعله أحد أكثر المشروعات الهندسية طموحًا في تاريخ الطاقة الكهرومائية.
التحديات الهندسية
يصف الخبراء مشروع أكبر محطة طاقة كهرومائية في العالم بأنه "إنجاز هندسي غير مسبوق"، نظرًا للظروف القاسية والمخاطر الطبيعية في المنطقة.
لا يعتمد المشروع على سد واحد فقط، بل على شبكة واسعة من الأنفاق والمحطات تحت الأرض، فوفق محاكاة أجرتها شبكة "سي إن إن" بالاستناد إلى أبحاث أكاديمية ومناقصات رسمية، قد تمتد المنظومة لنحو 150 كيلومترًا من أول محطة إلى آخرها.
ويتطلب التنفيذ تفجير أنفاق داخل الجبال الصلبة، وبناء خزانات متعددة للتحكم في تدفّق المياه، وربط محطات كهرومائية تحت الأرض بشبكة أنفاق عملاقة، في إنجاز هندسي غير مسبوق، خاصة في منطقة تُعدّ من أكثر المناطق نشاطًا زلزاليًا في العالم.
ويواجه المشروع مخاطر جيولوجية حقيقية تشمل الانهيارات الأرضية، وتدفقات الحطام، والفيضانات المفاجئة، بالإضافة إلى النشاط الزلزالي في جبال الهملايا.

سلاح جيوسياسي
يمتدّ نهر يارلونغ تسانغبو إلى دول المصب، إذ يتحول لاحقًا إلى نهر براهمابوترا، الذي تعتمد عليه الهند وبنغلاديش في الزراعة والصيد ومياه الشرب، ويعتمد عشرات الملايين من السكان على تدفُّقه الطبيعي.
ولهذا، وصفت وسائل إعلام هندية المشروع بـ"القنبلة المائية المحتملة"، خشية استعمال السد ورقةَ ضغط سياسية، أو التسبب في فيضانات أو جفاف مفاجئ.
كما أن قرب موقع المشروع من الحدود المتنازَع عليها بين الصين والهند يرفع من احتمالات تحوُّله إلى نقطة توتُّر إقليمي طويل الأمد بين قوّتين نوويتين.
الأثر البيئي والاجتماعي
من الناحية المناخية، قد يسهم المشروع في تقليل انبعاثات الصين من ثاني أكسيد الكربون، إذ تعتمد البلاد حتى الآن بشكل كبير على الفحم لتوليد الكهرباء، وتُعدّ بكين أكبر مصدر للانبعاثات عالميًا، وتسعى من خلال المشروع إلى دعم التحول نحو الطاقة النظيفة.
لكن في المقابل، يحذّر الخبراء من تأثيرات بيئية خطيرة، تشمل الإضرار بالنظم البيئية الهشة في التبت، وتهديد التنوع البيولوجي، إضافة إلى التأثير بحياة المجتمعات المحلية والسكان الأصليين الذين يعتمدون على النهر في معيشتهم.
رؤية استراتيجية
يأتي إصرار الصين على المضي قدمًا في تنفيذ أكبر محطة طاقة كهرومائية في العالم ليعكس رغبة بكين في تأمين سيادتها الطاقية والمائية.
ويمثّل مشروع يارلونغ تسانغبو قفزة هائلة في عالم الطاقة الكهرومائية، وقد يغيّر ميزان الطاقة النظيفة عالميًا، لكنه في الوقت نفسه يحمل مخاطر بيئية وجيوسياسية معقّدة.
وبين طموح الصين لتعزيز أمنها الطاقي، ومخاوف دول الجوار من تداعيات "القنبلة المائية"، يبقى المشروع واحدًا من أكثر مشروعات البنية التحتية إثارة للجدل في القرن الحادي والعشرين.
موضوعات متعلقة..
- أكبر محطة طاقة كهرومائية في العالم تواجه معارضة هندية
- أكبر محطة طاقة كهرومائية بالضخ في العالم تشهد التطور الأهم
اقرأ أيضًا..
- آثار حصار صادرات النفط الفنزويلي.. كندا والعراق أبرز المستفيدين (تحليل)
- واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز عبر الأنابيب تهبط 9% في أول 11 شهرًا
- مشروعات الطاقة في 7 دول عربية ترفع عقود شركة عالمية 20%
المصادر:
- لماذا يثير سد ضخم حالة من الذعر في الهند، من تشاينا غلوبال ساوث
- كيف يمكن أن يؤثر سد براهمابوترا الضخم في الصين بالهند، من إن دي تي في





